الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

معلّمون بالجملة!

ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
A+ A-

نتحدث عن ألوف المعلمين الذين تتعاقد معهم وزارة التربية لتعليم التلامذة اللاجئين. هؤلاء عقودهم جديدة لكن مستقبلهم مرهون باستمرار تعليم التلامذة السوريين في المدارس الرسمية، على رغم أن هناك معلمين في الملاك يدرّسون أيضاً في المدارس المشتركة أو التي دمج فيها التلامذة، اللبنانيين واللاجئين، أو تلك المخصصة للسوريين حصراً والتي افتتحت خلال أزمة اللجوء، وفي دوام بعد الظهر للمدارس التي تعتمد الدوامين لاستيعاب الجميع. ونعلم أن وزارة التربية رفعت نسبة استيعاب التلامذة اللاجئين الى أكثر من 260 ألف تلميذ، أي ما يوازي تقريباً أعداد التلامذة اللبنانيين في التعليم الرسمي. وبمعزل عن الأزمة السورية المستمرة التي تدفع باللاجئين السوريين الى البقاء في لبنان ودول الجوار، قد نواجه أزمة من نوع آخر تتعلق بهذا العدد الهائل من المعلمين الذين ينتظرون دفع مستحقاتهم عندما يتوافر التمويل الدولي، الى زملاء لهم متعاقدين منذ سنوات طويلة لا تصلهم حقوقهم الا سنوياً أو أكثر.
نقصد من الكلام عن المتعاقدين الجدد والقدامى أن أزمة المعلمين قد تصل الى مرحلة لا يعد ممكناً حلها بسهولة، وما دام الأمر ليس مرتبطاً بسلسلة الرتب والرواتب، فمن الضروري التذكير أن أعداد المتعاقدين في التعليم الرسمي الثانوي والأساسي والمهني قاربت الثلاثين ألف معلم ومعلمة، وقد يرتفع العدد في السنة الدراسية المقبلة مع استمرار النزف في أساتذة الملاك وإحالة قسم كبير منهم الى التقاعد مع بلوغهم السن القانونية. هذا الأمر يطرح تحد كبير على وزارة التربية التي تعترف بلسان الوزير الياس بو صعب أن حاجة التعليم الثانوي وحده هذه السنة تقارب الثلاثة آلاف أستاذ، علماً أن هناك أعداداً فازت بمباريات مجلس الخدمة المدنية للتعليم، ولم يتم إحالة الناجحين الى دورات تدريب في كلية التربية لإلحاقهم بالتعليم رسمياً.
وتبدو قضايا المعلمين خارج أولويات وزارة التربية. ملف سلسلة الرتب والرواتب بات في الادراج، فيما عصب المعلمين ورابطاتهم يتراخى أمام حجم الضغوط والسيطرة السياسية والطائفية ايضاً، بحيث صارت هيئة التنسيق النقابية مجرد اسم لا يستطيع أن يتخذ موقفاً، ناهيك بالخلاف بين الرابطات نفسها. فأولوية التربية في مكان آخر واهتمامات تقف عند حدود ترتيبات التعيين والتوزيع والحديث عن الإنجازات، فيما معاناة المعلمين، على اختلاف درجاتهم واختصاصاتهم، لا تنال اكتراثاً يعزز من وضعهم ويؤمن الحد الادنى من استقرارهم، اذا اعتبرنا أن المعلمين هم عصب التعليم وطليعته، وهم وحدهم ذوو قدرة على نقله الى مستوى متقدم، قبل الحديث عن المناهج والامتحانات وتجهيز المدارس بالتكنولوجيا وغيرها. ونسأل هنا: ماذا لو توقف التمويل الدولي لتعليم اللاجئين؟ هل ستضيف التربية اساتذتهم الى صف العاطلين أو الى أولئك المتعاقدين الذين ينتظرون حل مشكلاتهم؟


[email protected] / Twitter: @ihaidar62

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم