الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من يحسم قرار اختيار اسم رئيس الجامعة اللبنانية؟

ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
من يحسم قرار اختيار اسم رئيس الجامعة اللبنانية؟
من يحسم قرار اختيار اسم رئيس الجامعة اللبنانية؟
A+ A-

انتخب مجلس الجامعة اللبنانية 5 مرشحين لرئاسة الجامعة، لتنتقل مهمة تعيين الرئيس ومعاييرها الى مجلس الوزراء، وذلك في عملية ديموقراطية طبعتها تسويات سياسية وطائفية من خارج أسوار الجامعة.


اختلط الاكاديمي بالسياسي والطائفي في عملية انتخاب المرشحين الخمسة لمنصب رئيس الجامعة اللبنانية، والتي جرت أمس، وأسفرت عن فوز كل من الدكاترة، محمد صميلي (25 صوتاً)، تيريز الهاشم (23 صوتاً)، فؤاد أيوب (23 صوتاً)، وفاء بري (20 صوتاً) ورجاء مكي (19 صوتاً). ويذكر أنه وفق التوزيع الطائفي للفئة الأولى في الدولة، منصب رئاسة الجامعة للطائفة الشيعية، على رغم أنه غير مكرس قانوناً، وبالتالي ينحصر تعيين الرئيس في مجلس الوزراء بين أيوب وبري ومكي.
وكان واضحاً قبل بدء العملية الانتخابية في مجلس الجامعة قبل ظهر أمس، أن الاتصالات السياسية والتسويات فعلت فعلها، وان كان مجلس الجامعة قد خرج في استحقاقه عن الاتفاقات التي طبخت ليل أول من أمس باشراف وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ومشاركة الفرقاء السياسيين من "الثنائي الشيعي" و "تيار المستقبل" والفرقاء المسيحيين، فترجم الخروج بتشطيب أسماء مرشحي "حزب الله" وهو ما ترك بعض الآثار والارتدادات على العلاقات بين المكونات السياسية للمجلس.
وكان رئيس الجامعة عدنان السيد حسين افتتح الجلسة بكلمة عن الاستحقاق الذي يحصل للمرة الأولى في الجامعة، ثم بدأ الاقتراع الذي شارك فيه 33 عضواً في مجلس الجامعة، وغاب عضوان، فيما لا يحق لثلاثة عمداء بالتكليف، الانتخاب. وبعد فرز الأصوات، أعلن فوز الأسماء الخمسة، فيما نال كل من الدكاترة جمال شرارة (17 صوتاً) وهو مرشح "حزب الله" ومحمود شرف الدين (11 صوتاً) ورفيق يونس (10 أصوات) وهو مدعوم من "حزب الله" وعادل خليفة (3 أصوات) وفوزات فرحات (7 أصوات) وكل من الدكاترة، تيسير حمية وعادل مرتضى ومحمد دبوق، صوتاً واحداً، فيما انسحب عدد من الدكاترة قبل بدء الانتخاب من بينهم الدكتور جورج كلاس والدكتور علي رمال الذي اعتبر ان قرار تعيين الرئيس من خارج أسوار الجامعة، ولم يسجل رسمياً الانسحاب الا من ثمانية مرشحين.
واذا كان مجلس الجامعة قد مارس مهمة ديموقراطية أكاديمية، الا أن التسويات السياسية التي طبخت في الليلة التي سبقت الانتخاب كانت حاسمة، وهي التي غربلت الأسماء، في ظل التوازنات القائمة. فبعدما كان "الثنائي الشيعي" قد رشح لائحة من 5 أسماء من الطائفة الشيعية، تسارعت الاتصالات من خلال تدخلات عبر وزير التربية الياس بوصعب الذي أصر على تطعيم العملية الانتخابية باسمين من الطائفتين المسيحية والسنية، فاقترح اسم الدكتورة تيريز الهاشم، فيما كان عدد من الفرقاء المسيحيين ومن لجنة بكركي يريدون اسمين مسيحيين، الى أن استقر الأمر من الجانب الشيعي على 3 أسماء هم: جمال شرارة وفؤاد أيوب ووفاء بري، مستبعداً تيسير حمية الذي اعتبر أن اسقاطه خيانة من "الثنائي الشيعي" ومن لعبة التسويات السياسية. وبالتوازي كانت الاتصالات على مستوى عدد من المستقلين في المجلس لعدم فرض أسماء منزلة، وهكذا حصلت الانتخابات، فسقط من اللائحة جمال شرارة وفازت مكانه رجاء مكي، وهي الشيعية التي فازت بأكثرية الأصوات السنية في مواجهة المرشح جمال شرارة، علماً أن محمد صميلي المحسوب على "تيار المستقبل" قد فاز بالعدد الأعلى من الأصوات. ويلاحظ أن البعض في مجلس الجامعة قد تمرد على أحزابه وانتخب على طريقته، وهو ما أدى الى تغيير في النتائج، خصوصاً في الأسماء غير المحسوبة بالكامل على التيارات السياسية، فيما بدت الأمور ضبابية لدى بعض مرشحي الأحزاب الذين استاؤوا من التغييرات التي حصلت ومن التشطيب، ومن بينهم عميد كلية الهندسة رفيق يونس الذي انسحب عند اعلان النتائج.
بعدما أنهى مجلس الجامعة الاستحقاق، على مجلس الوزراء أن يعين رئيس الجامعة، وهو سيختار حكماً من الفائزين الشيعة الثلاثة، لكنه محكوم أيضاً بوضع معايير لاختيار الرئيس، قبل أن تدخل الحسابات السياسية والخلافات في العملية، وهو ما سيرتد سلباً على الجامعة وموقع رئاستها. وهناك من ينتظر للانقضاض على نتائج هذا الاستحقاق.


[email protected]
Twitter: @ihaidar62

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم