الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

علي اليتيم رمز حرب العراق...ماذا يقول لطوني بلير؟

المصدر: ("النهار")
علي اليتيم رمز حرب العراق...ماذا يقول لطوني بلير؟
علي اليتيم رمز حرب العراق...ماذا يقول لطوني بلير؟
A+ A-

لا يزال علي عباس يتذكر اليوم الذي غير حياته الى الأبد، وإن يكن يتمنى أن ينساه تماماً. فكيف يتذكر ذلك اليوم، مع نشر تقرير تشيلكوت الذي يحدد دور بريطانيا في ذلك الغزو الذي غير وجه المنطقة؟
كان ذلك في 30 آذار 2003، إذ كان في الثانية عشرة "ولدا صغيراً يتمتع بحياته، ويذهب الى المدرسة ويلعب كرة القدم مع أصدقاء كثيرين". ذلك اليوم غفا الى جانب أمه أزهر ووالده اسماعيل وشقيقه عباس الذين كان في العاشرة. ونام الجميع في غرفة واحدة.
بعد أكثر من 13 سنة على تلك الليلة، لا يزال يجهل لماذا أطلق الأميركيون الصاروخ على منزله الواقع في جنوب بغداد والذي لم يكن يشبه بأي شكل من الأشكال أي نوع من القواعد العسكرية.
ويقول ل"الانديبندنت": "كنا مزارعين. كانت هناك أبقار وخراف في الخارج. استيقظت على ضجة كبيرة. المنزل كله انهار علينا. كان يحترق ثم سمعت صراخاً".
كان ذلك صوت أمه وأبيه، سمعهما يصرخان ثم بعد بضع دقائق توقف الصراخ. لقد رحلا. وروى:" كنت أحترق...يداي تفحمتا. بعد 20 دقيقة تقريباً، وصل أحد الجيران وانتشلني من بين الركام. لم يلاحظ كم كانت حروقي كبيرة. لذا عندما حاول سحبي من يدي اليسرى، قطعت".
في ذلك اليوم، قتل والده ووالدته وشقيقه الأصغر، إلى 13 شخصاً آخرين من عائلته.
بترت يدا علي وعانى حروقاً في 60 في المئة من جسده، وشكك الأطباء في امكان نجاته. ومع ذلك، يقول: "كنت محظوظاً". وأضاف: "هناك الالاف مثلي في العراق، أو حتى أسوأ مني. قتل أبرياء كثر".
في المستشفى تولى الممرض كريم العناية به:" هرب جميع الأطباء لكنه بقي. لقد جمل لي الأكل، ودفع ثمن الأدوية لحروقي من ماله الخاص".
وإلى كريم، كان للإعلام الغربي دور كبير في نجاة علي. فمن كل الصور التي كانت تتدفق من العراق، كانت صورته هي الاكثر لفتاً للانتباه ولاهتمام الراي العام البريطاني. كان التعاطف كبيراً معه، وانطلقت حملة ناجحة لنقل "اليتيم علي" إلى بريطانيا للعلاج. وفي إحدى المناسبات الخيرية، التقى رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير. وتذكر أن "زوجته (شيري) تحدثت كثيراً.لم أقل إلا مرحبا (هاي). لم أكن أعرف أموراً كثيرة في حينه. أعتقد أنني كنت في الرابعة عشرة".
اليوم، لم يعد علي ولداً، إنه شاب في الخامسة والعشرين. وفيما يستعد السير جون تشيلكوت لاصدار تقريره عن دور بريطانيا في الغزو، يعرف علي تماماً ماذا يريد أن سأل طوني بلير، قائلاً: "أريد أن أعرف منه إذا كان نادماً على ما فعله. أريد أن يقول لي لماذا فعل ذلك... نعم طبعاً أنا غاضب. أنا ألقي المسؤولية عليهما (بوش وبلير). لم يكن عليهما الذهاب الى الحرب. لقد فقدت ذراعي، ووالدي وشقيقي. ويمكنكم رؤية ما يحصل في بلادي".
ومع أن بلير قال إنه "من الصعب علي الاعتذار عن خلع صدام حسين"، يقول علي: "لقد خلعوا صدام واحداً، وأعطونا الكثير الكثير من صدام حسين آخرين: القتلة والفساد يغزون العراق...لم أكن أحب صدام. كان ديكتاتوراً. ولكن الوضع أسوأ حالياً. أشخاص كثيرون لا يزالون يقتلون. بلادي انتهت ودمرت".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم