الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مَن يحاسب على الإهمال الوظيفي؟

غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
A+ A-

إقرأ تضحك. قرر قاضي التحقيق ارجاء التحقيق مع رئيس هيئة "اوجيرو" عبد المنعم يوسف بتهمة الاهمال الوظيفي الى موعد لاحق. لفتني الخبر الذي تداولته كل وسائل الاعلام. وتساءلت عن الاهمال الوظيفي في لبنان. ما هي معاييره؟ ونتائجه؟ وتداعياته؟ ومن يحاسب من؟
اولا في ما خص عبد المنعم يوسف: نشكو من اسعار الانترنت الاغلى عالمياً وهي ليست مسؤولية يوسف المسؤول عن نوعية الخدمة، غير الممتازة، لا عن التسعيرة. اما خدمة الهاتف الارضي فهي ممتازة. ولا يدخل الخليوي المتراجع في نوعية الخدمة، والغالي السعر، في نطاق عمل يوسف. تبقى مسؤوليته في معرفته او عدمها بوجود شبكات انترنت غير شرعية في لبنان، وهي مسؤولية جسيمة اذا ثبتت ادانته، لكن يبقى الاهم منها متابعة الملف الى نهايته ما دام قد خرج الى العلن، وعدم الاكتفاء بتحويل الاهتمام الى امكنة اخرى، خصوصاً ان احداً لم يعد يأتي على ذكره، خضوعاً على ما يبدو لتسويات كبرى تطيح الملف من دون كشف الحقائق ومعاقبة احد. واذا كان الملف بهذا الحجم، والتسوية رفيعة المستوى، ويخضع لها القضاء والامن معاً، فلماذا يلام يوسف على "خوفه" ربما وصمته حيال الامر؟ لكن الموضوع يفتح على اسئلة كثيرة لا بد منها اذا بدأت مسيرة المحاسبة التي سينقطع حبلها حتماً، ولن تكون اكثر من ملهاة موقتة لايهام الرأي العام بأن ثمة متابعة للموضوع.
وعلى سبيل المثال لا الحصر: لماذا لا تحاسب المديرية العامة للطرق على احوال الطرق التي تتسبب بالكثير من الحوادث القاتلة؟ اليس من حق المواطن التمتع بطرق تتحلى بأدنى مواصفات السلامة العامة من الزفت والانارة والتخطيط؟
لماذا لا تحاسب "مؤسسة كهرباء لبنان" على عدم توفير الطاقة بعد 25 سنة على انتهاء الحرب في لبنان وعدم قيامها ببناء معامل جديدة وتأهيل حقيقي للمعامل الموجودة؟ اليس من ادنى حقوق المواطن الحصول على الكهرباء؟
وماذا عن المياه التي غالباً ما تنقطع عن المنازل صيفاً؟ او تصل متسخة بالتراب، اذا لم نقل بالمياه الآسنة؟ من حق اللبناني الحصول على مياه نظيفة وشبكة جديدة ليتمكن من شربها لا استعمالها فحسب.
وماذا عن القضاء الذي يتأخر اعواما في بت القضايا المعروضة عليه ما يسبب ضررا للمواطن ويكلفه اعباء مالية كبيرة؟ اليس من حقنا التمتع بقضاء عادل اولا، وغير خاضع لضغوط السياسيين ثانياً، وقضاء قادر على بت القضايا قبل وفاة المدعي والمدعى عليه؟ اليس التأخير اهمالاً وظيفياً ايضاً؟
ثم هل تعرفون مدى تجاوب القوى الامنية مع اي اتصال يردها على الرقم الساخن؟ ومدى الاهانة التي يتعرض لها الشاكي قبل المشكو عليه في المخافر؟ وماذا عن اوضاع السجون والسجناء؟ وهل تليق حياتهم بأي كائن بشري مهما كانت فعلته؟
هل تمضي مسيرة الاهمال الوظيفي ام تتوقف؟


[email protected] | Twitter:@ghassanhajjar

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم