الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الأخطار الأمنية جدية وتتجاوز الشائعات والحكومة وحدها عاجزة عن مواجهتها

سابين عويس
سابين عويس
الأخطار الأمنية جدية وتتجاوز الشائعات والحكومة وحدها عاجزة عن مواجهتها
الأخطار الأمنية جدية وتتجاوز الشائعات والحكومة وحدها عاجزة عن مواجهتها
A+ A-

ليس مفاجئاً أبداً أن تخضع البلاد مع بداية كل موسم صيف لموجة من الشائعات الرامية إلى تعكير الاجواء الامنية وزعزعة الثقة، كما حصل أخيرا مع الأخبار التي تناقلتها مواقع التواصل والاعلام عن استهدافات لمناطق سياحية، لكن المقلق في الأمر أن هذه الاخبار لم تأت من عدم، وإن كان تم إستغلالها وتضخيمها من أجل خلق حالة من الذعر تزعزع الثقة بالإستقرار الامني في البلاد. فالمخاطر الامنية المحدقة بلبنان جدية جدا على ما نقل أكثر من مسؤول أمني، وتأتي ضمن قرار بتفجير الوضع الامني ونقل الانظار إلى الساحة اللبنانية وحرفها عما يجري في سوريا.وهي ليست جديدة في ظل التفلت الامني على الحدود الذي يتيح حرية الحركة والانتقال للإرهابيين.


لكن المشكلة تكمن في المقاربة السياسية لهذه المخاطر. إذ يُترك قرار الملف الامني للجيش والأجهزة الامنية فيما تغيب السلطة السياسية عن أي إجراء او تدبير أو موقف من شأنه أن يطمئن اللبنانيين أو يخفف من حدة الهواجس والمخاوف التي تقض مضاجعهم.
ففي حين تغرق البلاد تحت وطأة التهديدات الارهابية التي حرص الجيش على تأكيدها من أجل حماية المواطنين وتحذيرهم في حركتهم وتنقلاتهم، يغيب مجلس الوزراء عن الانعقاد الاسبوع المقبل بسبب عطلة الفطر، كما لو أن البلاد في أوضاع طبيعية تتيح ترف غياب المواكبة الرسمية للأوضاع الاستثنائية، أو تسمح بسفر بعض المسؤولين لقضاء عطلة العيد في الخارج.
في الموازاة، تدخل البلاد مرحلة أمنية جديدة قد تكون الأخطر منذ أعوام، خصوصا أن الاستهداف الإرهابي لم يعد محصورا بصراع سياسي داخلي بل بات يستهدف الاستقرار بشكل عام والدفع نحو إنهيار كامل يعبد الطريق أمام إعادة رسم المعادلة الطائفية والنظام السياسي.
لكن ثمة عوامل في المقابل تطمئن إلى أن الامور لم تخرج بعد عن السيطرة، كما يقول وزير السياحة ميشال فرعون لـ"النهار" معددا اربعة عوامل تعول عليها السلطة في مواجهة الحالة الارهابية المستجدة. أولها إن لبنان لا يزال يعيش تحت مظلة توافق سياسي داخلي وخارجي ترمي إلى حماية الاستقرار وتحصينه.
ثانيها إن التعاون والتنسيق بين الاجهزة الامنية اللبنانية ومع الاجهزة الدولية قائم وتام، مما يساهم في تسهيل الكشف عن أي عمليات محتملة.
اما ثالث هذه العوامل فالجهوزية التامة لدى الجيش والقوى الامنية والطاقات والخبرات التي تتمتع بها من أجل كشف الخلايا والقبض عليها. رابع العوامل يتعلق بأهمية الوعي والحذر المطلوب توافرهما لدى السلطات السياسية والأمنية وحتى الإعلامية من أجل توعية المواطنين والتحذير من أي امور يشتبه بها من أجل تحصين الساحة الداخلية وتفادي وقوع العمليات الارهابية. ولا يغفل فرعون الاشارة إلى ضرورة ملاحقة مطلقي الشائعات والمروجين لها ومحاسبتهم ومعاقبتهم لما لأعمالهم من ارتدادات خطيرة على الاستقرار وعلى الثقة.
ولا يخفي فرعون إرتياحه إلى أن الوضع السياحي لم يتأثر بموجة الشائعات تلك بل تم التعامل مع المخاطر الامنية بكل وعي وحذر ومسؤولية. إذ تم تشديد الاجراءات الامنية وهذا واجب ويجب الا يشكل مصدر قلق أو إزعاج للمواطنين او للسياح الذين يعود عليهم أن يتعاونوا أيضا من أجل خيرهم وسلامتهم.
وأكد في المقابل أنه لم يجر إلغاء أي من المهرجانات المقررة كما أن حركة الطائرات الوافدة لم تتاثر.
ليس واضحا بعد ما إذا كانت رسالة القاع محدودة في مكانها وزمانها أو هي ضمن خطة إستهداف أكبر وأشمل ترمي إلى إستنزاف الساحة الداخلية، على ما تقول مصادر سياسية. لكن الاكيد أن لبنان دخل دوامة امنية خطيرة تستدعي الكثير من الجهوزية والوعي والقراءة السياسية العميقة لأبعاد الرسالة الامنية، حتى يتمكن لبنان من تجاوزها بأقل الاضرار الممكنة، في ظل الحرائق المشتعلة في المحيط.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم