الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الموقف السعودي المتمسك برحيل الأسد \r\nيتساهل أو لا يتساهل بعنوان تنازل في لبنان؟

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
الموقف السعودي المتمسك برحيل الأسد \r\nيتساهل أو لا يتساهل بعنوان تنازل في لبنان؟
الموقف السعودي المتمسك برحيل الأسد \r\nيتساهل أو لا يتساهل بعنوان تنازل في لبنان؟
A+ A-

منذ تسلم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مهماته كرئيس للديبلوماسية السعودية قبل عام وشهرين تقريبا على اثر وفاة الأمير سعود الفيصل، حافظ على موقف واحد لم يتغير من ملف الحرب السورية عبر عبارة باتت شهيرة على لسانه وهي ان " على بشار الاسد ان يرحل اما سلميا او عسكريا"، وهي لم تتغير على رغم كل اللقاءات التي عقدتها المملكة مع كبار المسؤولين في الدول المؤثرة أكانت هذه الدول روسيا او الولايات المتحدة. وهذا الموقف اعاد الجبير تأكيده في زيارته الى فرنسا خلال الاسبوع المنصرم على اثر زيارة لولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان الى جانب اعلانه " ان حزب الله وبدعم من ايران يتحمل مسؤولية الفراغ الرئاسي في لبنان وهو يعطل اي جهد لحل ازمة هذا الفراغ".


واذا كان الموقف من الازمة السورية ساهم الى حد لا بأس به في لجم المرونة التي ابدتها الخارجية الاميركية في الموضوع السوري في التفاوض مع روسيا، فان السقف المرتفع انما يأتي على خلفية ضرورة ابقائه عاليا في الوقت الضائع الذي تتهيأ فيه ادارة اميركية للرحيل والاستعداد لانتخابات ستأتي بادارة اخرى ولجما ايضا لاي مرونة في هذا الوقت سعيا الى محالة تسجيل اختراق ما يعتقد البعض ان ايران وروسيا قد تلوحان بامكانه في ظل ادارة الرئيس باراك اوباما غير المبالية كثيرا بالوضع السوري او مآله خارج اطار محاربة تنظيم الدولة الاسلامية.
يضاف الى ذلك ان المفاوضات السورية السورية لا تبدو محتملة أو ممكنة في خلال شهر تموز الطالع، وعلى الأرجح في الشهر المقبل على رغم تردد معلومات عن استعدادات ايران لابداء مرونة في شأن المساعدة في ايجاد حل سياسي لسوريا، على وقع ما فهم ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ترك انطباعات في شأنه في اللقاء الذي عقده مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في لقائهما على هامش منتدى اوسلو في منتصف حزيران المقبل. وهذه انطباعات سرت على وقع ان ايران قد لا تمانع في حكم يعتمد اللامركزية الموسعة او شكلا من اشكال الفدرالية في سوريا التي تحفظ لكل مجموعة خصوصيتها بما يعنيه ذلك من عمل ايران على الابقاء على الاسد وقد اعقب ذلك اعلان الامين العام ل" حزب الله" السيد حسن نصرالله اعداد العدة للتوجه للحرب في حلب، علما ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري كان هدد وردا على قصف روسيا حلب وجوارها قبل 15 حزيران الماضي انه لا ينبغي الاعتقاد ان ليس لصبرنا حدود.
الا ان ما اكده الجبير مجددا في باريس يقول مطلعون انما ياتي عقب زيارة ظريف ايضا الى فرنسا وما يمكن ان يكون عرضه من رؤية ايران لمسار الحل السوري بحيث بدا ان المملكة السعودية ليست في وارد التجاوب مع اي اقتراحات لا تأخذ في الاعتبار رحيل الاسد. والأمر نفسه ينسحب بالنسبة الى موقفه من الفراغ الرئاسي في لبنان مؤكدا مسؤولية الحزب وايران عن الفراغ في الوقت الذي وصلت اصداء الى بيروت عن اللقاءات التي عقدها المسؤولون الفرنسيون مع ظريف في ما خص الشأن اللبناني لم تكن مشجعة اي ان ايران لم تبد مرونة ازاء التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. ولذلك اعتبر سياسيون في بيروت ان كلام الجبير كان بمثابة رد على مضمون زيارة ظريف في الاتجاهين السوري واللبناني، وان الدمج بين الموضوعين انما يكشف على الارجح عن السعي الى مقايضة تحصل في ما خص الازمة التي يعانيها كل من لبنان وسوريا، ومن بينها احتمال مقايضة بقاء بشار الاسد بتسهيل انتخاب رئيس للبنان تحت وطأة ابقاء لبنان ككل وليس ازمته الرئاسية رهنا بمصير الاسد وبت مآله، ورهنا لتصعيد قد يكون بدأ بانخراط الحزب في الحرب الى جانبه، لكنه لن ينتهي بما بات يتعرض له لبنان من اخطار جسيمة.
وفي الشأن المتعلق بلبنان تختلف اراء بعض السياسيين لجهة مضمون الموقف السعودي الذي تتجاذبه تفسيرات متناقضة. فثمة من يقول ان هذا الكلام ينقض بعض ما يشاع او يسري عن استعداد السعودية للقبول باي رئيس، وعدم ممانعتها انتخاب العماد ميشال عون باعتبار انتخابه وما سيستدرجه هذا الانتخاب من نتائج وانعكاسات من مسؤولية اللبنانيين انفسهم ايا تكن هذه النتائج بمعنى ان الكرة عند اللبنانيين. وهذا الكلام هو لمن يتحصن علنا بضرورة انتخاب العماد عون خصوصا استنادا الى المعطى الجديد الذي يرفع في وجه الجميع اي اتفاق القوات والتيار العوني. وهذه المساعي ضخت آمالا تتفاعل وتحاول التاثير في حرب نفسية ضاغطة في هذا الاتجاه على رغم ان مؤشراتها لم تتقدم فعلا. وثمة من يبني على ان الموقف السعودي الذي يحمل الحزب وايران مسؤولية الفراغ ليس في وارد التسليم، نهاية الامر، بخيارهما تحت وطأة رمي المملكة وحليفها السني بتبعة التعطيل السياسي لاكثر من سنتين من اجل القبول بما رفضوه سابقا على رغم ان الخسارة ستكون اكثر من معنوية وعملية لجهة التسليم بالواقع المرفوض، اي تسليم البلد كليا لنفوذ الحزب وايران. وبينما لم يأخذ كلام الجبير حيزا واسعا من الاهتمام في لبنان المنشغل مصادفة (!) بالحرب المتجددة على الارهاب، ينتظر مسؤولون كثر ما يمكن ان تحمله زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت للبنان في 11 تموز الجاري، لتوضيح صورة المساعي الفرنسية من جهة، وطبيعة الموقفين الايراني والسعودي على ضوء هذه المساعي، وإن كانت الآمال متواضعة حيالها.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم