الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الصيف الحار ؟

علي حماده
A+ A-

هل صحيح ان صيف لبنان سيكون حارا؟
غريب امر بعض القيادات التي تبشر بانتهاء فصل الصيف قبل ان يبدأ. وغريب امر هذه القيادات التي تبشر بصيف ملتهب قبل اوانه، وكأن المطلوب اشاعة الذعر في اوساط الناس، وكأن المطلوب تعميم مناخ دراماتيكي، لأهداف معينة. ما حصل في القاع الحدودية كان مؤلما، ولكنه يستدعي تساؤلات كثيرة: لماذا لم يعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجمات القاع؟ ومعلوم ان "داعش" لا يتوانى عن اعلان مسؤوليته عن العمليات التي ينفذها؟ و "داعش" ما كان يوما يخجل من اعلان مسؤوليته عن عمليات ارهابية ينفذها.
اكثر من ذلك، يتساءل المراقب عن جدوى قيام "داعش" بعملية تفجيرية في القاع الحدودية الصغيرة، مستعينا بثمانية انتحاريين؟ في الوقت الذي تكلف فيه، بروكسيل و اسطنبول ثلاثة انتحاريين يقلبون الأمور رأسا على عقب!
ما حصل في القاع مأسوي، لكنه يستحضر علامات استفهام كبيرة. كما انه يستدعي تساؤلات حول هوية الجهة الآمرة، والهدف الحقيقي، والنهائي للعملية خصوصا ان بلدة القاع ما كانت يوما لتكون هدفا مركزيا لأي عمل ارهابي يصيب الداخل اللبناني .
لماذا اختيرت القاع؟ و لماذا تتبارى الاجهزة الامنية في اطلاق الشائعات الامنية الدراماتيكية، في كل اتجاه؟ هل الاسباب سياسية؟ ام انها تتعلق بمخطط ابعد، يهدف الى منح سلاح "حزب الله" شرعية غير مباشرة، من خلال ابراز مشاهد سلاح دفاعي فردي في بلدة القاع المسيحية اثر ما صاب البلدة من ارهاب؟
ما من شك ان ما حصل في القاع ، يندرج في اطار ابعد مما شهده اللبنانيون مباشرة. و ما من شك ان "تكالب" ثمانية انتحاريين على القاع يتجاوز البلدة نفسها، و يخدم اجندات اخرى ابعد من القاع نفسها!
ان الازمة اللبنانية، تتصل بخلاف كبير حول خيارات كبيرة . فهل يكون لبنان الغد على صورة ما يريده "حزب الله"؟ ام يكون لبنان الذي تريده غالبية ابنائه وطنا جامعا، حرا سيدا مستقلا ،مسالما و متنوعا؟
ان ما حصل في القاع قبل ايام، لا يتوقف عند حدود القاع، بل يتجاوز تلك البلدة الآمنة، ويتصل بجوهر مشكلة لبنان:
لا يمكن لبنان ان يعود الى عافيته، وطنا ، سيدا، حرا، مستقلا، آمنا، قابلا للحياة، ما لم يتم نزع سلاح "حزب الله"، وتغيير طبيعته ليصبح حزبا لبنانيا، سياسيا، مسالما، ينبذ العنف بكل اشكاله.
ان " الدراما" الاعلامية المفتعلة حول الامن في لبنان تخبئ اهدافا ابعد. وهي مشبوهة للغاية. فهل تخفي تلك "الدراما" المفتعلة اهدافا رئاسية؟ ام انها تخفي اهدافا متصلة بـ"دوحة" لبنانية بدأنا نسمع عنها اخيرا؟ فلنفكر قليلا؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم