الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

تسمّم في الشمال والبقاع... ما هي اجراءات "سلامة الغذاء"؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
تسمّم في الشمال والبقاع... ما هي اجراءات "سلامة الغذاء"؟
تسمّم في الشمال والبقاع... ما هي اجراءات "سلامة الغذاء"؟
A+ A-

حالاتُ تسمّم بالجملة تشهدها مناطق في الشمال والبقاع في الأيام الأخيرة، عائلات بأكملها كُتب لها أن تجتمع إلى المائدة وبعدها في المستشفى بعد إصابتها بأوجاع وحالات تقيؤ وإعياء. قبل ايام توفي الفتى أسامة خضر خلف (15 عاماً)، بعد تناوله الكفتة والمثلّجات في بلدة المحمرة في عكار، واصيب أشقاؤه الاربعة بتسمم غذائي تطلب ادخالهم إلى المستشفى. وقبل يومين، أدخلت عائلة هزاع الأحمد الى مستشفى المياس في البقاع بعد تناولها اللحوم والدجاج، وعائلة أحمد الشيخ إلى مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي في حلبا بعد تناولها اللحمة المشوية. وأمس كان نصيب 8 أفراد من عائلة محمد سعيد أن تحجز أسرّة في نفس المستشفى بعد تناولها حلويات اشتراها الوالد من احد الباعة المتجولين.


مرارة... حلاوة الجبن
حملة "سلامة الغذاء" التي أطلقتها وزارة الصحة منذ مدة لم تبلغ كل المطاعم والباعة، لا سيما في المناطق الفقيرة والنائية، وها هو خالد سعيد (17 عاماً) يدفع ثمن شراء والده (الذي يعمل في محل لبيع الاحذية)، للحلويات من بائع متجول لا يراعي أدنى المعايير الصحية. يخبر "النهار"، وهو يرقد على سرير المستشفى، " هذه هي المرّة الأولى التي نأكل فيها من هذا البائع الذي يتجوّل دائماً في برقايل حيث نسكن، شعرت بمرارة قطعة حلاوة الجبن ومع ذلك أكلتها، لأصاب واشقائي الستة ووالدتي بأوجاع في البطن والرأس بعد ساعة من تناولها، أما والدي فلم يصب بسوء لكونه لا يأكل حلويات بسبب معاناته مرض السكري". وأضاف "بعدما اشتدّ الوجع وبدأنا بالتقيؤ قصدنا المستشفى وها نحن نتلقى العلاج، أخي الصغير علي (11 عاماً) تحسنت حالته وعاد الى المنزل".


مشاوٍ موجعة
أما أحمد الشيخ (45 عاماً) الذي يعمل صياداً أراد تقديم المشاوي لعائلته المؤلفة من 9 اولاد وزوجته، اشترى وهو في طريق عودته لمنزله في ببنين اللحوم من ملحمة في المحمرة، فكانت النتيجة ان اجتمعت العائلة في المستشفى بعد الافطار، تقول زوجته ندين (40 عاماً) لـ"النهار": " لم يسبق أن اشترينا من تلك الملحمة، لكن صودف مرور زوجي أمامها، فقرر أن يبتاع اللحوم منها، تأذت كل العائلة بشكل متفاوت، لكن انا وزوجي وبناتي الثلاثة دعاء (19 عاماً)، وابتسام (17 عاماً) وآلاء (15 عاماً) كان لنا النصيب الأكبر من الاوجاع". ولفتت "بعد الافطار مباشرة شعرت بألم في معدتي، أما بناتي فعند الساعة الثانية صباحاً وزوجي بعدها بساعة، لنتوجه الى المستشفى عند الخامسة والنصف فجراً لكون الوجع لم يعد يطاق".



سمّ لذيذ
من الشمال الى البقاع تناولت عائلة هزاع الاحمد (58 عاماً) الآتية من حلب والتي تسكن في مخيم قب الياس، اللحوم والدجاج لتنتقل بعدها الى المستشفى نتيجة اصابتها باسهال وتقيؤ وأوجاع. الأب وأولاده وصهره وكَنّته جميعهم مرضى، لا بل ادخل هزاع الى العناية القائقة. يقول لـ"النهار": " ليست المرة الاولى التي نشتري من تلك المحلات، لكن هذه المرة لا أعلم سبب ما أصابنا، لم نشعر باختلاف في الطعم وكانت الامور على ما يرام قبل ان تبدأ الاوجاع تضرب العائلة، فقصدنا المستششفى عند الساعة الثانية فجراً ونحن مصابون بحال إسهال وقيء شديد. اليوم سيعود الجميع الى المنزل باستثنائي حيث سيتم اخراجي من العناية الفائقة اليوم الى غرفة عادية على أن اعود غداً الى المنزل".


حالات بسيطة
الطبيب المشرف على علاج عائلتي السعيد والشيخ الدكتور كميل عاقل أكد لـ"النهار" أن " المرضى دخلوا نتيجة اصابتهم باسهال وقيء، اوضاعهم اليوم مستقرة، ولا خطر على حياة أحد، وهناك حالات شفيت وعادت الى منزلها". في حين أكدت الطبيبة المعالجة لعائلة هزاع دكتورة الجهاز الهضمي لبنى مراد لـ"النهار" أن "كل افراد العائلة سيخرجون اليوم باستثناء هزاع الى الغد"، شارحةً بأن "حالتهم لم تكن خطرة، تسمم بسيط، هزاع وضع في العناية المركّزة لكونه يعاني مرض السكري والقلب، اي ان مناعته تكون اضعف من غيره". مراد استطردت "لم ترتفع حرارة احد من العائلة لذلك لم نضطر الى زرع دم كما الحال في حالات التسمم الصعبة التي تعود الى نوعية الجرثومة المسببة لها ".


عمليات دهم سريعة
مديرة #حملة_سلامة_الغذاء في وزارة الصحة المهندسة الصحية جويس حداد أكدت لـ" النهار" أنه "نتيجة لحالات التسمم التي شهدها لبنان في الاسبوعين الاخيرين، منها عائلة في بئر العبد والبقية في البقاع والشمال، وذلك تزامناً مع موجة الحر التي ضربت البلاد، فإن وزراة الصحة تتابع الموضوع وهي تقوم بعمليات دهم لمسالخ البقر والمستودعات في البقاع". ولفتت الى ان "التحقيق جارٍ، أخذنا عينات من المؤسسات التي تسمّمت منها العائلات وعدنا الى مصدر اللحوم، ونحن نجري عمليات دهم. وتوازياً سيتم توقيف الباعة المتجولين وتطبيق الشروط كما عممها الوزير وائل ابو فاعور، وبعدها اي محل غير مستوفٍ للشروط سيقفل".
أسباب مختلفة وراء حالات التسمم أهمها بحسب حداد " مصادر اللحوم وعدم وجود أماكن صحية لذبحها، لا بل هناك بعض اللحوم لا نعرف الى الآن مصدرها ناهيك بالحرارة المرتفعة، وجهل بعض المواطنين بأن يتركوا اللحوم بلا براد ساعات وبعدها يأكلونها". وأكدت أن "الملحمة التي اشترت منهما عائلة هزاع جرى دهمها، أما الملحمة التي اشترت منها عائلة الشيخ فأغلقت في الامس بعدما اخذنا عينات منها لحين صدور النتيجة إما نعاود فتحها او نبقيها مقفلة، اذ لن نخاطر بتركها مفتوحة وتكون هي المسبِّب في حالات التسمم وتعريض حياة المواطنين للخطر". وعن بائع حلاوة الجبن لعائلة سعيد، أجابت " لم يتم توقيفه بعد، لكننا نعمل على اصدار قرار بمنع البائعين المتجولين".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم