مرجع لقاض: كان عليك أن تقتله

كلما التقى سياسيون وقضاة يتناولون ملفات قضائية خطرة، الا وكان ثالثهما الملف الامني والتحقيقات المتواصلة مع اعداد لابأس بها من عناصر جنّدها تنظيم "داعش" واخواته للقيام بتفجيرات وتنفيذ عمليات تستهدف المؤسسات والاجهزة الامنية.
وتوقف مرجع طويلاً أمام ما سمعه من قاض عن يومياته في التحقيقات التي يجريها مع مجموعات من الموقوفين وعدد من المحكوم عليهم في جملة من القضايا وتنتظرهم اخرى. ويروي القاضي كيف ان مهندساً في العشرينات من العمر لم يتوان عن القول انه ما زال مصراً على الخيارات التي اتخذها وتكفير كل من لم يلتق معه حتى لو كانوا من ابناء الطائفة السنية. ولم يخشَ من المحقق وعقوبات العسكريين عندما ردد انه لو سمحت له الظروف وكان خارج قضبان السجن لعاد على الفور الى مسلسل عملياته والقتال في صفوف "داعش" ورفع راية دولته الاسلامية.
وعبر موقوف شارك في الاعداد لتفجيرات الضاحية الجنوبية عن سوء حظه لأنه لم ينجح في قتل عدد اكبر من المواطنين وتحديداً من ابناء الطائفة الشيعية.
لم يكتف القاضي بسرد هذه المقتطفات من تحقيقات مطولة. وزاد عليها ان موقوفاً من احدى البلدات في الشمال خاطب القاضي بعد جلسة استمرت اكثر من ساعة ان "مكاني الطبيعي والذي يجب ان أكون فيه هو في الرقة الى جانب أخوتي وقادتي لأنفذ ما يطلبونه مني وانتم تمثلون دولة كافرة لا صلة لها بالاسلام". قاطعه القاضي هنا واوقفه عن الكلام "نحن لا نقصر معك ونطبق القانون وكلفت محامياً للدفاع عنك (كان الاخير مشاركا في الجلسة ) وهو يقوم بالواجبات المطلوبة منه". ورد عليه "لا اشكركم على هذا الفعل وفي النهاية الله يهديه وهو درزي".
وبعدما انتهى القاضي من عرض هذه العينات في جلسات المحكمة رد المرجع عليه " ذكرتني بفيلم اميركي شاهدته قبل اعوام عدة وكيف أقدم القاضي على سحب مسدسه وقتله الموقوف الواقف امامه وكان عليك ان تفعل الامر نفسه من دون تردد مع الوحش المصر على اجرامه".