الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"غزوة القاع" تنعش خيارات "حزب الله" وثلاثيته؟ \r\n"داعش" يستغل الساحات وتمزيق"عباءة نصرالله"

رضوان عقيل
رضوان عقيل
"غزوة القاع" تنعش خيارات "حزب الله" وثلاثيته؟ \r\n"داعش" يستغل الساحات وتمزيق"عباءة نصرالله"
"غزوة القاع" تنعش خيارات "حزب الله" وثلاثيته؟ \r\n"داعش" يستغل الساحات وتمزيق"عباءة نصرالله"
A+ A-

لم يكن "حزب الله" ينتظر التفجيرات الانتحارية الثمانية في القاع ليثبت صحة نظريته أمام اللبنانيين وأخطار الجماعات الارهابية والتكفيرية التي لا تميز بين ابناء الطائفة الشيعية وبقية المكونات في البلاد، وان كانت لا تلاقيه جميعها في هذا الحكم بسبب تحميلها إياه مسؤولية الانعكاسات اللبنانية لتدخله في الحرب السورية المفتوحة.
وينطلق الحزب من مسلمة انه محق في الخيارات التي سلكها في الحرب الاستباقية ضد الجماعات التكفيرية في عقر دارها ومواجهتها في سوريا بدءا من العام 2012، وان كان لا يعتقد في الأساس بأن هذه المشاركة تمنع حصول خروق أمنية في الجسد اللبناني. وهو لم يفاجأ بقدوم انتحاريين الى القاع واستغلال الحساسية المذهبية في تلك المنطقة واستهداف بلدة مسيحية، فتلك الجماعات تستهدف كل من يختلف عنها، وسبق أن استهدفت بلدات شيعية ونجحت في ضرب الضاحية الجنوبية مراراً.
واراد الحزب بعد مجزرة القاع ونجاح الاهالي في التصدي لها إثبات معادلة ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة" ليس من باب استغلال التفجيرات الأخيرة، خلافاً لما ذهب إليه نواب في 14 آذار، وتوقف أمام الهبة الشعبية عند أهالي القاع ورأس بعلبك والجوار وتقديمهم شهداء في المواجهات المفتوحة مع الارهابيين. كما ان الجيش لم يقصر في القيام بالدور المطلوب منه والذي بدأته "المقاومة" باكراً بعد الشعور بخطر التكفيريين الذين لم يحيدوا لبنان عن أجندتهم في الأصل بحسب رؤية "حزب الله"، ولا سيما بعد تداخل الساحات في المنطقة من العراق الى سوريا وصولا الى لبنان، وادخال الاردن في هذا المربع وخصوصا في الأشهر الاخيرة، وان التضييق على تنظيم "داعش" واخواته سيدفعه الى استغلال كل هذه الساحات وتنفيذ مخططاته.
وكان السيد حسن نصرالله قد تكلم في اكثر من إطلالة على صيف حار ينتظر المنطقة وشدد على موقع حلب في الخريطة العسكرية. ويعتقد الحزب، بعد محاولات التضييق العربية والاجنبية على سياسته وتطويق مشروعه بالقرارات السياسية وتشويه صورته ونعته بالإرهاب في اكثر من مؤتمر ومنبر، أن مناوئيه الكثر تأكدوا ان لا قدرة على قهره عسكرياً في سوريا، وأنه لن يتراجع عن المشاركة في موجات القتال، وهو على استعداد لإرسال مقاتليه الى أبعد نقطة في سوريا، ولذلك يتوقع صيفاً ساخناً في اكثر من ميدان.
وتعتقد الدوائر الضيقة المحيطة بالحزب ان ثمة من يعمل على كسر معادلته، حتى لو كان الثمن تخريب الوضع الأمني في لبنان أقله في بيئته ومناطقه، ولا يتردد أصحاب هذا المسعى في دفع الأمور الى حدود الهاوية من أجل حمل الحزب على تقديم تنازلات، وذلك من خلال التضييق السياسي والمالي وخلق مشكلات داخلية له في لبنان، ولم تكن أزمته مع المصارف سوى عينة من هذه المواجهة.
وبعد واقعة القاع سيواصل "حزب الله" مشروعه حيال القوى الارهابية وينطلق من عناصر عدة من أجل تعزيز منطقه وان لم تلق قبول معارضيه. وعلى الرغم من هذه الحواجز سيعمد الى توحيد خطاب اللبنانيين في النظرة الى ارهاب"داعش" ومقاتليه وغيرهم من الفصائل الناشطة في سوريا، فهؤلاء في حقيقتهم التي يشدد عليها الحزب ليسوا ثواراً ولا يميزون بين طائفة لبنانية واخرى. ويستعيد قيادي في الحزب عبارة رددها احد البطاركة انه "لولا عباءة السيد نصرالله على الحدود لوصلت طلائع الإرهابيين الى انطلياس"، مؤكداً أن المزاج الشعبي المسيحي في القاع وجوارها لا يختلف عن مناخ الشيعة في ضرورة التصدي للارهابيين.
ويتوقف الحزب امام بعض "المواقف القاتلة" التي صدرت عن أحزاب وشخصيات لبنانية عقب "غزوة القاع"، ليستنتج أن "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" لم يتعلما من الدروس الانتحارية الأخيرة. وهو لا يغفل عن أهمية الاستمرار في التركيز على حماية المؤسسات الامنية الامر الذي يعزز"الثالوث" الذي يؤمن به ويحقق نجاح استراتيجيته التي يستطيع لبنان من خلالها جبه الخطر الاسرائيلي والتصدي للجماعات الإرهابية.
وبعد ارتفاع الحديث عن اثقال اللاجئين السوريين يرى الحزب أن من الضروري اجراء السلطات اللبنانية اتصالات بالنظام في دمشق للبحث في هذا الملف، في حين ترفض الحكومة الاقدام على هذه الخطوة وفتح هذا الباب كي لا تجلب إليها ازمات جديدة.


[email protected]
Twitter:@RADWANAKIL

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم