الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أدوار الـ"فرنك ونصّ" بضاعة فاسدة أبطالها بعض هؤلاء الممثلين!

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
أدوار الـ"فرنك ونصّ" بضاعة فاسدة أبطالها بعض هؤلاء الممثلين!
أدوار الـ"فرنك ونصّ" بضاعة فاسدة أبطالها بعض هؤلاء الممثلين!
A+ A-

من أجل حساسية البعض، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ ثمة ممثلين لبنانيين يمسكون أدوارهم، يتميّزون، ويتركون فيك الإبهار. هذا بعضٌ لامع، موهوب، متألّق، أينما رُمي، تجده واقفاً. إنّه في الغالب، نوع ذهبي من الأسماء لا علاقة له دائماً بالتجربة والعمر، بل بالوهج والموهبة، في مقابل نوع آخر، معدنه جيّد، لكنّ أدواراً تسيء إليه وتُظهره مُصطنعاً. مَشاهد تقلا شمعون المفجوعة في "جريمة شغف" ("الجديد")، مثال ذلك. نوعٌ ثالث من التمثيل اللبناني، هو الغالب، وظيفته التسميع وإفساد كلّ مشهد. هذا النوع عموماً معدوم الموهبة، عاجز عن الإقناع، صبياني أمام الكاميرا، يمثّل كأنّه تلميذ كسول يتمتم السخافة. إنّه نوع كارثي، يسيطر بصفته الأكثرية السائدة، وينتشر مثل فطريات سامة، والعياذ بالله.


راقبْ بعض الأداء اللبناني في المسلسلات، خصوصاً تلك المشتركة، ولاحظ الفارق الشاسع بين الممثل الحقيقي، مبتلع الشخصية، الغارق في تفاصيلها، والحضور الكومبارسي الركيك، المتسبّب للمُشاهد بضحك مفاجئ. تكثر هذه النماذج، منها البعض في "وين كنتي" ("أل بي سي آي") كجويل داغر وآن- ماري سلامة وطوني عاد ونبيل عساف، وأنطوانيت عقيقي في أكثر من مشهد. ثمة مَن لا ضرورة لذكر اسمه كونه لا يستحق الوقوف أمام الكاميرا، لكن لا مفرّ. كذلك في "جريمة شغف"، تفسد بعض الأسماء اللبنانية مسلسلاً هو في الأصل فاسد، فيكفي أن تراقب أداء نادين الراسي لتدرك زيف الصورة ومضمونها، وهو أداء جامد، عشوائي، ضعيف كالدور. إلى أداء جيسي عبده الطافح بالافتعالات، وملامحها العصية على تصديقها. كان يمكن تقلا شمعون إضافة شيء من الصدق إلى مسلسل مفبرك، إنما هذه المرة لم تفعل. بدا الأداء، باستثناء بعض اللحظات، مبالغاً فيه، يودّ صنع مشهد قوي فيفقد إمكان الإقناع ويبقى خارج اللعبة. الأمر مشابه لحال بعض التمثيل اللبناني في "يا ريت" ("أم تي في")، من أداء ماغي بو غصن ذات الملامح الواحدة والشَعر الواحد والانطباعات الواحدة منذ بداية المسلسل (اللقطات الناجية من هذه المعادلة قليلة)، إلى باقي الحضور اللبناني باستثناء بعض مَشاهد باميلا الكيك، مارينال سركيس، ووسام حنا، وهو من فئة الساعين إلى التقدّم.


التمثيل في "مش أنا" ("أل بي سي آي") مقبول بعض الشيء، قريبٌ من القلب، خصوصاً كارين رزق الله (رغم بعض المبالغات بدور النكد)، بديع أبو شقرا، رودريغ سليمان ولمى مرعشلي، بقدرتهم على البقاء عفويين أمام الكاميرا. ريتا عاد باردة بالكاد تتحرّك، مُصابة بحال صدمة دائمة، على عكس حضور اندره ناكوزي أحياناً والشقيقتين سمارا نهرا ونوال كمال، نكهة المسلسل.


في "نص يوم" ("الجديد") التركيبة اللبنانية أقلّ ضرراً على المسلسل، فنوعية القصة مغايرة، ثقلها البطلان تيم حسن ونادين نسيب نجيم، مع ترجيح وزن الأول من دون أن يعني ذلك خفوت نجيم أو ضعف حضورها، بل على العكس، فخياراتها التمثيلية المدروسة تثمر نتائج جيدة، والباقون قدّموا أداء لطيفاً كعمر ميقاتي وسلطان ديب (دور جيد بعد أدوار باهتة)، فادي أبي سمرا، ونتاشا شوفاني.


إلى "خاتون" ("أم تي في")، والسؤال المُستغرب: لماذا يمثّل يوسف الخال بهذا الشكل في بعض مَشاهده؟ هذه المرّة، يلوح شيءٌ من صعوبة الإقناع. بدا المشهد مصطنعاً وهو يقول لخاتون (كندة حنا): "شو بحب تقوليلي ابن عمي"، وحوارات باردة في مَشاهد أخرى. لم يقدّم نظرات لافتة ولا أداء بقوّة حضور بعض التمثيل السوري في مسلسلات شبيهة. كأنّ الدور ليس له، أو كأنّه يتقن تقديم أدوار محدّدة، كتلك الدارجة في المسلسلات اللبنانية حيث الحبّ وصراعاته من النظرة الأولى. حتى بيار داغر، لم يحمل عناصر الإقناع العفوي بالدور والمشهد. حال طوني عيسى أفضل، كحال نيكولا معوّض، اللبناني الوحيد في "ونوس" ("إيه آر تي" حكايات) وطلال الجردي في "مأمون وشركاه" ("أم بي سي").


رفض ركاكة بعض التمثيل اللبناني، لا يعني بالضرورة أنّ كلّ التمثيل غير اللبناني متفوّق، وأنّ للموهبة علاقة بالجنسية. ثمة لغز في معظم التمثيل السوري والمصري عموماً، اسمه القدرة على الإقناع من دون افتعال وتصنّع (الاستثناءات موجودة)، وهو ما يفتقده التمثيل اللبناني بغالبيته، من دون أن يعني ذلك أنّ التمثيل الجيد سببه جنسية الممثل. الحقيقة لا تروق مَن يفضّل لعبة الأكذوبة، فيختلق لها مبررات ويحاول الإنكار بالردّ المُستهلك والتُهم المجانية. كأن يُقال إنّ "الشجرة المثمرة تُرشَق" أو الناقد حقود يكره "الناجحين" من أبناء بلده لأنّه "معقّد" (!).


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم