الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جعجع: تفجيرات القاع لن توصل إلى مكان السلة ملهاة وعون آخر من يريده الحزب وإيران

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
A+ A-

لا يتراجع رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع عما ادلى به على اثر التفجيرات الصباحية في القاع الاثنين الماضي من انه لا يعتقد ان القاع قد تكون الهدف الفعلي او النهائي للعمليات الارهابية التي استهدفتها لان لا تفسير واضحا لهذا الاستهداف بناء على ان التفجير في الساعة الرابعة وعشرين دقيقة فجرا حيث لا تجمع او سوقا شعبيا لا يكتسب معنى من دون ان ينفي ان التفجيرات الليلية اضافت عناصر ساهمت في التباس اكبر وتفسيرات اكثر صعوبة. فالاساس في قراءة هذه التفجيرات يتمحور حول من توجه اليه الرسالة وكيف وليس سهلا استهلاك 9 انتحاريين في القاع فقط وهي ليست بالبيئة الحاضنة التي يمكن مقارنتها باي مكان اخر ولو ان التفسيرات الاكثر ترجيحا ان القاع كان يمكن ان تشكل محطة لانتقال الانتحاريين الى امكنة اخرى او ربما ايضا السعي الى توجيه الضربات حيث في الامكان توجيهها قياسا الى ان توسع التورط في سوريا يرد عليه بتوسيع خارطة الاستهدافات حيث يتاح ذلك. الا انه لا تفوت جعجع الاشادة بثلاثة عوامل بارزة قد يكون اهمها ما اثبته الجيش من جدارة وقائده العماد جان قهوجي الذي اثبت في رأيه انه على مستوى المرحلة ويتمتع بالجرأة بحيث لا يهاب المرحلة التي يواجهها البلد ثم الاحاطة الكبيرة للمسيحيين في القاع من كل الاتجاهات اضافة الى بروز واقع وراء الجيش وداعم له حيث تدعو الحاجة. وبناء على ذلك لا تخيف تفجيرات القاع جعجع وان كانت مؤلمة لانها لن توصل الى مكان في رأيه من دون ان ينفي امكان استفادة " حزب الله" من التطورات الاخيرة انما استفادة موضعية في رأيه خصوصا ان هذه التطورات هي سيف ذو حدين اي ان القوات المسلحة المتمثلة في الجيش هي امر جيد ويوحي بالثقة للمسيحيين وان هناك في المقابل خط دفاع ثانيا عن المنطقة خلف الجيش.


غير ان جعجع لا يرى ان هذه التطورات الامنية على خطورتها يمكن ان تشكل حافزا نحو الدفع في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية. فالموضوع في مكان اخر اذ ان ما تسرب من معلومات عن لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قبل ايام لم يترك مجالا للتفاؤل اذ ان الرئيس الفرنسي لم يكن مرتاحا لاجوبة رئيس الديبلوماسية الايرانية والذرائع التي عرضها. وهذه الذرائع تخفي كما يقول جعجع اولا رغبة ايران في مقايضة الرئاسة اللبنانية ببقاء بشار الاسد، وهذا في رأيه رهان استراتيجي خاطىء ارتكبته ايران ومعها "حزب الله " لانها لن تستطيع انقاذ الاسد وفات الوقت على القدرة في الحد من الخسارة على هذا الصعيد لكن بروز داعش وما يرتكبه يشوش على وضوح هذه الصورة احيانا، كما تخفي هذه الذرائع ان العماد ميشال عون قد يكون آخر من تريده ايران والحزب. اذ ان الجميع يدركون ان النصاب مؤمن راهنا من اجل النزول الى مجلس النواب وانتخاب عون ولو من دون ان يدعمه الرئيس سعد الحريري فيما يستمر تعطيل جلسات انتخاب رئيس جديد. لذلك لا يزال جعجع يعتقد ان موافقة الحريري على دعم ترشيح عون يمكن ان تحرج الحزب ولو انه لا يرى ذلك محتملا انطلاقا من ان تعطيل الرئاسة مستمر ارتباطا باستمرار الازمة السورية والتي تستمر على الاقل لمدى منظور لا يقل عن سنة ونصف سنة حتى تتبلور خيارات الادارة الاميركية الجديدة. وهو في هذا المجال لا يبدي تفاؤلا بجلسات الحوار المرتقبة في آب على وقع ما يسمى السلة الكاملة. فالسلة عملية الهاء كما يقول لا تؤدي الى مكان متسائلا كيف يمكن الرئيس نبيه بري التوفيق بين مناداته بانتخاب رئيس ووضع بنود اخرى من ضمن سلة متكاملة في الوقت الذي يتعذر الاتفاق على البند الاول منها اي رئيس الجمهورية فيما يحتاج كل بند من بنود السلة الى اتفاق لا يقل تعقيدا عن الاتفاق على الرئاسة مما قد يستغرق مئة عام. والاستشهاد بان اتفاق الدوحة شكل سابقة، وقد عارضته "القوات"، لا يعني انه نموذج ينبغي اعتماده كما قال "تيار المستقبل". ويعتقد جعجع ان تفويت فرصة انتخاب رئيس خلال الصيف قد يفضي الى الوصول الى اجراء انتخابات نيابية السنة المقبلة من دون وجود رئيس للجمهورية بما يؤدي الى حكومة تصريف اعمال ومزيد من تعقيد الوضع.
وعلى رغم اقتناعه الثابت بان الحزب وايران لا يريدان انتخاب رئيس وان آخر من يريدانه هو العماد عون، لا يخفي جعجع ان الظروف قد تتجمع للضغط في اتجاه اقناع الرئيس الحريري بذلك مع الاخذ في الاعتبار كما يقول ان فكرة الاختراق بعون كانت فكرة زعيم "المستقبل" في الاساس حين بادر هو الى معارضتها لاعتبارات لا يتسع لها المجال في هذا السياق. لكن ضرر عون في الرئاسة في رأي جعجع يجب مقارنته بالضرر الحاصل راهنا وفي اعتقاد جعجع ان ظروف انتخاب عون افضل من ظروف انتخاب النائب سليمان فرنجية انطلاقا من ان عون يمكن في حال وافق الحريري ان يشارك في جلسة انتخابه ولو من دون مشاركة " حزب الله" الامر الذي لا ينطبق على فرنجية. واقتناعه برئاسة عون ان الاخير يمكن ان يحدث تغييرا جذريا على مستوى الممارسة الداخلية على رغم ان هامش رئيس الجمهورية لم يعد كما في السابق كما ان لا فيتو سعوديا عليه انما سنتحمل نحن كافرقاء مسؤولية انتخابه في حال حصول ذلك.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم