الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الوجود الصيني في السودان صار خطيراً؟

سركيس نعوم
سركيس نعوم
A+ A-

أجاب المسؤول المهم نفسه الذي يتابع أوضاع السودان بدولتيه الشمالية والجنوبية في "الإدارة" المهمة الثالثة داخل الإدارة الأميركية عن سؤالي: هل سودان البشير إسلامي؟ وما نوع إسلاميته؟ قال: "كان في السودان حزب إسلامي واضح يتزعمه حسن الترابي. قسم من الذين كانوا أعضاء في حزبه والآخرون الذين لم ينضموا إليه يمكن تسميتهم معتدلين. وهناك أجهزة الأمن والجيش وعناصر الحكومة والوزراء وحكام الولايات. والأخيرون يمكن أن يُباعوا ويُشروا، أو أن "يبيعوا ويشتروا". لكن البشير حريص على مصالحه. ودائماً الأقوى في السودان هو الجيش".
سألت: ماذا عن المشكلات السودانية التي لا حل لها والتي أسأل عنها في زياراتي المتكررة الى واشنطن وفي مقدمها "أبيي" و"دارفور"؟ هل من حلول لها؟ أجاب: "في دارفور هناك خلاف حول أصل أهلها وأبنائها بل شعبها. يقول الرئيس البشير أن الذين يقطنون فيها ستة أشهر في السنة ومعظمهم أبناء قبائل تشتغل في الرعي يجب أن يعتبرهم أي إحصاء سكاني يجري من أبنائها. الآخرون يرفضون ذلك ويقولون أن أبناءها هم أهلها من مئات السنين. حاولت منظمة الاتحاد الافريقي ولا تزال تحاول حل هذه المشكلات بمساعدة السودان. قال رئيسها مبيكي: "لقد انفصلت قطعة من السودان عنه (جنوب السودان). لا يمكن أن يقبل أو نقبل انفصال قطعة أخرى. ويجب أن نساعد على تلافي ذلك. لنتفق على تسوية فيها شراكة وتعامل وتعاون". طبعاً لم يمشِ الحال حتى الآن. "أبيي" منطقة كان يُفترض أن تكون تابعة للجنوب. لكن انضم عدد من أبنائها الى كردفان لأن فيها خدمات أكثر من خدمات "مديرية الغزال" فصاروا جزءاً منها. لكن زعماء الجنوب غالبيتهم من "أبيي". والاتحاد الافريقي يحاول أن يجد حلاً لهذه المشكلة، مثل التشارك في الحكم أو جعل هذه المنطقة محايدة. لكنه لم ينجح حتى الآن. علماً أنها لا تشهد عمليات تقاتل. السودان (الشمالي) يرفض أن تضمها دولة جنوب السودان وهي تريدها، والبحث عن حل لا يزال مستمراً. وفي انتظار التوصل اليه تبقى "أبيي" من دون إدارة سودانية رسمية لا شمالية ولا جنوبية ومن دون استثمار الموارد الطبيعية فيها مثل النفط، ويعني ذلك أن لا تنقيب عنه ولا استخراج له من باطن الأرض. اقترحت الأمم المتحدة تأليف هيئة لادارة "أبيي" لكن أحداً من المعنيين لم يقبل ذلك. في أي حال دولة السودان الشمالي تسيطر ليس على "المركز" فقط بل كل أرضها". علّقت: ما يجري في "دارفور" و"أبيي" ومناطق أخرى مثل الاشتباكات والتقاتل لا يدل على أنها دولة أمّة (Nation State) تسيطر على أرضها. ردّ: "معك حق. وجودها ضعيف في "المحيط" (Periphery). في النهاية المطلوب هو حل سياسي والتوصل إليه يتوقّف على الزعماء والقادة من كل الأطراف وخصوصاً الحكّام المحليين في الولايات. ويتوقّف أيضاً على تنازل الحكّام (البشير مثلاً) وغيره (سلفا كير رئيس الجنوب) عن بعض الصلاحيات للحكام المحليين. مثلاً في الجنوب بدأت حرب أهلية بعد مدة قصيرة على تأسيس دولة فيه مستقلة عن السودان الشمالي. والصراع الآن هو بين القبائل وبين الزعماء. هناك حلول تدرس مثل حكومة يكون نائب رئيسها من فريق ورئيسها من فريق آخر". علّقت: إعطاء نائب الرئيس في الحكومة حق "الفيتو" يعطّل الدولة بل ينهيها. وعلى ذلك أمثلة عدة في العالم أحدها انهيار دولة قبرص بعد استقلالها بقليل. ردّ: "صحيح ما تقول. لكن نحن لا نتحدث عن حق "الفيتو" بل عن صلاحيات سياسية". قلت: منذ أول لقاء لي مع مسؤول يتابع أوضاع السودان الجنوبي وأنا أسأل عن الوجود الصيني فيه. وكان يُقال لي أنه بنّاء يساعد في التنمية وأميركا لا تعارضه وتتعاون معه. الآن يبدو أن هناك استعداداً ربما لمواجهة بين الدولتين بسبب محاولة الصين السيطرة على بحر الصين الجنوبي. هل تعتبر أن الوجود الصيني في السودان صار خطيراً؟ أجاب: "أخيراً صار للصين قاعدة عسكرية في السودان. وهي لا تزال مستمرة في مساعدته في مجالات عدة. ولا نزال نتعاون معها هناك. لكننا لم نعد ننظر إليها بارتياح الآن، علماً أن ذلك لم يصبح مصدر قلق بعد. ولا نزال نعتبر وجودها بنّاء في السودان ونتعاون معها. لكننا صرنا أكثر انتباهاً وسعياً لمعرفة ما يحصل. أما في السودان الشمالي فلا وجود صيني سياسي أو أمني أو عسكري على حد علمي".
ماذا في جعبة مسؤول مهم يتابع أوضاع مصر في "الإدارة" المهمة الثالثة نفسها داخل الإدارة الأميركية؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم