الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"ناقمون"، "عنصريون"، "مدافعون"... ستظلّ أجراس الكنائس تدقّ وأذان الجوامع يُرفع

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
"ناقمون"، "عنصريون"، "مدافعون"... ستظلّ أجراس الكنائس تدقّ وأذان الجوامع يُرفع
"ناقمون"، "عنصريون"، "مدافعون"... ستظلّ أجراس الكنائس تدقّ وأذان الجوامع يُرفع
A+ A-

لم يكتفِ الارهابيون بتفجيرات الفجر، وعدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة بطشهم وعطشهم للقتل والدمار، فخططوا لهجوم جديد ليلاً. لم يكتف هؤلاء بالذعر الذي نشروه في قلوب لبنانيين شبعوا الحزن والدموع والخراب، سئموا من وضع أمني وسياسي يتدهور يوماً بعد يوم. فالارهابيون خططوا لتفجير قلوب اللبنانيين جميعاً الذين أكبوا وبشكل كثيف على التعليق على حادث أليم ذهب ضحيته 5 شهداء وعدداً كبيراً من الجرحى.
المعاناة ليست غريبة على اللبنانيين الذين ينبعثون من رمادهم كطائر الفينيق، ولكن أحاسيسهم هذه المرة وجدت في وسائل التواصل مكاناً، فتفاوتت بين الحزين ومنها والغاضب والمحلل، لتتطور في بعض الأحيان الى نقاش حاد في مواضيع عدة تفجرت مع التفجيرات الانتحارية التي أصابت اللبناني في الصميم. غصّت مواقع التواصل منذ صباح أمس حتى اليوم بالمواقف، لتنتشر التعليقات المنددة بالتفجيرات والداعمة لأهالي القاع، "شهداء القاع فدوا لبنان إلى متى سيبقى أبناء هذا الوطن وقوداً للوحوش"، وكلمة وفية تبقى لـ"أبطال لبنان"، الجيش اللبناني: "ومنرجع منقول الله يحمي جيشنا اللبناني يللي كل واحد فين قد 100 بطل!"".
كلام كثير قيل منذ صباح أمس حتى المساء، غير أن تفجيرات قبل منتصف الليل أشعلت اللبنانيين وفجّرت براكين غضبهم لا سيّما بعد شيوع خبر وقوع شهداء بعد تفجيرات انتحارية عدة قيل أنها استهدفت وقفة تضامنية، والكلام حينها على عدم إمكان انتشال الضحايا بسبب انقطاع الكهرباء، "المشهد الأكثر إيلاماً بعد صور الشّهداء والجرحى، هو مناشدة الأهالي الدّولةَ وطلبهم إعادة التّغذية بالتّيار الكهربائي للكشف على الجرحى، نعيش في دولةٍ حقيرةٍ ونظامٍ مجرم".
وكالعادة وفي حالات الاستنفار "الافتراضية"، انتشرت هاشتاغات كثيرة عبرت عن توجهات سياسية عدة، وكان أبرزها #القاع_ضحيه_مغامرات_حزب_الله، فقد علّق أحدهم: " ليست #القاع_ضحية_مغامرات_حزب_الله فقط بل كل لبنان"، في حين غرّدت احدى الناشطات: " يلّي عم يحمي القاع اليوم هني شباب القاع. مش ميليشيات حزب الله".
والبعض ربطها بمشروع سياسي - جغرافي، معتبراً انه يخطط لـ" في مشروع الدولة العلوية-الشيعية"، "للتذكير و جغرافيّاً: عرسال السنية و القاع المسيحية شوكة في مشروع الدولة العلوية-الشيعية".
انتشار هذا الرمز دفع بمؤيدي ومناصري "حزب الله" الدفاع والتأكيد ان ما يفعله الحزب في سوريا هو لحماية لبنان من مشروع خارجي كبير، "حزب الله ادعس كل ارهابي وامضِ الى النصر".


الأكيد أن #القاع_لا_تقع، و"ستظل شامخة في وجه الارهاب العابر للحدود"، وفي هذا الاطار وقع نقاش "افتراضي" حاد، خصوصاً بعد تصريح وزير الخارجية جبران باسيل والكلام على الشبكة العنكبوتية عن اللاجئين السوريين، وما أشعل الساحة الافتراضية قرار محافظ البقاع بحظر تجول السوريين، فسأل أحدهم: "بأي حق محافظ البقاع بيمنع تجول السوريين براس بعلبك والقاع؟!". الجدال لم يبق على هذه الحال اذ تطور مع تأزم الوضع "قاعياً": " اللاجئين بيعرفوا مناطقنا والمراكز الأمنية حكر ووكر؛ ما حدا يتهمنا بالعنصرية لما نقتل في أرضنا، لما جيشنا بينذبح بنهر البارد، وبينأسر وبيستشهد بعرسال، وبينغدر فيه بعبرا... فتحوا اعينكم ضيوفنا حابين يهجرونا ويقعدوا محلنا". الجهة المدافعة كانت بنفس شراسة الذين لاموا اللاجئين السوريين، فقد كتبت احدى الناشطات: "يعجّ "فيسبوك" منذ تفجيرات أمس الإثنين بعنصريين يُحرّضون على السوريين في لبنان ويتهمون كل نازح/لاجىء بالإرهاب. لن أُشارك كتابات هؤلاء المساطر ولن أعطيهم مساحة على صفحتي حتى، لا أريد الترويج لهم لأن تلك غايتهم، أن تصل كلماتهم المنحطة إلى العالم لتعكس "وجهة نظر الشعب اللبناني" وهو أمرٌ مخالف للحقيقة، فهم أقلية مقارنة بمن يدافع عن كل لاجىء أكان سورياً أم فلسطينياً أم عراقياً أم سودانياً، لهؤلاء بصقة افتراضية تكفي"، في حين صرخ أحدهم في وجه اللبنانيين "الناقمين" على اللاجئين: "بيكفي جلد للضحية وتحويلها لجلاد!"".
شهد العالم الافتراضي أمس "شدّ عصب قواتي"، خصوصاً بعدما وقعت التفجيرات ليلاً، وتعليق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مؤكداً أن "القاع كانت مستهدفة"، ومع انتشار السلاح في المنطقة المسيحية، ساهم القواتين في انتشار هاشتاغ #‏وقت_الخطر_قوات‬، مستذكرين أيام الحرب عندما كانت "القوات اللبنانية" مقاومة للدفاع عن المسيحيين. وعمد مناصرو القوات الى نشر صور قديمة من أيام الحرب وقارنوها بصور انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي عن شبان بلدة القاع الذين تسلّحوا.
وكانت المفاجأة عندما نشرت صور للنائب أنطوان زهرا بين الشبان المسلحين وهو مسلح بدوره، فكتب أحد "القواتيين" في حسابه الخاص بفيسبوك: "بايام السلم نحنا نواب وبوقت الخطر قوات"، في حين سأل أحدهم:" أنطوان زهرا في القاع شاهرا سلاحه...السؤال هذا السلاح شرعي أو غير شرعي؟".
في كل تلك الفوضى الافتراضية المتزامنة مع حزن غاضب في القاع، علت أصوات خافتة في مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإعلان حال طوارئ، "لو كان لدينا دولة فاعلة ومسؤولة، لأعلنت المنطقة الحدوديّة مع سوريا "منطقة عسكريّة مغلقة"، وطلبت دعماً عسكريّاً من مجلس الأمن الدولي، وأمهلت جميع اللاجئين مدّة أسبوع واحد لمغادرة الأراضي اللبنانيّة!".


وتبقى #كلمه_بوجه_الارهاب... "ستظلّ أجراس الكنائس تدق وأذان الجوامع تُرفع"... فـ "في وطني يموت من لا يستحق الموت على يد من لا يستحق الحياة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم