الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أربعة سيناريوات لأهداف أخطر التفجيرات الإرهابية

هدى شديد
أربعة سيناريوات لأهداف أخطر التفجيرات الإرهابية
أربعة سيناريوات لأهداف أخطر التفجيرات الإرهابية
A+ A-

من المحتمل ان تكون ليالي القدر الرمضانية هي الهدف والأكيد انها هي التي انقذت أرواحاً كثيرة بريئة"، هذا الكلام قد لا يصحّ في الحسابات الأمنية ولكن وقائع التفجيرات الانتحارية في بلدة القاع البقاعية دفعت مصادر أمنية مسؤولة إلى تكرار القول إن هذه المناسبة هي التي أبقت طلال مقلّد ونجله شادي مستيقظيْن للصلاة عند الفجر، وهما الشيعيان الوحيدان ربما في المنطقة التي استأجرا فيها منزلاً. سمعا اصوات غريبة في حديقة المنزل دفعتهما لتعقّبها. وعندما اكتشفا مجموعة من أربعة شبٰان حاول هؤلاء إيهامهما بأنهم عناصر تابعة لمخابرات الجيش. الا ان طلال وابنه لم يرتاحا للهجة هؤلاء، وحصل بينهم تلاسن وأطلق شادي مقلّد النار في الهواء فعمد أحد الانتحاريين إلى تفجير نفسه، مما ادى الى جرح طلال وشادي مقلّد. حضرت دورية من مخابرات الجيش فسارع انتحاري ثانٍ الى تفجير نفسه فجرح اربعة عسكريين. وما ان حضر الإسعاف الصحي الموجود في البلدة لإنقاذ الجرحى حتى فجٰر انتحاري ثالث نفسه مخلفاً شهيدين أحدهما عسكري متقاعد. وتهافت ابناء البلدة بكثرة وحضر الجيش فإذا بالانتحاري الرابع يفجٰر نفسه ويودي بحياة ثلاثة مواطنين، ويجرح تسعة آخرين.
خمسة شهداء و١٦ جريحاً في اربع عمليات انتحارية، هي الحصيلة التي يُستبعد ان تكون بلغت سقف الهدف منها، لا بل ان إحباط هذه العمليات مصادفة أنقذ اللبنانيين من تفجيرات ارهابية كان يخطط لأن تحصد عدد ممكن من الأرواح. ثلاثة من الانتحاريين الاربعة تأكد للجيش انهم سوريون.وفي التحقيقات مع طلال وشادي مقلٰد في المستشفى اشارا الى ان شكّهما بالارهابيين اثارته لهجتهم السورية. وتتركٰز عمليات المسح الميداني على تقفٰي كل أثر لتنقلهم وصولاً الى القاع، واذا كانوا تسلّلوا اليها من الحدود التي لا تبعد اكثر من ثلاثة كيلومترات، او من مشاريع القاع او من جرود عرسال. وتبيّن من عمليات المسح ان كلاً منهم كان يرتدي حزاماً ناسفاً زنته ٢ كيلوغرام وفيه كرات حديدية لتقتل اكبر عدد ممكن من الناس. وهذا الواقع بالنسبة الى الجيش يقود إلى احتمال من ثلاثة: فقد يكون المخطط الأبرز استناداً الى معلومات وتحقيقات لدى مخابرات الجيش هو استهداف تجمٰعات للمصلين في ليالي القدر التي بدأت الطائفة الشيعية بإحيائها في ١٩ و٢١ و٢٣ من شهر رمضان، وتستمر عشرة ايام. والاحتمال الثاني ان ينتشر الانتحاريون في البقاع ويقتلوا عدداً من المواطنين المسيحيين لتقليب ابناء هذه المنطقة على "حزب الله" بسبب مشاركته في الحرب في سوريا. وثمة احتمال ثالث أن يكون المخطط استهداف حافلة تقلٰ يومياً عسكريين من المنطقة، لكن هذا الاحتمال ضئيل باعتبار ان عملية إجرامية كهذه لا تحتاج الى هذا العدد من الانتحاريين. وثمة احتمال رابع، وان يبدو ثانوياً، بشن اعتداءات على مراكز عسكرية للجيش اللبناني.
وفي المعلومات من المصادر الامنية المسؤولة، انه بنتيجة الترقُب وتحقيقات يتابعها الجيش ومديرية المخابرات كانت هناك معلومات عن إعداد تنظيم "داعش" لعمليتين كبيرتين واحدة في بيروت واخرى في مكان آخر في محيط العاصمة حيث يكون تجمٰع كبير من الناس بهدف قتل اكبر عدد منهم وترويع الداخل والخارج في مشهد يشبه اعتداءات فرنسا.
ورغم كل ذلك، تطمئن المصادر العسكرية المسؤولة الى أن الوضع الامني ممسوك ومتماسك، وعين الجيش ساهرة ولديه كل الإمكانات والقدرات للمراقبة والرصد والتعقٰب وضبط الوضع الأمني في كل بقعة من الاراضي اللبنانية وداخل مخيمات النازحين السوريين. كما ان مخيم عين الحلوة هو ايضاً موضوع تحت المجهر بعدما تحوٰل بؤرة استقطاب لـ"داعش" في اوساط الشبان الذين قتل منهم خمسة اخيراً مع هذا التنظيم الإرهابي في سوريا.
وسط كل ذلك، ليست زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي لمنطقة القاع عقب الخرق الأمني الذي شهدته سوى رسالة تطمين الى ان الجيش يمهل ولا يهمل، وله كل يوم صيد ثمين في مواجهته الإرهاب وتعقّب الإرهابيين، خلايا ومجموعات في الداخل وعلى الحدود.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم