الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"الفريق الآخر لا يمتلك قراره" !

نايلة تويني
نايلة تويني
A+ A-

لا ضرورة لاضافة كم من التهم المتبادلة بين الافرقاء حول من يملك قراره ومن يرتبط بالخارج. والواقع ان الفريق المسيحي وحده من يملك جزئيا حرية القرار أو من يقدر على ذلك اذا لم يسلم قراره الى هذا الفريق أو ذاك متحالفا معه ومرتهنا له. والسبب ليس تمرسه في الحرية فحسب، بل كونه لا يجد فريقاً خارجياً مؤثراً في اللعبة الداخلية يسانده ويمده بالمال، كما بالسلاح.


واذا كان الرئيس سعد الحريري مديناً للسعودية بالكثير من جراء المصالح المالية قبل السياسية التي بناها والده الشهيد الرئيس رفيق الحريري على أرض المملكة، وهي ما فتحت له أبواب السياسة العريضة، فان الحقيقة لا تقتصر على مصالح آل الحريري، اذ ان المملكة وقفت طويلاً الى جانب لبنان الدولة والمؤسسات.
في المقابل، استمعنا أمس الى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش يقول: "إن هناك من لا يريد أن يقتنع بالمنطق، لأن كل أزماتنا مع الفريق الآخر هو أنه لا يملك حرية قراره، وان من يرتهن ولا يملك حرية قراره لا يمكن أن يتأثر بالحوار"، مستشهداً بتصريحات بعض مسؤولي هذا الفريق "وكيف أن قرارهم يأتي من دول خارجية".
ويثير الكلام العجب لفنيش، كأنه لم يستمع قبل يومين فقط الى امينه العام السيد حسن نصرالله يقول إن مال الحزب وسلاحه من ايران، وانه لا يعتمد المنظومة المصرفية اللبنانية، بل ان امواله تمر بطريقة غير شرعية، أي انها تدخل لبنان عبر التهريب ومن معابر غير شرعية، ومثلها السلاح الذي يهرَّب عبر سوريا ومن خلال معابر حدودية منشأة خصيصا كطرق عسكرية في منطقة البقاع لا تخضع لاي رقابة رسمية.
كلام السيد اعتراف صريح وعلى الهواء مباشرة، لتصل الرسالة الى من يستهدفهم في لبنان والخارج، وهي اقرار صريح بأن قرار الحزب في يد المرشد الاعلى والحرس الثوري الايراني مالكي المال والسلاح والعتاد. عن اي حوار يتحدث الوزير فنيش اذا كان حزبه بنى كل منظوماته من خارج الدولة. قراره الذهاب للقتال في سوريا من خارج الدولة، وقيامه بعمليات في مزارع شبعا، وحتى في الداخل اللبناني لا تنسق مع الاجهزة الامنية. حركته المالية خارج كل الاطر القانونية للدولة والمصارف. امنه الذاتي لا يحترم كل المعايير القانونية لدولة تملك مؤسسات امنية فاعلة. اقتصاده بات شبه مقفل في حركته الذاتية. معابره العسكرية لا تخضع لرقابة الدولة. ماذا بعد؟ كل مقررات الحوارات السابقة لم ينفذ منها شيء، بل انه نفذ عملية امنية في 7 ايار 2008 ليسقط قرارات لمجلس الوزراء لم تناسب حركته وأمنه الذاتي.
عن اي حوار يتحدث الوزير فنيش؟ أهو حوار من أجل الحوار يهدد السيد نصرالله في كل مرة بقطعه، واضعا الفريق الاخر امام تحدي فرط عقده، كأنما الحوار، وطنياً أو ثنائياً، تمكن من تجاوز الازمات أو الاتفاق على حلول.
الحوار، أو الحوارات، المستمرة منذ العام 2006، هي لابقاء التواصل بين الافرقاء قائماً، لكن الحقيقة ان تلك الحوارات أثبتت عقمها قياساً بنتائجها .


[email protected]
twitter:@naylatueni

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم