الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فقدان المناعة السياسية والاقتصادية والاعلامية يهدّد البلاد صيغة وكياناً

خليل فليحان
A+ A-

بلغت درجة فقدان المناعة الداخلية، سياسيا واقتصاديا، مستوى متدنيا، يتحاشى اكثر من مسؤول تقديره نظرا الى ما يتضمنه من تعقيدات متداخلة تتضاعف كلما تأخر التفاهم والاتفاق بين القوى السياسية المسؤولة عن هذه الحالة التي - في حال استمرارها- سيصعب الإنتهاء منها وباتت تهدد الصيغة والكيان بشكل جدي بسبب الشغور الرئاسي الذي عطل معظم المؤسسات باعتراف زعماء البلاد على اختلاف انتماءاتهم. وَمِمَّا يؤزّم هذا الوضع، المنافسة غير المتكافئة بين المرشحين للرئاسة وعجز كل منهم عن تأمين النصاب القانوني لعقد جلسة انتخابية. اما بالنسبة الى المساعي الدولية الهادفة الى تذليل العقد التي حالت حتى الان دون انجاز هذا الاستحقاق، فليس ثمة ما يؤشر الى حلحلة معينة في هذا الشأن بدليل تصريح السفير الفرنسي ايمانويل بون الاسبوع الماضي ان وزير خارجية بلاده جان - مارك ايرولت سيزور بيروت بين10 و11 تموز المقبل وهو لا يحمل اية مبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية، علما ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكثر الساعين منذ شغور الكرسي الرئاسي الى انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في اقرب وقت ومن دون اي تأخير، وقد حاول ذلك مع ايران ومع السعودية ومع كل من له تأثير في هذا المجال.


واللافت ايضا ان ما يدعو الى مضاعفة القلق ان جلسات الحوار التي يعول عليها كوسيلة لحل القضايا التي تعجز الحكومة عن حلها هو ان احد المشاركين الرئيسيين في تلك الجلسات قلل اهمية ما يجري فيها واختصر بالقول: "انها فقط تبقي أبواب الحوار مفتوحة، وهي لن تؤدي الى حلول او نهايات يعول عليها".
اما بالنسبة الى الامن، فصحيح أن ما يدلي به وزير الداخلية نهاد المشنوق من ان الامن هو تحت السيطرة اذا لم يقرر اي حزب او جبهة او تنظيم تنفيذ عملية أمنية من متفجرة الى سيارة مفخخة او عملية انتحارية ضد شخصية او تجمع بشري لإيقاع اكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى والأضرار المادية. ويعود السبب في ذلك الى توافر السلاح غير الشرعي بكثرة وانتشاره في معظم المناطق ما يجعل الامن يتزعزع في اي لحظة من دون ان يعني ذلك نكران قوة الاجهزة الأمنية لا سيما منها المتخصصة بمكافحة الاٍرهاب وعلى الأخص تنظيم "داعش" او "النصرة ".
اما العامل الرابع الذي يؤثر على المناعة فهو الخطاب العالي اللهجة الذي يستخدمه بعض رؤساء الأحزاب والتيارات في شن هجمات على بعضهم البعض وعلى دول إقليمية وعالمية تدعم هذا الحزب وذاك التيار إما بالمال او بالسلاح او بالسياسة او بالثلاثة معا، وهذا ما يسد آفاق الحلول. والملاحظ ان التراشق لا يصل الى حد "تطييفه" او "مذهبته".
وفاتت مسببّي فقدان المناعة معضلة اللاجئين عموما وعلى الأخص السوريين منهم وهم بحدود المليون ونصف مليون نسمة دون ان ننسى اللاجئين الفلسطينيين، خصوصا ان مؤتمرا للاجئين سيعقد في 19 ايلول المقبل في نيويورك في الجمعية العمومية للامم المتحدة لاتخاذ مواقف قد لا تناسب لبنان ومصالحه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم