الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بعد "بريكسيت"... خسائر اوكسفورد وكامبريدج بالملايين

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
بعد "بريكسيت"... خسائر اوكسفورد وكامبريدج بالملايين
بعد "بريكسيت"... خسائر اوكسفورد وكامبريدج بالملايين
A+ A-

شئنا أم أبينا، إن خروج بريطانيا من #الاتحاد _الأوروبي سيغير وجه المملكة المتحدة طبعاً لا بل سيبدل وجه أوروبا ويؤثر سلباً على محيطه المباشر وغير المباشر. شكلت البرامج البحثية والتربوية المدعومة من الإتحاد الأوروبي، الذي دخل مصيره المجهول، فرصة ذهبية لمد جسور التنوع الثقافي بين الشعوب وتعزيز التربية، التعليم العالي والبحوث العلمية وإعطاء فرص تعليم لكفايات عدة من خلال منح جامعية تصل إلى دعم لنيل شهادات في دراسات عليا أي الماستر والدكتوراه.


يستشف القارىء من خلال متابعة الصحف البريطانية والفرنسية أن إستفتاء الشعب البريطاني زاد هموم الجيل الناشىء في بريطانيا الذي جاء تصويته مغايراً للجيل المسن الذي فضل العودة إلى الوراء.


24 حزيران 2016: بعد دقائق على نتائج الاستفتاء الشعبي الذي طالب بـ"خروج بريطانيا " من الإتحاد الأوروبي، غرد وزير الدولة لشؤون الجامعات والعلوم جو جونسن أن "الـ "بريكسيت" رسم مستقبلاً ضبابياً للتعليم العالي في بريطانيا ولا سيما في ما يتعلق بأقساط الطلاب، دعم البحوث الجامعية الأوروبية وتوفير فرص عمل".


هذا الكلام الصادر عن جونسون، الذي قد أثار الريبة، لن يكون قابلاً للتنفيذ في القريب العاجل لأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتم تدريجياً في مرحلة لا تتعدى السنتين. لذلك، طمأنت جريدة "لو فيغارو" الفرنسية في عددها الأسبوعي، الذي يعالج دورياً واقع الطلاب وقضاياهم أن "الطلاب الأوروبيين، الذين سيلتحقون بالجامعات البريطانية في السنة الأكاديمية 2016 -2017، سيتساوون مع الطلاب المحليين في دفع الرسوم الدراسية أو في فرصة الحصول على المساعدات المالية.


ما قبل "بريكسيت "


لم تتردد صحيفة "الغارديان" البريطانية من التحذير من تداعيات الخروج الكارثي لبريطانيا من الإتحاد الأوروبي على القطاع الجامعي. ذكرت المطبوعة في إحدى مقالاتها أن 15 في المئة من من البحوث التي تجري في جامعات بريطانية يقوم بها باحثون أوروبيون، 132 عالماً من الإتحاد الأوروبي يعملون في جامعات بريطانية وأكثر من نصف الحائزين منحا بحثية من الإتحاد الأوروبي يقصدون بريطانيا. وهذا يعود لبرامج عدة منها برنامج " إيراسموس" الداعم للمنح البحثية والجامعية والطالبية .


إن الإنفتاح على الآخر، الذي هو من أهم إنجازات الإتحاد الأوروبي، شكل وفقاً للمطبوعة فرصة إستثنائية لدراسة أكثر من 200 ألف بريطاني في جامعات أوروبية وعمل ما يقارب 20 ألف بريطاني فيها. وأشارت أيضاً إلى ان هذه الدينامية التي يتسم فيها الأكاديميون الأوروبيون تدرّ ما يقارب 1.1 بليون جنيه إسترليني.


لكن الفاضح في كل ذلك أن مؤيدي خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وفقاً للمطبوعة، يعود لامتعاضهم من بيروقراطية العمل في بعض البرامج المدعومة من الإتحاد. كما أعلنوا أنه يمكن لبلدهم أن يوفر الدعم المالي للمنحمن خلال تخصيص الموازنة المرصودة لعضوية الإتحاد للبريطانيين .


خسارة 125 ألف طالب أوروبي


بعد "بريكسيت "، تتراجع فرص إنتساب الطلاب الأوروبيين إلى الجامعات البريطانية لأسباب عدة . في الحقيقة، لن ينجذبوا كالسابق في الالتحاق بالنظام الأكاديمي البريطاني بسبب تقليص المساعدات المالية لهم أو حتى تراجعها بنمط مقلق وإرتفاع الأقساط الدراسية والشروط الجديدة لنيل تأشيرة دخول إلى بريطانيا.


في لغة الأرقام، رصدت جريدة" الإنديبندت" البريطانية في عددها الصادر في 26 منه بعض ما جاء في تقارير الجامعات البريطانية التي أبدت خشيتها من توجه ما يقارب 125 الف طالب أوروبي قصدوا مؤسسات التعليم العالي البريطانية بين عامي 2013 و2014 إلى بلد آخر للدراسة. وشددت المطبوعة أن " هذا العدد الإجمالي للطلاب الأوروبيين يمثل 5 في المئة من مجمل الملتحقين في الجامعات البريطانية علماً ان نصف عددهم من جنسيات الدول الخمس الأوروبية الرئيسية ويتوزعون كالآتي :ألمانيا (13.675) فرنسا (11.955)، أيرلندا (10.905)، إيطاليا (10.525)، اليونان (10130).


واللافت أن جريدة " الإنديبندت" البريطانية خصت أيضاً في العدد عينه في أحد تحقيقاتها بعض مما جاء في رسالة مفتوحة تحذيرية وجهتها "103 مؤسسات جامعية بريطانية على غرار جامعات أوكسفورد وكامبريدج ودورهام وبريستول إلى الرأي العام. فقد أشارت إلى أن الجامعات البريطانية تدر للاقتصاد البريطاني أكثر من 73 مليار جنيه إسترليني سنوياً، يأتي 3.7 مليارات جنيه إسترليني من هذا المبلغ من طلاب دول الاتحاد الأوروبي وحدهم، وهم من الداعمين لنحو 380 ألف فرصة عمل.


أرفقت المطبوعة هذه الرسالة بتعليقات بعض الكوادر الرئيسية في هذه الجامعات ولا سيما ما جاء على لسان ممثلي جامعتي مرموقتين كامبريدج وأوكسفورد . فقد اشار أحد نائب رئيس جامعة كمبريدج ليزيك بوريزويك إلى أننا نتوقع بعد نتيجة الإستفتاء أن نسجل خسارة تقارب الـ100 مليون جنيه سترليني سنوياً. بدوره، حاول أحد المسؤولين في جامعة أوكسفورد أن يضفي جواً من الطمأنينة على أسرة الجامعة وطلابها بعد الإستفتاء الشعبي. فقد أكد فيه أننا لا ننوي تقليص عدد موظفي الجامعة وطلابها في جامعتنا على المدى القصير.


أما الحلول المرتقبة فقد طرحتها مديرة البرامج في كلية كايدج للأعمال آن كاترين غيتار فتكمن في إلتزام الحكومة البريطانية دعم المنح الخاصة بالبريطانيين رغم أننا سنواجه إرتفاعاً ملحوظاً في الأقساط الجامعية." إقترحت ان "نشجع الطلاب البريطانيين على الإلتحاق بجامعات في اسكوتلندا تؤمن التعليم لهم بأقساط مدروسة إذا ما قارناها بغيرها. أشارت أيضاً إلى انه يمكننا أيضاً أن ننصحهم بالدراسة في بعض مؤسسات أكاديمية خارج بريطانيا ولا سيما في الدانمارك والسويد وإيرلندا حيث سيتوافر لهم جودة عالية في التعليم وفرصة للتمرس بالإنكليزية.


إن السياسة التربوية لبريطانيا بعد خروجها من الإتحاد الأوروبي تحتاج إلى إعادة تموضع في القطاع المدرسي وتفعيل التعاون الحثيث بين القطاعين الخاص والعام ورسم أطر جديد لتدريب المعلمين والجسم الإداري في المدارس بما يتناسب مع قرار انفصالها من الإتحاد.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم