الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إنتهت سكرة الانتخابات.. خسائر بالجملة؟

المصدر: "النهار"
سابين عويس
سابين عويس
إنتهت سكرة الانتخابات.. خسائر بالجملة؟
إنتهت سكرة الانتخابات.. خسائر بالجملة؟
A+ A-

أما وقد طوت الانتخابات البلدية والاختيارية صفحتها بإنجاز المرحلة الاخيرة في #الشمال الاحد الماضي، وحملت ما حملته من نتائج صادمة للأوساط السياسية، بدأ العمل الجدي على قراءة عميقة ومسؤولة للنتائج التي حملتها من بيروت إلى كسروان إلى طرابلس والشمال.
فنتائج طرابلس التي أتت مفاجئة لمختلف الاوساط، ولا سيما للتحالف الذي ضم تياري "المستقبل" برئاسة الرئيس سعد #الحريري و"العزم والسعادة" برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي،لم تكن إلا تتمة لما كان بدأ في بيروت وما لم يتم تداركه شمالا.
ذلك ان الرهان على ان التحالف الحريري- #الميقاتي، رغم التباينات العميقة التي تفرق الرجلين، سيشكل محدلة قادرة على إكتساح عاصمة الشمال، وعزل الضابط المتمرد على حكومته وعلى تياره السياسي، كان خاطئاً لأن نتائج التصويت، تماما كما حصل في بيروت، جاء تصويتا ضد التحالف أكثر ما هو إقتراع للواء أشرف ريفي.


كما أن التقليل من إعتبار الرجل والنظر إليه على أنه خارج الساحة السياسية، شكل بدوره خطأ إضافيا بما أن الرجل نجح في إستقطاب تعاطف الناخبين.
وإذا كانت النتيجة الصادمة قد ولدت زعيما جديدا في طرابلس، فإن الخسائر التي مني بها التحالف الائتلافي يستدعي إعادة حسابات نظرا لما سيتركه من تداعيات على المشهد السياسي في المرحلة المقبلة.
وفي رأي اوساط سياسية مراقبة أن أول الخسائر تسجل في صفوف زعيمي "المستقبل" و"العزم"، ثم في صفوف المسيحيين الذي أخرجوا من المجلس البلدي، بما يشي بإرتفاع إحتمالات إخراجهم من الحياة السياسية في المدينة. وفي هذا المجال تسجل المصادر إستياءها من إغفال الحريري لمبدأ المشاركة المسيحية - المسلمة، كما فعل في بيروت، وإكتفائه بالتمسك بهذا الشعار في العاصمة فقط. بحيث جاءت النتائج معبرة عن مزاج الشارع الطرابلسي الذي صب في إتجاه ممثليه من السنة.
وعليه، فإن الخوف على الاعتدال السني في وجه التطرف لم يعد مسألة فزاعة تلجأ اليها الزعامات السنية لتبرير سياساتها، بل أصبح واقعا، يدفع حتى المعتدلين إلى أماكن غير مرغوبة. علما أن اللجوء إلى التحالف مع هذه الجماعات له ما يبرره في الاوساط المتحالفة معها بأنه مجرد تحالف إنتخابي تقتضيه ظروف إستثنائية، تماما كالظروف التي دفعت الحريري الى التحالف مع فيصل كرامي ونجيب ميقاتي.
لا تبدي الاوساط تخوفها من رافعة متطرفة لريفي بما أنه شكل مع اللواء الشهيد وسام الحسن رأس حربة في مواجهة الارهابيين. لكنها في المقابل تبدي خشيتها من أن تؤدي النتائج البلدية إلى ترحيل الانتخابات النيابية في إنتظار دراسة أعمق للأرقام.
ولكن أيا يكن الواقع، فإنه بإنقضاء سكرة الانتخابات، بدأت مرحلة سياسية جديدة لا شك أنها ستلقي بثقلها على المشهد الداخلي وتستدعي مقاربة جديدة من كل القوى، من دون أي إستثناء!


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم