الخلافات تشتد في كترمايا على مجلسها البلدي

أمضت كترمايا في إقليم الخروب ليلة ساخنة ألهبتها ليل الإثنين-الثلثاء نيران الطارات المشتعلة وسط طرق البلدة التي قُطعت من عدد من الشبان المحتجين على توقف عملية إنتخاب رئيس بدية كترمايا في قائمقامية الشوف، في وقتضجت فيه الأجواء السياسية خصوصاً بعد البيان الصادر عن الحزب التقدمي الإشتراكي الذي حمّل فيه "تيار المستقبل" ووزير الداخلية نهاد المشنوق مسؤولية التأجيل وإعتبره "غير قانوني وتدخل سافر ومحاولة من تيار المستقبل النيل من الحزب (التقدمي) في إقليم الخروب"، كما حمّل البيان وزير الداخلية "تبعات أي ردة فعل تنتج عن هذا القرار".

وكانت "النهار" قد تابعت تلك التطورات من قائمقامية الشوف في بيت الدين وإتصلت بأحد المرشحين لمنصب رئاسة المجلس البلدي محمد نجيب حسن ولما حاولت الإتصال بالمرشح الأخر رئيس "لائحة القرار المستقل"المحامي يحي علاء الدين كان خارج السمع، إلا انه عاود بنفسه اليوم الإتصال بـ"النهار" وأوضح ملابسات جديدة حول ما حصل فقال:" (...) عقدت العزم منذ اللحظة الأولى على خوض الانتخابات البلدية مستقلا معتمدا على الله وعلى المحبين من أبناء بلدتي كترمايا وقد فزت مع مجموعة من اصدقائي. ومنذ لحظة انتهاء الانتخابات وقبل علمي بالنتيجة النهائية سارعت لمد يد التعاون والتواصل مع الاستاذ محمد نجيب حسن وأرتضيت بكل طيبة خاطر أنا أكون أول من يطالب ويسعى بأن تنال كترمايا حصتها المحقة كغيرها من بلدات الإقليم وان يكون الاستاذ محمد حسن رئيسا لبلدية كترمايا ولاتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي وعلى أن اتولى رئاسة البلدية للسنوات الثلاث المقبلة بضمانة الاستاذ محمد حسن. وقد توافقنا على أن يكون نائب رئيس البلدية للسنوات الثلاث الأولى الشيخ علي ابو مرعي ومن بعدها لمن يسميه الاستاذ محمد حسن. إلا أنه ويا للأسف فقد جرى الانقلاب على الاتفاق وتم رفض التصويت للشيخ علي ابو مرعي وجرى التوافق مع الاستاذ خالد ضاهر لكي يكون هو نائب رئيس البلدية. لاتأكد فيما بعد، وبعد طول مفاوضات ان لا نية جدية وحقيقية عند أعضاء "لائحة معا نبني" بالمشاركة الحقيقية لما فيه مصلحة كترمايا، وقد تأكدنا اليوم وبعد اجتماع مع سعادة قائمقام الشوف أن لا رغبة للزملاء بالتفاوض معنا أو حتى عقد لقاء لحل موضوع رئاسة البلدية ونائب الرئيس".

وأوضح علاء الدين أنه أثناء العملية الإنتخابية في قائمقامية الشوف "ظهرت مشكلة، وهي مع أحد الأعضاء وهو فضيلة الشيخ أحمد علاءالدين وتتعلق باختياره الوظيفة أو عضوية البلدية وذلك استنادا إلى القوانين المرعية الإجراء. وكان فضيلته قد تقدم صباح اليوم (أمس) بكتاب لدائرة أوقاف جبل لبنان يعلن رغبته باختيار الوظيفة وليس عضوية المجلس البلدي. وبناء على ذلك فهو لا يحق له التصويت إلا أننا فوجئنا داخل الجلسة بوجوده وكان جدل تمّ بعده تأجيل عملية الإنتخاب لتوضيح الصورة. اما كل الكلام عن الضغوط السياسية فلا تعنينا وهي مرفوضة منا اذ كنا قد بادرنا الى الانتخاب وكان لدينا الجراءة لتقبل النتيجة وتهنئة الفائز والاحتفال معه ايضا. ونعلن اننا ما زال همنا وحدة ومصلحة كترمايا ومستعدين لمواجهة ومقاربة هذا الموضوع بكل صدق وشفافية مع جميع من يعنيه الأمر".

على وقع هذا السجال وتداعياته على الأرض وصولاً الى التداخلات السياسية وتحميل المسؤوليات ورمي الكرات كل في ملعب الآخر، تبقى الآمال معقودة على صدق نيات الجميع، في وقت ينتظر فيه أهالي كترمايا تبلور الصورة والإنتقال الى مرحلة جديدة من العمل".