الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لا للفيديرالية... فلسطين لبّ القضية

راجح الخوري
A+ A-

تستميت واشنطن في عرقلة أي تحرك فرنسي لتحريك القضية الفلسطينية، ومنذ دعا فرنسوا هولاند الى مؤتمر دولي لهذه الغاية، سعت واشنطن أولاً الى تأجيل المؤتمر حتى الخريف المقبل على رغم انها ستكون منخرطة في الانتخابات الرئاسية ما يمنعها من بذل اي جهد في هذا السبيل، الذي فشلت فيه على امتداد اعوام.


الآن يلقي جون كيري قنابله الدخانية لتعمية أي تحرك يكشف فشل أميركا وليقدّم لإسرائيل خدمة تساعده على كسب الصوت اليهودي لمصلحة هيلاري كلينتون، آخر هذه القنابل ما كشفه أوري سافير من ان كيري اقترح إقامة " فيديرالية اقتصادية" بين الأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل كمقدمة لحل دائم للصراع في المنطقة!
زيادة في الغرابة يقول النائب الأردني سمير عويس إن جهوداً تبذل على صعيد إقليمي ودولي في اتجاه حل القضية الفلسطينية عبر الفيديرالية أو الكونفيديرالية مع الأردن، وان التحرك في هذا التوجّه مرتبط بانتخاب كلينتون رئيسة فهي من مؤيدي هذا الحل الذي يحظى بقبول روسي!
غريب لا بل مستهجن جداً كل كلام على الفيديرالية أو الكونفيديرالية في هذا الوقت المشبوه، فبغض النظر عن رغبة واشنطن الواضحة في تخريب التحرك الفرنسي، تبقى القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية لب الصراع ومحور أي تحرك أو محاولة للبحث عن حل لأزمة المنطقة. والخطير في الأمر ان الحديث عن فيديرالية او كونفيديرالية فلسطينية - أردنية مؤامرة لا تدمر القضية الفلسطينية وتحاول طمسها فحسب، بل تحاول إحياء نظرية أبا ايبان التي طالما حاولت اسرائيل ترويجها وهي ان الضفة الشرقية هي وطن الفلسطينيين، وهذا أمر يرفضه الأردن طبعاً كما يرفضه الفلسطينيون، أما الحديث الأميركي عن إمكان وجود استعداد لدى "مصر والدول العربية المعتدلة" لدعم حل القضية الفلسطينية على هذا الأساس، فهو مجرد كلام بلا أساس على الإطلاق!
قيام الدولة الفلسطينية استناداً الى قرارات الشرعية الدولية مسألة لا مفر منها، والقضية الفلسطينية كانت دائماً وستبقى لب أزمة المنطقة والأساس الذي تقوم عليه عوامل الصراع الإقليمي الذي لن ينتهي من دون إقامة هذه الدولة، ولن تنطلي لا على الفلسطينيين ولا على الأردنيين، المحاولات القذرة والمكشوفة التي تحاول ان تجعل النظرية الفيديرالية نوعاً من الدومينو، الذي يمكن ان يفتح بوابات الحلول على الأزمة العراقية حيث بات من الواضح وجود دولة للشيعة في الجنوب وأخرى للأكراد في الشمال لتبقى ثالثة للسنة في الوسط. وهذا الأمر ليس بعيداً من الكواليس الأميركية والروسية، فنحن لم ننسَ بعد ان فلاديمير بوتين شخصياً تحدث عن الفيديرالية السورية كحل للأزمة، لكن القضية الفلسطينية لن تضيع في حامولة فدرلة دول المنطقة والتي يرفضها الفلسطينيون والأردنيون.


[email protected] - Twitter:@khouryrajeh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم