الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ما بعد البلديات

راشد فايد
A+ A-

... أما وقد وضعت "حروب" البلديات أوزارها، فإن الموعد حان لاستخلاص العبر السياسية:


- أولاً: لا صحة لزعم الزاعمين ان لا سياسة في الانتخابات البلدية. فهي ظاهرة في شكل ما، بحسب البلدة، أو المدينة، وبدليل استماتة الاحزاب على دور فيها، برغم حصارها بالحزازات العائلية، عموماً.
- ثانياً: للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات البلدية "الحديث"، منذ 1998، يحتل برنامج عمل كل لائحة أهمية أساسية في تبرير ترشيح أعضائها.
- ثالثاً: انتهى زمن ديكتاتورية الزعيم السياسي، أو الحزب، وموقفه المُنزل، بدليل التصويت الاعتراضي، بنحو 40 في المئة في بلدات، و49 في المئة في غيرها، لمن لا يؤيده.
- رابعاً: حسمت هذه الانتخابات نهاية زمن الرأي العام "الغنمي"، أو القطيع. فالنداءات الحزبية، ولو لقيت استجابة من البعض، فإن التعامل معها، عموما، لم يتم باعتبارها مسلّمة غير قابلة للنقاش.
- خامساً: فضحت الانتخابات البلدية ركاكة البنى الحزبية، وقيامها على شد العصب الطائفي والمذهبي، وهو ما افتقد في هذه الانتخابات عموماً، كون بلديات البلدات والمدن المختلطة، طائفيا، عدا بيروت وطرابلس، شبه نادرة، وقد تسيّدها الصراع العائلي، وحتى صراع الاجنحة في العائلة الواحدة.
- سادساً: ادى الموات "السلس" والواقعي، لمجموعتي 14 و8 آذار، الى انتفاء العناوين الاستراتيجية السياسية لقوى الاثنتين، وأدت التحالفات المستجدة "الهجينة" بين الاطراف المتناحرة، سابقاً، الى عدم تلمس جمهوريهما، أية فوارق، فكيف وقد بات سلاح "حزب الله" وتأييد حلفائه له، خارج الامتعاض والنقاش، ويكاد يلحق به نحر النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية.
- سابعاً: سقط، وبشكل فاضح، منطق "وضع اليد" الذي حاولت الثنائيات الحزبية الطائفية، "التراثية" والمستجدة، من درزية وشيعية ومارونية، والتعددية المؤتلفة السنية، ممارسته على جمهور حسبته مستسلماً لقرارها، وهذا ما أدى إلى عدم فوز مرشحيها، أو الى "مرورهم" من "خرم الابرة"، من بعلبك الى بشري فالقبيات وطرابلس وتنورين، كأمثلة فجة.
- ثامناً: تبين أن ما يسمى "المجتمع المدني" هو نفسه المجتمع الحزبي، أكثر الأحيان، ويرمى على معارضي التحركات الحزبية، ولو كانوا في الاساس حزبيين، أي ما يؤكد أن "هذه الطينة من هذه العجينة". والمثال الأوضح أعطته بشري، حيث عارض "القواتيون" موقف القيادة وصوتوا ضده، بنسبة 40 في المئة من المقترعين.
- تاسعاً: عرّت الانتخابات البلدية، بالتحالفات التي خاضتها، كل الاحزاب وادعاءات المواقف المبدئية، والاستراتيجية، يستوي في ذلك أحزاب وتيارات 8 و14 آذار معاً.
قد تطول لائحة الملاحظات، وهي جميعاً، تشي بأن زمناً آخر، في السياسة، سيدخله اللبنانيون بعد عِبَر هذه الانتخابات.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم