الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كيف تقرأ دوائر 8 اذار خسائر "المستقبل " في طرابلس وسواها؟

المصدر: النهار
ابرهيم بيرم
كيف تقرأ دوائر 8 اذار خسائر "المستقبل " في طرابلس وسواها؟
كيف تقرأ دوائر 8 اذار خسائر "المستقبل " في طرابلس وسواها؟
A+ A-

كما للقوى السياسية المعنية فان دوائر القراءة والتحليل في قوى 8 اذار فوجئت ولاريب بنتائج الانتخابات المحلية في طرابلس وخصوصا لجهة ما اظهرته من " انهيار وتراجع " جليين ومريعين لمكانة "تيار المستقبل" وتقلص ظله السياسي على المدينة التي كانت حتى الامس القريب تعد واحدة من ابرز معاقله ومصادر قوته .


فهذه الدوائر كانت على بينة سلفا من سلسلة ترجعات في شعبية "التيار الازرق" وحضوره بعد اختبارات عدة خصوصا في الاسابيع القليلة الماضية لكنها حتما لم تصل في تحليلها الى درجة التنبؤ سلفا بما افرزته نتائج صناديق الاقتراع في طرابلس خصوص وفي الشمال عموما .
تلمست الدوائر اياها في الانتخابات البلدية في بيروت امرين اساسيين:


الاول : عدم تجاوب الناخب البيروتي مع الدعوات المتكررة اليه من جانب زعيم التيار الرئيس سعد الحريري للنزول بكثافة الى صناديق الاقتراع فتدنت نسبة الناخبين البيارتة عن اخر انتخابات مماثلة جرت في عام 2010 فيما اللائحة المضادة " بيروت مدينتي " نسبة لا يستهان بها من الاصوات.
الثاني: عدم حماسة الناخب المسيحي البيروتي مع دعوة قواه ورموزه ومرجعياته التي اختارت دخول لائحة الائتلاف مع الرئيس الحريري واعطاء صوته لهذه اللائحة مما عكس في طياته غضب الشارع المسيحي من سياسات الحريري واداء تياره .
وفي صيدا رصدت الدوائر عينها عدم تجاوب الناخب الصيداوي مع دعوات رموز التيار الازرق والتهافت على صناديق الاقتراع بغية اثبات ان عاصمة الجنوب ما برحت على ولائها كما في السابق للحريرية السياسية.


وفي اقليم الخروب لحظت الدوائر عينها استنكاف التيار الازرق عن خوض غمار المواجهة بالشكل المعتاد في بلدات المنطقة الاساسية ولجأ الى ما صار يعرف بترك حبل الامور على غاربه للعائلات وهو النموذج عينه الذي سبق و تكرر في البقاعين الاوسط والغربي .فضلا عن تسجيل هزائم موصوفة مني بها "التيار الازرق" في العديد من بلدات عكار والضنية والمنية في الشمال .
وفوق هذا وذاك كان واضحا لدى الدوائر عينها ان " تيار المستقبل "لم يقدر في اي مكان على على تأليف لائحة بلدية منفردا وتسميتها باسمه بل هو اتباع سياسة قوامها دعوة كل الاطراف الاخرى التي يتساكن واياها على ارضية واحدة. ففي بيروت تحالف الحريري كما هو معلوم مع كل الوان الطيف السياسي في المدينة ( باستثناء حزب الله والاحباش ) بما فيهم رئيس حزب الحوار فؤاد مخزومي فضلا عن حركة "أمل" وكل الاحزاب والشخصيات المسيحية وكذلك الحال في البقاع الغربي حيث تحالف التيار مع خصمه السياسي التقليد ي والتاريخي الوزير السابق عبد الرحيم مراد .
وفي طرابلس مد التيار يد التحالف ايضا الى كل القوى والرموز الموجودة هناك مضيفا اليها هذه المرة خصمه الالد جمعية المشاريع ( الاحباش ) في خطوة تحدث للمرة الاولى في تاريخ علاقة" المستقبل" وتحالفاته.ورغم كل هذا الجهد الاستثنائي كانت الهزيمة المدوية للائحة الائتلاف الاعرض في العاصمة الثانية على يد خصمه المستجد الوزير اللواء اشرف ريفي الذي لم يمر الزمن عن خروجه من تحت عباءة التيار الازرق وتحديه فحاول التيار محاصرته وتطويقه تمهيدا لسحقه واخراجه من صلب المعادلة فكانت ردة الفعل المفاجئة للجميع وتوجت المدينة سلسلة خسائر" المستقبل" ونكساته المتتالية على مدى اسابيع الانتخابات الاربعة .


وفي" التقريش" السياسي الاعم والاشمل الذي خلصت اليه الدوائر عينها ان كل القوى الاساسية في مجلس النواب خرجت من استحقاق الانتخابات المحلية بنتائج تعتبرها مرضية بالنسبة لها بشكل اوبأخر الا "التيار الازرق" فقد خرج من جولة الانتخابات هذه وكأنه الخاسر الوحيد شعبيا والمتراجع الابرز في ساحاته الممتدة اصلا على طول البلاد وعرضها .فعلى المستوى الشيعي حافظ ثنائي هذه الساحة على مكانته ورصيده واختبر تفاهماته . اما على المستوى المسيحي فقد اجرى تفاهم معراب الحديث الولادة "معمودية نار" واختبار ونجح فيها الى حد بعيد وشكل واقعا جديدا يمكن البناء عليه لاحقا فيما حافظت بقية القوى والرموز المسيحية الاخرى من خارج هذا التفاهم على حضورها ونجحت في سلسلة اختبارات وتحديات . وكذلك فعل النائب وليد جنبلاط مضيفا الى رصيده الثابت من النجاحات نجاحا اخر في حاصبيا وراشيا الوادي فيما ظهر "تيار المستقبل" لوحده وكان جمهوره بدأ في رحلة محاسبته .
وعليه ترى الدوائر عينها بان الاطراف بما فيها تلك المتحمسة للتحالف مع التياروزعيمه كونه الاقوى في ساحته مضطرة ان تعيد النظر بعد المحطة الاخيرة من الانتخابات المحلية في حساباتها وتحالفاتها مستقبلا في انتظار ان يعيد "التيار الازرق" نفسه النظر بادائه ونهجه .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم