الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

اتصالات روسية - فرنسية - سعودية لتأمين انتخاب رئيس في أقرب وقت

خليل فليحان
A+ A-

استغربت مصادر ديبلوماسية في "المجموعة الدولية لدعم استقرار لبنان" دعوات تطلقها قوى سياسية فاعلة لاجراء انتخابات نيابية بحيث ان المجلس الجديد يتولى انتخاب رئيس للبلاد، غير مدركة خطورة ما يمكن ان ينشأ من فراغ اذا بقي المتنافسان القويان ( العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية) على موقفيهما، وان ليس هناك ما يضمن ان يتمكن البرلمان الجديد من إتمام عملية انتخاب رئيس للجمهورية ، واذا لم يحصل ذلك فلن تكون هناك حكومة لان رئيس الجمهورية هو الذي يستمزج آراء النواب كتلا وافرادا، وفي ضوء النتيجة يكلف رئيساً للحكومة.


واعتبرت ان هذا الموقف لا يساعد على إنجاز الاستحقاق الرئاسي الملح في أسرع وقت ممكن وذلك بعد فراغ في سدة الرئاسة تجاوزت مدته السنتين وترك آثارا سلبية سواء في التشريع حيث شُلت اعمال المجلس وسوء انتاج مجلس الوزراء نظرا الى ممارسة كل وزير حقه في التعاطي مع اية قضية في ضوء حصته كرئيس للجمهورية مما عطّل الكثير من القضايا الحيوية المطلوب بتها.
ودعت المصادر القوى السياسية المؤثرة في عملية انتخاب رئيس للجمهورية الى التخلي عن المنافسة التي لم تؤد الا الى مزيد من التعطيل والكف عن تطيير النصاب كسبيل متبع لابقاء الفراغ الرئاسي. ورفضت ربط اجراء الانتخاب بعودة العلاقات السعودية - الايرانية الى طبيعتها لان الخلافات بين الرياض وطهران عميقة وعلى ملفات عدة ولا يمكن انتظار المزيد من الوقت لتذليلها والذي قد يمتد اشهرا وسنوات. ولفتت ايضا، استنادا الى معلومات ديبلوماسية متوافرة لديها، الى ان ايران أبلغت مسؤولين دوليين ولبنانيين ان هذا الاستحقاق هو لبناني وبالتالي فهي لا تتدخل فيه.
واستدركت :"هذا على الأقل ما زودت به اكثر من مبعوث فرنسي أوفده الرئيس فرنسوا هولاند الى طهران في محاولة لتتدخل مع مؤيديها من القوى السياسية".
وتوقفت عند معلومات لدى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط مفادها ان الروس منزعجون من تصرفات الإيرانيين في ملف انتخاب رئيس للبنان. وافادت ان احد سفراء "المجموعة" المقيم في بيروت كلّف الاستفسار عن هذه المعلومة بما هو متوافر لإجراء الاتصالات اللازمة.
واستغربت كيف ان القوى السياسية التي بامتناعها عن الذهاب الى مجلس النواب لتأمين النصاب تبقي الجمهورية من دون رأس حتى إشعار آخر ودون ادراك ما خسره لبنان من جراء ذلك على صعد كثيرة.
ونقل سفراء في "المجموعة" استياء وزراء خارجية دولهم لعدم تعاطي الفاعليات اللبنانية المعرقلة بجدية مع دعوات الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة لإنجاز هذا الاستحقاق وكذلك نداءات الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون ومجلس الامن وفاعليات سياسية وحزبية. ولاحظت ان السلبية التي تتعاطى بها الجهات التي لا توفر النصاب لا تدرك مخاطر موقفها ولا يمكن الجزم بما اذا كانت تقوم بذلك عن قصد او غير قصد.
واعربت عن أسفها لعدم صدور اي موقف توضيحي للقوى السياسية والحزبية والنواب الذين ينتمون اليها بعد اتهامهم بعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية حتى الان وإخفاقهم بهذا الواجب بعد مرور اكثر من سنتين على انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان.
واقرت بان إتمام عملية انتخاب رئيس للبلاد لم يعد أمراً سهلا ولا يمكن احدا ان يحدد موعدا لإجرائها بسبب تداخل العوامل الداخلية والاقليمية والدولية التي منعت وصول رئيس جديد الى القصر الجمهوري لاعادة الدينامية الى تصويب الخلل الوطني المهتز بفعل عدم انتخاب رئيس للبلاد.
وختمت ان المخرج يبدأ اما بتنازل مرشح لآخر، واما بانسحاب المرشحين الحاليين لإتمام هذا الواجب بسرعة، وأي بطء إضافي يعرّض البلاد للكثير من الانعكاسات السلبية، من تهديد اللجوء السوري الى لبنان وتحذير مجلس الامن من "التهديد المباشر لأمنه" ومن "انتهاكات التنظيمات الارهابية لحدوده".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم