الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ريفي مفاجأة طرابلس المدوية

طرابلس-رولا حميد
ريفي مفاجأة طرابلس المدوية
ريفي مفاجأة طرابلس المدوية
A+ A-

فجّر وزير العدل المستقيل أشرف ريفي مفاجأة من العيار الثقيل في طرابلس، حيث تمكن من منازلة ائتلاف سياسي عريض بمفرده مطيحاً بكل توقعات امكان فوز سهل للائحة "لِ طرابلس" المدعومة من الرئيس نجيب ميقاتي و"تيار المستقبل" والنائب محمد الصفدي  والجماعة الاسلامية وغيرهم. وما ان اقتربت الساعة من الثانية بعد منتصف الليل أعلن اللواء "العنيد" تقدم 16 مرشحاً من لائحته على اللائحة المنافسة. وفي حين دعا الرئيس ميقاتي الذي كان يتابع عمليات الفرز حتى وقت متأخر من مقر ماكينته، الى انتظار النتائج النهائية، بدا متفهماً ومتقبلاً للنتائج وداعيا للعمل من اجل المدينة.


 وقد بيّنت ماكينة "تيار العزم" منتصف الليل وجود خرق للمرشح خالد تدمري من لائحة ريفي. وعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، أعلنت الماكينة فرز١١٠ اقلام من اصل ٢٩٥ قلماً في طرابلس وأظهر الفرز خرق خمسة مرشحين للائحة " ل طرابلس" من مرشحين في لائحة "قرار طرابلس". وفي الوقت عينه، اعلنت ماكينة  الصفدي فرز ١٦٨ قلماً ، واظهرت النتائج وجود ١١ خرقاً من لائحة ريفي.


وعند الثانية بعد منتصف الليل، أعلن ريفي لتلفزيون "الجديد" تقدم ١٦ مرشحاً من لائحته على اللائحة المنافسة، فيما كانت الاحتفالات تعم منزله.


وفي العودة الى مجريات اليوم الانتخابي، فلم تتسم المعركة بمحطات غير اعتيادية خلال فترة الاقتراع، ويمكن القول انها كانت فاترة على مختلف المستويات، وتالياً قريبة من الطابع الديموقراطي حيث كانت الضغوط والمؤثرات أقل من المعارك الانتخابية السابقة. ومن تقدم للاقتراع، فقام بالامر طواعية في اغلبية الاحيان مع تراجع عامل الاغراء المالي، رغم رصد بعض حالات الرشى وتدفق ناخبين في اقلام محدودة على الاقتراع قبل نصف ساعة من اقفال الصناديق ما رسم علامات استفهام حول دور المال السياسي.


وانطوى نهار طويل لن تشهده مدينة طرابلس مجدداً الا بعد ست سنوات في عملية انتخابية انتظرها الناس حامية، ومزدحمة. لكن المفارقة كانت نسبة الاقتراع المتدنية البالغة ٢٣ في المئة.


ويعيد مراقبون هذه النسبة الى ان الوضع الاجتماعي للمدينة لم يتعافَ من ارتدادات الاحداث عليه، وعدم الرضى على الطبقة السياسية وعدم ايمان الغالبية بامكان تغيير واقعها. غير ان وجهة نظر اخرى اخذت تقارن بين النسبة في هذه الدورة الانتخابية والنسبة في سنوات ماضية، لتبين ان النسبة تشي بنوع من الثبات وعدم وجود متغيّر هذه الدورة.


ومع تراجع نسبة الاقتراع، بات الكل يمسك قلبه بيده خوفا منتظراً النتائج التي لم تعد اي ماكينة قادرة على تقدير اتجاهاتها في ظل تقارب الارقام، فلا احد يضمن منع التشطيب ولا تلغيم اللوائح في وسط شعبي لا يعتمد معايير انتخابية معينة تعطي للمعركة ونتائجها ابعادا مفيدة ومطورة للحياة السياسية. 


المعنيون بالمعركة من مرشحين وسياسيين ومقترعين لم يناموا قبل صياح الديك وتبيان الخيط الابيض من الاسود، اما غالب المدينة فقد تنفس الصعداء منذ الساعة السابعة مساء حيث تخلص من عبء الحملات الانتخابية التي لم يولها الاهتمام اللازم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم