الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

هاجر الى أنغولا من أجل مستقبل عائلته والآن يعود الى بيروت جثة... لعنة الطرق!

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
هاجر الى أنغولا من أجل مستقبل عائلته والآن يعود الى بيروت جثة... لعنة الطرق!
هاجر الى أنغولا من أجل مستقبل عائلته والآن يعود الى بيروت جثة... لعنة الطرق!
A+ A-

حوادث الطرق تلاحق اللبنانيين في الاغتراب، هذه المرة كان دور ابن بلدة كفرتبنيت، موسى علي حمد، الذي أسلم الروح يوم الجمعة في حادث سير، قبل أن يتسنى له العودة الى وطنه ورؤية أولاده الثلاثة، بعد أن ابتعد عنهم قبل خمسة شهور لتأمين مستقبل أفضل لهم، لكن للأسف لم يتوقع عندما جهّز حقيبته وودّع أحبته أنها المرة الأخيرة التي سيراهم فيها، وأن رحلته ستكون بلا عودة.


"في لواندا ( أنغولا ) وقع الحادث الذي لم تعرف تفاصيله بعد سوى انه مروع"، بحسب ما قال ابن عمه وليد لـ "النهار" حيث شرح ان "العائلة تلقت اتصالاً وأُبلغتبالفاجعة، والنهاية المأسوية لشاب كان همه الوحيد في الحياة رفع مستوى معيشة عائلته، فالوضع الاقتصادي السيىء هو السبب وراء هجرته مثل غيره كثيرين من ابناء جيله، لذلك عندما عرض عليه العمل في افريقيا وافق على الفور، سلم المحل الذي كان قد استأجره لحدادة السيارات في منطقة صديقين، وانتقل مع احد المغتربين اللبنانيين الذي أمّن له فرصة العمل، وانتقل معه في رحلة بحث عن مستقبل افضل".


عندما يصدم الطموح!


في لحظة انتهى كل شيء، صدم طموح حمد بالواقع المرير، رحل قبل أن يستطيع تحقيق ولو شيء بسيط منه، وأضاف محمود "اتصل موسى (32 عاماً) بي قبل انتخابات الجنوب بأسبوع، كان فرحاً إلى أقصى الحدود، تحدث عن حلمه بالعودة والسهر في الضيعة بعد ان تتحسن اوضاعه المادية، كان يشعر براحة نفسية ولم يشتكِ من شيء، كل ما كان يزعجه هو حنينه لأطفاله الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات، فجميع من يعرفه يعلم مدى حنانه عليهم، كونهم محور حياته وهدفه ومستقبله".


ما بعد الصدمة


"متدين، خلوق، عطوف على أهله لا سيما والدته، التي غمرها باهتمامه خاصة بعد وفاة والده منذ نحو ثماني سنوات، هذه صفات قليلة لشاب ولا تكفي الكلمات للتعبير. فعلاً الجرح كبير فهذا الإنسان لم يترك خلفه إلاكل أثر جميل، فالخسارة كبيرة جداً على الجميع وسيتحمل القسم الأكبر منها أولاده، الذين حرموا منه، كان سندًا لهم في الدنيا"، بحسب محمود الذي أضاف"الآن نحاول تقبل الصدمة والتواصل مع وزارة الخارجية والمغتربين والجالية اللبنانية في انغولا، من أجل اعادة رفاته ودفنه في بلدته".


حمد ليس الأول ولن يكون الأخير ممن تغرّبوا للبحث عن لقمة عيشهم، وصعقوا الجميع بنبأ وفاتهم بعيداً عن بلدهم وأحبتهم. غادر حمد أرض لبنان روحاً وجسدًا، لكن للاسف سيعود الى الوطن بلا روح ليغمره ترابه!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم