السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تكريم أسماء رائدة في الأميركية... ومتخرجون يتحدثون عن ريادة الجامعة

المصدر: النهار
تكريم أسماء رائدة في الأميركية... ومتخرجون يتحدثون عن ريادة الجامعة
تكريم أسماء رائدة في الأميركية... ومتخرجون يتحدثون عن ريادة الجامعة
A+ A-

كانت زخات المطر "الخجولة" و قطرات الندى حاضرة لترافق "فرحة" 510 طالباَ من حاملي شهادات الطب والدكتوراه والدراسات العليا من الجامعة الأميركية في بيروت. أجبر الطقس "غير المستقر"، الذي يجاري أحوالنا المتقلبة جداً أكثر من أي وقت، النائب علي بزي الذي حضر ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب الذي مثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ، على ارتداء سترة من النيلون لإكمال مراسم الإحتفال بتخريج شباب الجامعة ومنح دكتوراة فخرية في الإنسانيات لثلاثة وجوه تركت "بصمات" وإنجازات مهمة هي المخرجة نادين لبكي والكاتب نسيم طالب والعالم الكيميائي الدكتور سمير زرد.


...نحو الأفضل


لا يمكن وصف فرحة الأهل. يأتون حاملين الورد ، يبحثون عن أولادهم يحيونهم من بعيد. يحاولون تصويرهم حتى وهم منهمكون بالرد على رسائل خدمة "الواتس آب."


يظهر الفرح على وجوه الحاضرين في الملعب الأخضر. الكل مستعد ورهن لإشارة بدء الحفل.
دقائق قليلة ودخل موكب الخريجين فموكب رئيس الجامعة ووكيل الشؤون الأكاديمية والعمداء وأعضاء مجلس الأمناء بالأثواب الإحتفالية إيذاناً بالحفل. توجه رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري إلى المتخرجين قائلاً:" تتركون الجامعة اليوم وأنتم مجهّزون بالمعرفة، والقوة، والإيمان بأنه من الممكن إحداث تغيير إيجابي في هذا العالم. لقد اكتسبتم الكثير في الجامعة الأميركية في بيروت. حصلتم على المعرفة والثقة والمرونة وتعلمتم العمل كفريق".
نظر إلى الجمهور الشبابي الجالس في المقاعد امام المنصة التي يتحدث عليها قائلاً:" أنتم الآن وإلى الأبد ماضي الجامعة الأميركية في بيروت وحاضرها ومستقبلها. وأنتم الآن سفراء هذه المدينة الشهيرة فوق التلّة." أضاف:" لقرن ونصف علّمت أجيالاً سابقة وعلّمتكم كيف تتجرأون على الحلم وكيف تحقّقون ما نعلم أنكم قادرون على تحقيقه، وهو أنكم سوف تغيّرون لبنان والعالم العربي، والكون الأوسع، نحو الأفضل".


للمتخرجين كلمة ألقتها بإسمهم طالبة الطب جنى غلمية إستعادت فيها خبرتها في الجامعة. برأيها، "لم تقدم لنا الجامعة الأميركية في بيروت العلم الذي نملكه اليوم أو الشهادات التي نحملها فحسب، بل إنها كانت المجتمع الذي تولعنا بالانتماء إليه." تذكرت كيف تعلمنا أن "نتكيف مع مجموعة طالبية متعددة، وهو أمر يصعب العثور عليه في هذا الجزء من العالم الذي نعيش فيه."
إختصرت دور الجامعة في حياتهم "بأنها المكان الذي تعلمنا فيه كيفية التواصل بشكل أفضل، ليس فقط مع المرضى، بل مع بعضنا البعض كذلك." حددت أنه المكان الذي "تعلمنا التعاطف مع الآخرين وأن نصبح أعضاء فاعلين في مجتمعاتنا... المثابرة والعمل بجد من أجل تحقيق أهدافنا حتى وإن بدت بعيدة المنال". شددت على أننا "تعلمنا أنه لكي يكون لنا قيمة حقيقية، لا بد لنا أن نقوم بأكثر مما هو مطلوب منا بكثير.".


تكريم ...وريادة


اعطى خوري لمحة عن المكرمين المخرجة نادين لبكي وهي "من أكثر السينمائيين في جيلها محطاً للاعجاب في العالم العربي وتفكك بمهارة الصور النمطية ومحرّمات الحياة العصرية في لبنان، خاصة حياة النساء المرموقات، والكاتب نسيم طالب الذي زعزع العالم الحديث بآرائه الرائدة والمستعصية، ولا سيما في كتابه "البجعة السوداء" وعالم الكيمياء الدكتور سمير زرد الرائد المعروف عالميا في مجال الكيمياء الراديكالية و وهو طالب سابق في الجامعة الأميركية في بيروت، قدم اسهامات مهمة في الكيمياء العضوية، وطوّر مع فريقه البحثي العديد من التفاعلات الجديدة التي أصبحت ركنا ثابتا في مجال الكيمياء الاصطناعية".
لم تستطع لبكي أن تخفي تأثرها الشديد عندما منحها خوري الدكتوراة فخرية . ثم تكلمت عن تجربتها في الحياة منذ الصغر وعن بلدتها بعبدات وعن صالة السينما القديمة في منزل جدها وعن والدها الذي أراد يوماً ما أن يصبح مخرجاً سينمائياً لكن الظروف المادية حالته دون ذلك... وتكلمت أيضاً عن كل الظروف التي أدت بها إلى إتخاذ القرار لمتابعة دراستها الجامعية في مجال السينما وعن النجاح التي حققته في مهرجانات كان وغيرها.
أما زرد فقد أكد أنه لا "يمكن للمرء أن يسلك درب الحياة من دون الدعم، والتوجيه، والتشجيع من العائلة والأصدقاء، والمربين. " قال:"لحسن حظّي الفائق، كنت محاطاً بكَمّ من الناس استثنائي، حوّلوا إلى واقع كلمات كاتب الخيال العلمي هاري هاريسون، الذي قال: «كل يوم يجب أن يُستقبل كهدية يُفتح غلافها».


بدروه، رأى طالب في كلمته: أنه لا " أشعر أنني ناجح حتى الآن. وهذا ليس تواضعاً زائفاً. لدي تعريف وحيد للنجاح: أن تنظر إلى نفسك في المرآة كل مساء، وتتساءل هل خيّبت الشخص الذي كنته في الثامنة عشرة أو في العشرين من العمر؟ أي قبل بلوغ السن الذي تبدأ فيه الحياة بإفسادك. " قال:"هذا الشخص هو القاضي الوحيد، لا سمعتك، ولا ثروتك، ولا مكانتك في المجتمع، ولا الأوسمة على صدر سترتك. إذا لم تشعر بالحياء في مواجهة الشخص الذي كُنتهُ فأنت ناجح. كل التعريفات الأُخرى للنجاح هي تركيبات حديثة؛ تركيبات حديثة هشة".
يذكر أن الجامعة دعت إلى حفل تخريج طلابها من حاملي شهادة البكالوريوس في السابعة والنصف مساء غد السبت وخطيب الإحتفال المخرجة نادين لبكي.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم