الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لائحتان "قواتية" و"مع القوات" في الحاضنة بشري مواجهة هادئة والاعتراض على "القيادة المحلية" وليس جعجع

ايلي الحاج
لائحتان "قواتية" و"مع القوات" في الحاضنة بشري مواجهة هادئة والاعتراض على "القيادة المحلية" وليس جعجع
لائحتان "قواتية" و"مع القوات" في الحاضنة بشري مواجهة هادئة والاعتراض على "القيادة المحلية" وليس جعجع
A+ A-

ستكون بشري حامية الأحد بارادة الإثنين. مدينة جبران خليل جبران سوف تنتخب مجلس بلديتها بهدوء وديموقراطية. يؤكد ذلك مؤيدو اللائحتين المتنافستين: "الإنماء والوفاء" المدعومة من حزب "القوات اللبنانية"، و"بشري موطن قلبي" المشكلة من معترضين على القيادة المحلية للحزب.


العملية انتخابية في بشري أولى من نوعها بحملها أفكاراً من غير أن ترتقي إلى اعتراض سياسي عام. فمَن لا يوافقون رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على مواقفه وتوجهاته لا يعلون اعتراضاتهم إلى مستوى يجعلها قضية، ولا يعلنونها حتى. تقاربه ثم ترشيحه النائب الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية ثم تحالفه السياسي مع "التيار الوطني الحر"، تطورات تعاملت معها بشري كأنها لا تعنيها إطلاقاً، ربما لأنها لا تحتك مع حضور "عوني" فيها أو حولها، وربما لأن هموم أهلها حياتية وأقل، أو أنهم يقيمون على ثقة وقبول بما يقرره ابن المدينة سمير جعجع، "الحكيم" الذي هو قطب من أقطاب الموارنة السياسيين. قبله كانت بشري طوال تاريخها السياسي الحديث تابعة لزعامات زغرتا، حميد ثم سليمان فرنجية الجدّ، أو أقطاب الموارنة في جبل لبنان، كميل شمعون وفؤاد شهاب وبيار الجميّل.
لكن الموضوع هذه المرة سياسي محلي يرتبط بالأداء والنهج، يقول المعترضون ويؤكدون أنهم بمجملهم "قوات"، أو هم من "البيئة الحاضنة لـ"القوات" إذا جاز التعبير. يتبين من أحاديثهم أنهم يَشكُون مما يمكن تسميتها "مجموعة النائبة ستريدا جعجع". كما يظهر أن بينهم وبين هذه المجموعة سوء علاقة واتصال. لكن شكوى الفريق "الملتزم" بجانب قيادة الحزب لا تقصّر في إبداء الشكوك في خلفيات المعترضين وخصوصاً في "قواتيتهم". في اعتراض مقابل على نسب هذه الصفة إليهم وزعت "الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية - منسقية بشري" بياناً يوحي أسلوبه أن كاتبه من أعلى مستوى في معراب، تضمّن تحديداً لـ"القواتي"، جاء فيه: "ليس كل من يدّعي أنه قواتي يعني أنه قواتي. القواتي هو المنتسب الى الحزب. والقواتي هو الناشط قواتياّ. والقواتي هو الذي يلتزم شرعة الحزب ونظامه الداخلي. وهو الذي ينسجم مع آراء المجموعة القواتية الكبرى والتركيبة التنظيمية (...)". الجواب الفوري من المعترضين كان تذكيرياً بعشرات من الشبان التحقوا بالمعارك تلبية لنداء "القوات" وعادوا في نعوش إلى بشري وما كانوا حزبيين ولا معبئين إضبارات حتى، أو مدربين على السلاح، وأيضاً بمئات اعتقلوا في مدينة المقدمين وخارجها وتعذبوا في التسعينيات لأنهم "قوات" وما حادوا يوماً عن الخط السياسي والوطني العام.
قد يكون التعبير الأصح أنهم "مع القوات" عندما يتعلق الأمر بمقابل – ضد أو مختلف، في السياسة والإنتماء التحزبي، "عوني" أو قومي سوري أو "مردة". وفي المدينة نحو 500 منتسب إلى الحزب ويصل عدد المقترعين إلى نحو ستة آلاف، أكثر أو أقل، أي 25 في المئة من الواردة أسماؤهم في لوائح الشطب أي النسبة الأقل في مدن الموارنة وبلداتهم نظراً إلى كثافة المهاجرين البشراويين تاريخياً في أوستراليا والولايات المتحدة والبرازيل.
ولربما المشكلة التي قادت إلى تنافس لائحتين تكمن في طبيعة لدى البشراويين تدفعهم أحياناً إلى وضع كرامتهم على الطاولة في تواصلهم مع الآخر بما يضخم احتمالات سوء التفاهم. وثمة في الحلقة الضيقة حول نائبة القضاء من أرجع المسألة إلى صعوبة التعامل مع البشراويين (بعضهم). لا يرضيهم شيء وصولاً إلى القول "إنهم لا يحبون ستريدا مهما فعلت، حتى لو أضاءت لهم أصابعها العشر". يعني ذلك بحسب هذا الرأي أن المسألة شخصية لها علاقة بعدم إطلاع هؤلاء على ما حققت لبشري والقضاء من إنجازات. تقرر بعد ذلك أن تظهر في حلقة خاصة مع الزميل الإعلامي وليد عبود في برنامج "بموضوعية" على محطة " إم تي في". لكن النتيجة جاءت عكسية عند المعترضين. استحضروا عبارة جبران "بشري موطن قلبي" للرد على ما اعتبروه تصويراً لبشري في الحلقة الخاصة مدينة خارج الحضارة قبل الـ2005، سنة وصول ستريدا إلى النيابة، متحدثين عن إقطاع كان يسير على طرق ضيقة فوسّعها لتصير أوتوسترادات، وما سوى ذلك من مآخذ تبدأ بعدم فعل شيء يذكر لتصدير إنتاج التفاح الكاسد، ولا تنتهي بالفوقية في التعامل مع الناس، وعدم إشراكهم في القرارات التي تهم بشري ككل.
أين هم خصوم "القوات" التقليديون في بشري، لماذا هم صامتون في خضم هذه الجلبة؟ يقول رئيس لائحة الحزب فريدي كيروز إنهم هم الذين يقفون وراء اللائحة المنافسة، وقد ارتضوا الاختفاء بعدما فقدو الأمل في الفوز على "القوات" خلال الدورات الانتخابية السابقة. ويصف المنافسين بأنهم "مجموعة متضررة هدفها تسجيل موقف ونيل عدد من الأصوات، لا أكثر. مجموعة تستهدف النائبة ستريدا جعجع لأنها لا تستطيع التصويب على "القوات" والدكتور جعجع. ولا مشكلة عندنا، فليجرّبوا حظهم ومن ينجح منهم سنهنئه ونضمه إلى فريق العمل البلدي".
هذه وجهة نظر. ثمة وجهة أخرى محايدة تقول بأن الخصومات العائلية السابقة يمكن أن ترفد اللائحة المعترضة على القيادة المحلية لـ"القوات" بنحو 15 في المئة من مجمل الأصوات، وتتوقع معركة قاسية على الطرفين ونتائج متقاربة نظراً إلى تجاوب بلغ نسبة أكبر من المتوقع مع لائحة "بشري موطن قلبي"، بعدما كانت الغاية منها تسجيل موقف احتجاجاً على الأحوال، على غرار ما كانت الحال في بيروت مع "بيروت مدينتي".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم