الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

رشا سنكري مرشحة في طرابلس لأن "لذوي الحاجات" حقاً في المشاركة

المصدر: "النهار"
طرابلس- رولا حميد
رشا سنكري مرشحة في طرابلس لأن "لذوي الحاجات" حقاً في المشاركة
رشا سنكري مرشحة في طرابلس لأن "لذوي الحاجات" حقاً في المشاركة
A+ A-

من أبرز ظواهر الحدث الانتخابي البلدي، وربما أكثرها إفادة وأهمية، هي رشا فايز فايز سنكري، مرشحة "المنتدى لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة" لعضوية بلدية #طرابلس في لائحة "لِـ طرابلس"، فالدور الذي اتخذته على عاتقها، وخطابها لا يفاقمان الصراعات، ولا يقدمان لتوترات الانتخاب أي إضافة، رسالتها إنسانية بحتة، تطاول جمعاً من ذوي الحاجات الخاصة، الذين، وإن كان الاهتمام بهم وبقضاياهم يزداد يوما بعد يوم، إلا أن قضيتهم تحتاج للمزيد من الرعاية والاهتمام. يكفي أن نرى منحدرات الأرصفة المخصصة لهم مقفلة بسيارات وعربات تعيق مرورهم رغم إعلانات التحذير، والتهديد بعقوبات مالية، ولكن من دون حسيب.


السنكري من مواليد وسكان طرابلس، متزوجة وام لابنتين، صارعت إعاقتها، وتغلبت عليها بإرادة صلبة تحدوها قناعة أن الإعاقة الجسدية لا تتفوق على القدرة العقلية، ولذلك ناضلت، وثابرت وحصلت العلوم العالية، فحازت على ليسانس في الحقوق، ونالت شهادة "الدراسات العليا" في القانون العام من الجامعة اللبنانية، وتشغل منصب المديرة المسؤولة في جريدة "التمدن" الطرابلسية، وهي نائب رئيس "المنتدى لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة" في لبنان الشمالي.


وليست السنكري هي الأولى التي تخوض المعركة الانتخابية إن على مقعد يعنى بذوي الحاجات الخاصة، أم يمثل المواطنين بصورة عامة، فقد سبقَ لرئيس المنتدى الدكتور نواف كبارة أن خاض معارك انتخابية عدة، نيابية وبلدية، وكذلك عضو المنتدى مؤنس عبد الوهاب. وتقول سنكري "اليوم تم اختياري، وكان من الممكن ان يتم اختيار اي فرد من المنتدى يكون قادراً على القيام بهذه المهمة. والهدف من المشاركة هو ايماننا بأن مدينتنا لا تهمش مواطنيها، فللأشخاص ذوو الاعاقة مطالب وحقوق، ويجب ان نكون موجودين ضمن العمل البلدي لقضايا كثيرة آمنا بها، وحاجات تعنينا، كما أننا نستحق فرصة المشاركة في صنع القرار البلدي لاننا نعلم ايضا ان "اعاقتنا ليست بإعاقة بل هي طاقة" لذلك سنعمل على تطبيق بنود يكفلها القانون 220 \\ 2000".


تعرض سنكري أمورا كثيرة متعلقة بقضايا الإعاقة، منها تأهيل المدارس، والدوائر الحكومية، والاماكن العامة احترامًا وتسهيلًا لحاجات ذوي الحاجات الخاصة، وتأهيل مراكز الاقتراع، والمنحدرات الخاصة بالاشخاص ذوي الاعاقة، وترى أنه "يجب ان تلزم المواطنين باحترامها في الاطار الذي يخص العمل البلدي، والقوانين البلدية، وتأهيل الارصفة كي لا تكون عائقا امام تحركاتهم، وتخصيص ممرات آمنة للكراسي المدولبة، ودمج التلامذة ذوي الحاجات الخاصة بالمدارس العامة، وتوفير العمل للاشخاص ذوي الاعاقة".


في اللقاءات التحضيرية لتشكيل اللائحة، شاركت السنكري بجلسات الحوار بما لها من خبرة بالشأن العام من خلال عملها الصحفي، ومن خلال علاقات بَنتها مع المناطق الشعبية، وترى أن من أبرز الأمور التي تحتاج اهتمامات خاصة هي "نهر ابو علي نظيف، ومعرض فاعل، ورصيف مؤهل، وفرص عمل للمعوقين، ومواجهة البطالة، والمحافظة على المساحات الخضراء والاهتمام بالبيئة بصورة عامة. وتقول: "نحن بحاجة فعلاً إلى عمل بلدي منظم يعيد صورة المدينة الحضارية التي انتهكتها الأحداث الطويلة، وابسط الأمور ضبط المخالفات، وتنظيم الشوارع، وحركة السير، ورفع النفايات".
تناولت سنكري أوضاع المناطق الشعبية، وقالت: "تعرفت على الناس، وشعرت كم نحن بعيدون عن واقعهم وحاجاتهم في التبانة وجبل محسن وضهر المغر وسواها، ومن واجباتنا القيام بتنميتها والتعويض على ما خسرته في الحروب العبثية التي جرت فيها".


تمثلت النساء بأربعة مقاعد في المجلس البلدي السابق، لكن اللائحة التوافقية تضم سيدة أخرى فقط إلى جانب سنكري التي لا ترى في ذلك تراجعا عن تمثيل المرأة، وتعلق بقولها: "لا اعلم ما السبب، ولكن القصة غير مقصودة، فالنساء ممثلات في كل اللوائح، وان بعدد اقل، ولكن للمرأة دورها الفعال، ونجحت في كافة المراكز، وتؤدي بكفاءة في اغلب جمعيات المجتمع المدني، والمرأة الطرابلسية حاضرة دائما في مختلف المنتديات، ولها حضور دائم ومميز".


ازدحام الجدران
تزدحم جدران المدينة بصور المرشحين، وتقلّ عند البعض منهم، ومن بينهم السنكري التي ترفض تعليق الصور على الجدران، وتقول: "نحن لدينا قضية، ونزلنا بعض صور على بانوهات للتعريف، وفي كل لوحة إعلانية رسالة وموضوع عن القضية التي نناضل من أجلها، ولأن مشاركتنا تنحصر بالعمل الحضاري والخدماتي والبلدي، فمن المفترض ان لا نشوه جدران مدينتنا. فمن ضمن برنامجنا انقاذ هذه الجدران من غزو النعوات المخيف، وبقية الملصقات باختلاف انواعها".


وعن الأولويات التي ترى أن يوليها فريقها الأهمية، قالت: "تقييم وتفعيل الهيكل التنظيمي للبلدية بتعزيزه بخبرات متخصصة، والحد من الروتين الاداري، وتكوين مجلس استشاري مهني تطوعي نستفيد من رؤيته للمشاريع التي تهمّ المدينة. وإيلاء مبدأ الشفافية والمشاركة من المواطن مباشرة مع المجلس البلدي عبر موقع البلدي الالكتروني الذي يجب ان ينشأ".


كما عددت نقاط اهتمام أخرى مثل تحديث وتفعيل دائرة الشكاوى، تتلقى اقتراحات وملاحظات المواطنين، وتأمين الخدمة الالكترونية التي تساعد تواصل الناس مع البلدية، والاطلاع على الخدمات التي تسهل حياتهم، وتفعيل الانشطة التي تعزز ثقافة المحاسبة والمساءلة، فلا يجب ان نضع ايدينا بالماء البارد باننا وصلنا الى المراكز بل نحن نطلب من الناس المحاسبة".


وعلى المستوى العملاني، إعادة دراسة المشاريع التي لم تنفذ، مثل محطات التسفير الجنوبية والشمالية، ومحطة الصرف الصحي، والاوتوستراد الساحلي الغربي، والحزام الدائري الشرقي المتوقف حاليا في منطقة الهيكلية، وتفعيل العمل في معرض رشيد كرامي، وسوق الخضار الجديد، وتفعيل عمل دائرة العلاقات العامة والدولية (التوأمة)، وتنظيم الافادة من الهبات استنادا الى برامج متكاملة مقدمة من المجلس البلدي للجهات المانحة، واعادة تأهيل المناطق الداخلية للمدينة، والاهتمام بثروة طرابلس الاثرية، وتسهيل متطلبات السياحة فيها، وتطبيق مشروع project pilote لتنمية المناطق الاكثر فقرا في طرابلس وتأمين مستثمرين وشركاء لإنجاح المشروع.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم