الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الفراغ في سنته الثالثة: دوّامة الحلقات المفرغة \r\nتحرّك اميركي حيال النفط والعقوبات واللاجئين

الفراغ في سنته الثالثة: دوّامة الحلقات المفرغة \r\nتحرّك اميركي حيال النفط والعقوبات واللاجئين
الفراغ في سنته الثالثة: دوّامة الحلقات المفرغة \r\nتحرّك اميركي حيال النفط والعقوبات واللاجئين
A+ A-

واكبت الأسرة الدولية بداية السنة الثالثة من أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان والتي تزامنت مع الذكرى الـ16 لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي بمزيد من القلق من استمرار تداعيات هذه الأزمة من غير ان تبدو لدى المجتمع الدولي أو لدى الوسط السياسي الداخلي أي ملامح جدية لاختراق الأزمة. ولعلها من المفارقات اللافتة التي برزت في الذكرى الثانية لشغور رئاسة الجمهورية ان باريس أعلنت فجأة ارجاء الزيارة التي كانت مقررة لوزير الخارجية الفرنسي جان - مارك ايرولت لبيروت امس واليوم الى 10 تموز و11 منه "بالاتفاق مع السلطات اللبنانية لأسباب تتعلق بمواعيد الوزير الفرنسي"، الأمر الذي رسم علامات شكوك داخلية عبرت عنها بعض الاوساط من منطلق اعتقادها ان التحرك الفرنسي لا يزال يصطدم كما في السابق بالعقدة الايرانية لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية. ومعلوم ان زيارة ايرولت كانت تلحظ لقاءات واسعة مع الأفرقاء السياسيين سعياً الى بلورة تصوّر يمكن باريس التحرك على أساسه في ديبلوماسيتها المكوكية بين ايران والمملكة العربية السعودية سعياً الى تحييد الاستحقاق الرئاسي عن الصراعات الاقليمية. واعتبرت مصادر وزارية أن ما أعلنته وزارة الخارجية الفرنسية والتنمية الدولية عن مبرر إرجاء الوزير جان - مارك ايرولت زيارته التي كانت مقررة "بسبب ضغط في روزنامة العمل"، يثير التساؤل وخصوصاً بعد الحديث عن أهمية هذه الزيارة إنطلاقاً من دور فرنسي مواكب للتطورات في لبنان. وتخوّفت من أن يكون وراء إرجاء الزيارة تبدّل في اولويات باريس لإدراكها أنه لا معطيات تسمح بإحداث خرق في جدار الأزمة اللبنانية حالياً.
ورأت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية فيديريكا موغيريني مع دخول لبنان سنته الثالثة من دون رئيس ان "لبنان لا يستطيع ان ينتظر ايجاد حلول لمشكلات المنطقة ليجد حلاً لهذه المسألة". وقالت في بيان إن الاتحاد الأوروبي "يحث القوى السياسية اللبنانية وجميع الجهات المعنية على وضع المصالح الحزبية والفردية جانباً وايجاد تسوية قابلة للاستمرار لانتخاب رئيس على وجه السرعة".
أما الجانب الديبلوماسي الآخر الذي برز متزامناً مع هذه الذكرى، فتمثل في زيارتين متلازمتين لموفدين أميركيين لبيروت أمس واليوم هما مساعد وزير الخزانة لشؤون الارهاب دانيال غلايزر ومنسق شؤون الطاقة الدولية آموس هوكستاين. وعلى رغم ان مهمة كل من الموفدين تختلف عن الأخرى فإن وجودهما معاً في بيروت أضفى دلالة على نوعية الاولويات التي تعنى بها الولايات المتحدة في الواقع اللبناني الحالي. واذ خصص هوكستاين تحركه لحض المسؤولين اللبنانيين على اصدار مراسيم التنقيب عن النفط والغاز، فإن مهمة غلايزر اكتسبت طابعاً أكثر الحاحاً لكونها تتعلق بموضوع تنفيذ قانون العقوبات الأميركي على "حزب الله" وآليات تطبيقه والتداعيات التي يرتبها ذلك على لبنان. وقد عقد غلايزر لقاءات علنية وأخرى بعيدة من الأضواء كان أبرزها مع وزير المال علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وعلمت "النهار" ان الاوساط الرسمية أبدت إرتياحها الى نتائج هذه المحادثات. وأوضحت هذه الأوساط ان المسؤول الاميركي لم يأت الى لبنان ليزيد الأمور تعقيداً، بل أتى من أجل إستطلاع الوضع اللبناني وتكييف العقوبات مع الوضع اللبناني من غير أن يعني ذلك وجود مساومة أو تراجع أو إتخاذ تدابير جديدة.


باور
في غضون ذلك، نقل مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى عن المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السيدة سامانتا باور أمس اشادتها بلبنان حكومة وشعباً اللذين "يتحملان عبئاً هائلاً" باستضافة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين عبروا الحدود، فضلاً عن اللاجئين الفلسطينيين، موضحة أن القمة التي سيعقدها الرئيس باراك أوباما في أيلول المقبل على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة ترمي في جزء منها الى "توزيع اللاجئين بصورة منصفة عبر العالم".
ورداً على سؤال لـ"النهار" عن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون عن التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين عبر العالم وما أثاره من لغط في لبنان، قالت باور إن "لبنان يتحمّل عبئاً هائلاً، وهذا لا يتعلق بالحكومة اللبنانية فحسب بل أيضاً أن الكثير من العائلات اللبنانية فتحت أبوابها وقلوبها ومطابخها للسوريّين الذين عبروا الحدود"، مشيرة أيضاً الى اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في لبنان منذ سنوات طويلة والفلسطينيين الذين فروا من سوريا الى لبنان. وأضافت: "نحن ممتنون للخطوات التي اتخذها لبنان". وشددت على أنه "لا استثناء في الواجبات والمعاهدات الدولية"، وأن "سبب وجود المعايير والأعراف الدولية هو محاولة ضبط الأعمال في هذا المجال".
وأفادت أن "جزءاً من السبب أن الرئيس أوباما قرر استضافة قمة عن اللاجئين في الجمعية العمومية الأخيرة له رئيساً (...) هو النظر في كيفية حل عبء العناية باللاجئين وإعادة توزيعهم بطريقة منصفة عبر العالم". وذكرت أن هذا الأمر يتعلق بلبنان أو تركيا أو الأردن حيث "العبء الأكبر" للاجئين من سوريا. ولفتت الى أن "هناك مسألة تتعلق بكيفية إعادة توطين اللاجئين على المدى البعيد أو حتى يمكن التعامل ومعالجة الظروف المسببة للجوء. لهذا السبب قرر الرئيس أوباما تولي رئاسة القمة". وأشادت بانعقاد القمة الإنسانية لأن "بلداً مثل لبنان مد يد العون في حال الطوارىء، لديه حاجات تنموية تفاقمت بسبب تدفق اللاجئين. وهذا ما يتعين على المجتمع الدولي ألا ينساه".


سلام
في غضون ذلك، ترددت أصداء الموقف الذي اعلنه مساء الاربعاء رئيس الوزراء تمّام سلام عبر "تلفزيون لبنان" واعتبر فيه ان "التاريخ سيسجّل اننا أفشل حكومة" وقال: "نعم نحن أفشل دولة بمقاييس التزام الدستور واستكمال عناصر الميثاقية". وحذر من ان الفراغ الرئاسي "سيراكم على لبنان السلبيات ومنها الشلل في مجلس النواب وأداء الحكومة"، كما لوّح بأن خيار استقالته التي كتبها خلال أزمة النفايات لا يزال قائماً ومطروحاً.


فرنجية
وفي الملف الرئاسي، أكد رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية مساء أمس لتلفزيون "المؤسسة اللبنانية للارسال" ان الرئيس سعد الحريري لا يزال يدعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وأشار الى انه يريد ان يكون البديل من العماد ميشال عون "اذا لم يكن ولن يكون له حظ في رئاسة الجمهورية، واذا قبل الرئيس الحريري بالعماد عون فانا أسير به". وتوجّه فرنجية الى فريق 8 آذار قائلاً: "لو فعلتم بالعماد عون ما فعلتموه معي هل كان الجنرال ليبقى ضمن التحالف؟".


مجلس الوزراء
الى ذلك أبلغت مصادر وزارية "النهار" أن جلسة مجلس الوزراء امس كانت عادية لكنها منتجة لجهة البنود التي أقرتها.أما ما يتعلّق ببند سدّ جنّة فقد رفعت الجلسة قبل الوصول اليها بسبب تجاوز الجلسة الوقت المحدد لها أي ثلاث ساعات.
وقال وزير العمل سجعان قزي إن مجلس الوزراء أقر في 19 أيار الجاري مشروع قانون لتخصيص اعتماد اضافي في الموازنة العامة لاستكمال تنفيذ الاشغال العائدة الى قضاء كسروان - الفتوح، وأبرزها: حياطة - عرمون – القطين، بكركي - غادير – عينطورة، يحشوش، استكمال الحاجز الوسطي على طريق جونية، واستكمال الحاجز الوسطي على جسر كفرذبيان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم