الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أزمة محروقات تضرب فرنسا... والسبب!

المصدر: باريس (أ ف ب)
أزمة محروقات تضرب فرنسا... والسبب!
أزمة محروقات تضرب فرنسا... والسبب!
A+ A-

بدأت فرنسا بسحب الوقود من المخزون الاحتياطي الاستراتيجي لحلّ مشكلة التزود بالبنزين مع اتساع حركة الاحتجاج على تعديل قانون العمل لتشمل بعض المصافي والمرافئ النفطية. وفي مواجهة اتساع الاحتجاجات الاجتماعية التي تركز على عرقلة التموّن بالبنزين وقطاع النقل، تعمل الحكومة الفرنسية على تفادي حالة من الشلل في البلاد قبل اقل من ثلاثة اسابيع من بدء مباريات كأس أوروبا لكرة القدم. وتطور النزاع الذي نشأ عن معارضة تعديل قانون العمل وبات يتخذ شكل المواجهة بين الحكومة الاشتراكية والاتحاد العام للعمل (سي جي تي) المقرب تاريخيا من الحزب الشيوعي وأكبر نقابة عمالية في فرنسا، بعد ان باتت الاضرابات والاحتجاجات تشمل مصافي نفط ومستودعات للوقود ومرافئ، وتُهدد بأن ينتقل الى وسائل النقل العام. وردّت النقابة العمالية عبر تكثيف تحركها بعد استخدام قوات الشرطة فجر الثلاثاء القوة لفك الطوق عن مصفاة لتكرير النفط ومستودع للبنزين في "فوس سورمير" قرب مرسيليا جنوب شرق البلاد بعد ان احتل مداخلها مساء الاثنين ناشطون من الاتحاد العام للعمل المعارض لتعديل قانون العمل الذي يعتبر انه يخدم مصالح الشركات.
وشملت حركة الاحتجاجات الثلاثاء ستًّا من اصل ثماني مصافٍ لتكرير النفط في البلاد في حين كانت الحركة تشمل اربعا في السابق، مع ازدياد بؤر الاحتجاج. وكان اثنان من المرافئ الرئيسية في مرسيليا في الجنوب وهافر في الشمال يستعدان للانضمام الى حركة الاضراب. وفي حال نفّذ العاملون في مرفأ هافر النفطي الذي يؤمن 40% من واردات فرنسا قرارهم بالاضراب اعتبارا من مساء الثلاثاء فان "مطارات باريس ستصبح بلا وقود خلال خمسة الى ستة ايام" وفق رئيس بلدية المدينة ادوار فيليب.
وفي قطاع النقل، يتوقع ان يتم إلغاء 15% من الرحلات في مطار اورلي الباريسي وهدّدت نقابات العاملين في الطيران المدني بالاضراب من 3 الى 5 حزيران، مع احتمال اضراب سائقي مترو الانفاق والقطارات بعد دعوة الاتحاد العام للعمل العاملين في السكك الحديد الى الاضراب كل اربعاء وخميس .وهو سيناريو تخشاه الحكومة التي تتوقع قدوم سبعة ملايين زائر الى فرنسا اعتبارا من 10 حزيران/يونيو لمباريات كأس أوروبا 2016. وبعد شهرين ونصف شهر من طرح تعديل القانون الذي تصرّ الحكومة على تمريره، ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء بإغلاق المنشآت النفطية باعتباره "استراتيجية الاقلية".
وتسبّب تطويق مصافي النفط بتهافت الناس على محطات الوقود، ولكن وزير الدولة للاقتصاد الان فيدالي دعاهم الى "عدم الاستسلام للهلع" وحاول تهدئتهم بقوله ان نحو 20% من المحطات مغلقة او تعاني من نقص حاد من اصل 12 الف محطة في البلاد. وشاع شعور بالقلق لدى الشركات ودعت غرف التجارة والصناعة الى الحكمة و"وقف محاصرة المصافي التي تضر بالاقتصاد وبالشركات الفرنسية". وحذرت شركة توتال التي تشغل خمسا من المصافي المطوقة من انها ستعيد النظر في استثماراتها في القطاع في فرنسا. وتتوقف التطورات الى حد كبير على ما ستقوم به الحكومة، وفق ما ذكر عدد من الصحف الفرنسية الثلاثاء. وكتبت "ليبراسيون" ان حركة الاحتجاج تراجعت في الجامعات وحركة "الوقوف ليلا" في ساحة الجمهورية في باريس "تخبو".
ويبدو ان حركة احتجاج سائقي الشاحنات التي بدأت قبل اسبوع تراجعت كذلك بعد ان وعدتهم الحكومة بدفع ساعات العمل الاضافية. اما اضراب السكك الحديد الاثنين فشمل شبكة باريس وضاحيتها.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم