الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

صلاح ستيتية مكرّما في الجامعة الأنطونية: نار الشعر أو نوره

المصدر: "النهار"
صلاح ستيتية مكرّما في الجامعة الأنطونية: نار الشعر أو نوره
صلاح ستيتية مكرّما في الجامعة الأنطونية: نار الشعر أو نوره
A+ A-

يستحقّ الشاعر صلاح ستيتية منّا التكريم، إن كان يحلّ للمرة الأولى أو للمرة الألف. ذلك ان الشاعر الذي احترف التجوّل في فسحة قصيدته بين أروقة الحياة فاعتنقها كأنه يتعبّب المياه، لا يزال الصوت النضر، وفي سنّه المتقدّمة حتى.


القصيدة عند ستيتية تعبير بليغ يستلهم الفرنسيّة لساناً ويستحضر الإرث العربي والإسلامي ويغرف من حضارات العالم أيضا وأيضا. القصيدة عنده ملوحة وخشونة وهواء عليل وسماء وأقفاص وحرية وصقور ودمعة ستتمهّل "الجامعة الأنطونية" عند جميع مكوّناتها في احتفاليّة أرادتها بعنوان يبوح بالكثير: "ماءُ الشعر نارُه"، في استحضار لتلك الثنائية التي تتكامل في عزّ تعارضها الباين.
لا شكّ في أنها ليست هذه المرة الأولى التي تخصّص فيها لستيتية لحظة تكريم في إطار جامعي أو خارجه، غير ان لحظة التكريم اللبنانيّة هذه لا يمكن أن تعتبر إضافةً فحسب. ذلك أن الترحيب في المنزل الأول، وإن تكرّر، لا بدّ أن له طعماً على حدة.
في الدعوة إلى التكريم يبرز نعت "سفير الحرائق" دون سواه في وصف ستيتية، والحال أن الشاعر والدبلوماسي يشعل ألسنة نار عاتية من حوله شعراً، فيترك عند موانىء النفوس المتعطشة للمعرفة سفناً ملتهبة. لا تعرف القصيدة عنده المهادنة، ذلك أنها تبحث دوماً عن ذرّ الإستفزاز الفكري عند متلقيها.
في الثامن والعشرين من أيار وفي حرم الجامعة الأنطونية في الحدث في بعبدا، سيحتفل بالشعر من خلال ستيتية، وسترفع الستارة عن لوحة تذكاريّة باسمه ويقدّم كتاب "إسم علم-10" باللغتين العربية والفرنسيّة الصادر لدى "منشورات الجامعة الأنطونية" وفي كنفه نصوص لأدباء وباحثين لبنانيين وأوروبيين.
تتخلّل الإحتفالية مقابلة مصوّرة مع المكرّم في دارته الفرنسيّة، فنطلّ على تلك المدينة الملاذ حيث استقرّ الشاعر منذ تقاعده من الدبلوماسية من دون التخلي عند دماثتها. غير ان تلك الرحلة التي أخذته بعيدا من أرض الولادة لم تجعله يكفّ عن الابتهاج بروح الطفولة اللصيقة بها. لا تزال قصيدته تضجّ بتلك المصابيح والأنوار المنبعثة من الشرق ولا تزال قصيدته تدين إلى تلك اللياقة اللغويّة والفساحة الغنائيّة المعهودة عنده.
لبنان تلك القطعة المفقودة في جدارية الجنّة، قال فيه صلاح ستيتية مرة انه غارق تحت التفاح وعناقيد العنب والدراق والفحم في عين النساء، فحم رهن الشرارة، يوشك أن يشتعل.
الموعد في 28 أيار إذا مع كلمة ستيتية لنقلّب في مسار تخلّله الشعر والبحث والسيرة والكتاب الجميل.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم