الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حرر فكرك - نستحقّ الضرب بالأحذية لأننا بلا رئيس!

عقل العويط
عقل العويط
حرر فكرك - نستحقّ الضرب بالأحذية لأننا بلا رئيس!
حرر فكرك - نستحقّ الضرب بالأحذية لأننا بلا رئيس!
A+ A-

تفوه علينا! بالأحذية نستحقّ أن نُضرَب، لأننا لا نستحقّ لبنان، ولا نستحقّ وجود الدولة الديموقراطية، المدنية.
مضت سنتان بالتمام والكمال، ونحن بلا رئيس. هل تعرفون ماذا يعني ذلك أيها اللبنانيون الصغار؟ يعني أننا لم نبلغ سنّ الرشد السياسي. وأننا متخلّفون عقلياً. في الحقيقة، نحن سعداء بتخلّفنا، ونتمرّغ فيه، كما يتمرّغ العشّاق في أسرّتهم. يا لها علاقة لفظية ذات دلالة بين السعادة والسعدان. فنحن سعادين، نضحك على أنفسنا، معتقدين أننا نضحك على الآخرين. نجلس على أقفيتنا، ونقهقه كالبلهاء. بل نحن بلهاء حقاً. فنحن اللبنانيين مهرّجون من الدرجة الترسو الأخيرة، ولا نستحقّ إلاّ المعس والطرد.
لو كنّا غير ذلك، لما كانت حَكَمَتنا الوصاية السورية سابقاً، ولما كانت تحكمنا الوصاية الإيرانية راهناً. ولما كنّا مسلوبي الإرادة بين هذه وتلك من دول الخليج والعالم، ماضياً وحاضراً.
لو كنا نحن اللبنانيين كباراً، وأهل كرامة، لكان علينا أن ننتفض على أنفسنا، وعلى الأمر الواقع المهين، ولكان علينا أن نفرض "بالقوة المعنوية" و"بالقوة المادية"، الديموقراطية طبعاً، انتخاب رئيس للجمهورية. لكننا مخصيّون، بالمعنى الرمزي للكلمة، وبالإذن من الآنسات والسيدات.
نحن صغارٌ صغار، وأهل ذلّ وحقارة. يبصق العالم على وجوهنا فنقول له إنها تمطر. كلّ مَن يتزوّج أمّنا يصير عمّنا، وكلّ مَن يضع يده على بلدنا وقرارنا، يصير - ترغيباً أو ترهيباً - حبيبنا وسلطاننا. ونحن - لأننا خانعون - نعشق الملوك والسلاطين وأهل الاستبداد مطلقاً.
إننا على صورة زعمائنا وقادتنا ونوّابنا. فهؤلاء هم الصغار الصغار وأهل الذلّ والحقارة بامتياز. خصوصاً منهم "ممثلي الأمة" الذين يمتنعون عن النزول إلى المجلس لانتخاب الرئيس. يمكننا أن نسمّي هؤلاء بالأسماء واحداً واحداً، ولن نحال على محكمة بتهمة القدح والذمّ والتشهير.
ماذا نحن؟ نحن مصابون بمرض واضح وخطير. نعشق التعامي عن الحقائق؛ نراها أمامنا بالعيون المجردة، لكننا نتغاضى. نحن أيضاً مرضى انتفاخ الذات، متشاوفون، شوفينيون، عنصريون، مدّعون، متفلسفون، آكلو هواء، انتهازيون، نعاماتيون (من نعامة)، ودافنو كرامة في الوسخ والمزابل.
بلادنا تختفي عن الخريطة الكيانية والوجودية والجيوسياسية، يوماً بعد يوم؛ مرةً بالتفكيك، ومرةً بالتفريغ، ومرةً ثالثةً بالتوطين والتجنيس. وهلمّ!
فماذا ننتظر؟
لو كان فينا دمٌ حقيقي، لانفجر الدم في شراييننا وعروقنا. لكن دمنا ممصول، أيها اللبنانيون، ومسرطن. مَن دمُهُ كذلك، مصيرُه الحجر، والطمر في المطامر الصحية، بل الحرق في معامل مُحكَمة الغلق، خشية انتقال العدوى.
لكن هذا الوصف كلّه لا يكفي. صحيحٌ أنه قد يفشّ خلق البعض، لكن يجب أن لا نكتفي به، لأنه لا يحبّل. واجبنا أن نفعل شيئاً بالقوة الديموقراطية الإيجابية. ثمة من بين اللبنانيين (والنواب طبعاً) مَن يريد انتخاب رئيس للجمهورية. هؤلاء ليسوا قلة. فليذهب هؤلاء إلى الرئيس نبيه برّي، وليقنعوه بالنصف زائداً واحداً. مسؤوليته التاريخية تقتضي منه أن يفعل شيئاً غير المتوقع والمنتظر. فليفعل هذا الشيء بالذات.
من العار أن ننتظر الوحي الخارجي، السعودي - الإيراني. ومن العار أن نظلّ نراوح مكاننا في الحلقة المفرغة الرهيبة.
نحن اللبنانيين (والنواب طبعاً) مسؤولون. فلنتحمل مسؤوليتنا، ولننتخب لنا رئيساً.
... وإلاّ فلنُضرَب بالأحذية!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم