الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

حارة صيدا: هل تعود المياه الى مجاريها بين بري والشقيقين الزين؟

المصدر: "النهار" - صيدا
احمد منتش
حارة صيدا: هل تعود المياه الى مجاريها بين بري والشقيقين الزين؟
حارة صيدا: هل تعود المياه الى مجاريها بين بري والشقيقين الزين؟
A+ A-

اتّسمت الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب، خصوصا في منطقة صيدا، بالغرابة والاثارة، لما رافقها من توتر وتشنج وحدّة بين اهل البيت الواحد. وما شهدته حارة صيدا يصحّ فيه القول ان دارة الرئيس نبيه بري في المصيلح، وضمنها حركة "امل"، انتصرت على المصيلح وحركة "امل" في حارة صيدا.


للوهلة الاولى، يبدو الامر مستغربا، ويحمل في طياته علامات تعجب واثارة وتساؤل كثيرة، اذ كيف يمكن المصيلح و"امل" ان تنتصرا في معركة حارة صيدا، بعد هزيمة غالبية مرشحي لائحة "الوفاء والتنمية" التي شكّلها تحالف "امل"–"حزب الله"، بمباركة المصيلح وتوقيعها، وفوز لائحة "وحدة حارة صيدا"، برئاسة رئيس البلدية سميح الزين الذي اقصته المصيلح و"امل" عن لائحة "الوفاء والتنمية"؟


والجواب جاء سريعا من الزين نفسه، بعد وقت قليل من اعلان النتائج، واكتساح غالبية مرشحي لائحته الاصوات. فسارع الى اهداء فوز لائحته الى الرئيس بري، معلنا ان "الرئيس بري وخط "امل" والمقاومة ونهج الامام المغيب موسى الصدر هم الذين فازوا في الحارة".


لولا مسارعة الزين...
قبل اكثر من سبعة اشهر، تقدم سبعة اعضاء محسوبين على "امل" بإستقالتهم من المجلس البلدي لحارة صيدا (15 عضوا)، احتجاجا على ما سمّوه "تفرد رئيس البلدية سميح الزين بكل القرارات وعدم استماعه الى الرأي الآخر"، داعين الى "اجباره على التنحي، واخلاء كرسي الرئاسة".


اجروا اتصالات عدة، وكثّفوا اللقاءات في الحارة ومع المصيلح، من دون التوصل الى نتيجة، مما جعل البلدية مشلولة ومنحلة. ووضعت يومذاك في تصرف محافظ الجنوب منصور ضو. ورغم ذلك، لم يتأثر الزين بالضغوط التي مورست عليه، ولم ينصَع ايضا لنصائح المصيلح بالتنحي او معالجة الخلاف مع اعضاء "امل" في الحارة.


وبقي في الوقت نفسه على موقفه المؤيد لبري، علما انه شكّل من اعوام طويلة مع شقيقه رئيس "رابطة مخاتير الزهراني" خليل الزين، خط الدفاع الاول عن بري اولا، و"امل" و"حزب الله" ثانيا، خصوصا خلال الاحداث الاليمة بين "امل والفصائل الفلسطينية ومخيمي عين الحلوة والمية ومية القريبين من حارة صيدا، وايضا خلال الاحداث الدامية في عبرا بين الجيش ومسلحي الموقوف الشيخ احمد الاسير. وكان لتلة مار الياس في الحارة المواجهة لعبرا، ومربع الاسير فيها، دور مميز في حسم المعركة لمصلحة الجيش.


خلال التحضير للانتخابات، تشكلت في الحارة لجنة انتخابية. وبعد فشلها في التوصل الى لائحة توافقية، اسفرت اتصالاتها ولقاءاتها داخل الحارة ومع المصيلح عن تشكيل لائحة باسم "لائحة الوفاء والتنمية"، مدعومة من "امل –"حزب الله". وقد استُبعد منها الشقيقان سميح ومصطفى اللذان كانا في صراع وخلاف على افضلية من يترشح بينهما لرئاسة البلدية.


لكن بعد اعلان لائحة "الوفاء والتنمية"، تصالحا فورا، وتمكنا من تشكيل لائحة "وحدة حارة صيدا". وكان لافتا فيها تضمنها اسماء المرشحين الثلاثة المحسوبين على "حزب الله" الموجودين في لائحة "الوفاء والتنمية". واوضحت مصادر اللائحة لـ"النهار" ان "ترشيح المحسوبين على الحزب هدف الى التأكيد ان معركتنا ليست معهم، واننا سنبقى متحالفين مع الحزب، وداعمين لنهج المقاومة".


كان يمكن ان يكون لنتائج المعركة التي جاءت لمصلحة الزين، وقع اكبر وتداعيات اسوأ، لولا مسارعة الزين الى اهداء فوزه الى الرئيس بري، واعلان البقاء وفيا له وتحت عباءته. وكان يمكن ان تحصل التداعيات نفسها لو خسر الزين وفازت اللائحة المنافسه له. ويبقى السؤال: هل تعود المياه الى مجاريها بين الرئيس بري والشقيقين سميح ومصطفى الزين؟


قال مرشح بارز في لائحة "وحدة حارة صيدا" لـ"النهار": "لو خسر الزين، لكان "حزب الله" الرابح الاكبر، خصوصا انه وقف على الحياد، ولم ينحَز الى فريق ضد آخر، مما يعني ان الزين وآخرين في عائلته كانوا سينضمون الى الحزب كرد فعل طبيعي على محاولة "امل" استبعاده واقصاءه عن الشأن العام في بلدته التي نفذ فيها انجازات ومشاريع انمائية وتربوية وصحية وتجميلية ورياضية كثيرة، اضافة الى مبنى القصر البلدي. ومعظم هذه الانجازات يحمل اسم الرئيس بري".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم