السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"خمسة أحرف سعودية عزيزة"

راجح الخوري
"خمسة أحرف سعودية عزيزة"
"خمسة أحرف سعودية عزيزة"
A+ A-

كيف استطاع السفير السعودي علي عواض عسيري الذي جمع العائلة اللبنانية في البيت السعودي الذي طالما حضن هذا البلد الصغير وعامله كواسطة العقد ومقلة العينين، والذي يحبه الملك سلمان ويحتفظ له بمكانة مميزة في الاهتمام والحدب، فعلاً كيف إستطاع عسيري ان يتعمّد ذِكر لبنان ٣٥ مرة تباعاً في كلمتة الحارة، التي ان دلّت على شيء فإنما على مدى اهتمام المملكة بلبنان، الذي ليت أهله وسياسيوه يحبونه بمقدار ما فاضت تلك الليلة على ما قرأنا.


منذ بداية كلمته حرص على ان يأتي توقيعه السياسي واضحاً وجلياً : "ان سجلّ العلاقة الأخوية يجمع بلدينا بأرقام من محبة لا تحصى وبتوقيع من خمسة أحرف عزيزة... لبنان".
وكانوا كلهم هناك في البيت السعودي الذي حرص عبر تلك المناسبة، على التأكيد ان المملكة بكل قياداتها ستبقى الداعم الأساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والأمني وصيغة العيش المشترك، وليس صحيحاً قط ما يشيّعه المغرضون من أنها تخلت عن لبنان.
كانت العائلة السياسية اللبنانية كلها تقريباً هناك، فلقد تعمّدت الرياض عبر سفيرها ان تجمعها في الحضن السعودي عشية رمضان المبارك، على رجاء ان يحفر الكلام عميقاً في العقول والقلوب" لبنان لكم فلا تتخلوا عنه، لبنان يناديكم فلبوا النداء، لبنان يستحق بذل الجهد فلا توفروا جهداً في سبيله، لبنان أمانة في أعناقكم فأحرصوا على الأمانة".
من الناقورة الى النهر الكبير هذا الكلام يضج في صدور اللبنانيين جميعاً، وهذا الرجاء يعتمل في نفوسهم، لهذا تعمّدت السعودية ان تستخلص بلسان سفيرها، ما يريده كل لبناني مخلص في هذه المرحلة الدقيقة من عمر المنطقة والوطن "نعم للبنان الوحدة، نعم للبنان العيش المشترك، نعم للبنان المصالحة، نعم للبنان الرئيس الجديد، نعم للبنان الغد المشرق والسلام والاستقرار والازدهار".
كانوا كلهم هناك تقريباً في البيت السعودي، وسمعوا الكلام الذي يحلم كل لبناني بأن يسمعه أمس قبل اليوم، من رئيس جديد للجمهورية، ومن حكومة متوافقة متفاهمة متعاونة تنتشل لبنان من المهاوي، ومن سياسيين ومسؤولين يعملون أسرة واحدة لوطن واحد من "خمسة أحرف عزيزة... لبنان".
الحبر كان سعودياً وكان النبض دافئاً وكانت الأبجدية حدباً ومحبة صافية، لكن السفير عسيري تحدث بحرص أخوي وبلسان لبناني وبقلب لبناني، يتحرّق لخروج لبنان من عنق الزجاجة التي دخل اليها "وصدقوني ان الأفكار تعتمل في داخلي كأي واحد منكم"... مناشداً اياهم جميعاً ما تريده السعودية وتعمل من أجله: "بادروا الى إنقاذ لبنان الوطن الذي له في البيت السعودي مكانه الراسخ، وفي القلب السعودي نبضه الأخوي المحب".
لكنهم أكلوا جيداً وتضاحكوا عالياً، ونأمل في أن يكونوا قد استمعوا جيداً!


[email protected] - Twitter:@khouryrajeh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم