الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"لوين يا طوني بكير كتير"... لعنة الطرق خطفت حياة مهندس الطيران

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
"لوين يا طوني بكير كتير"... لعنة الطرق خطفت حياة مهندس الطيران
"لوين يا طوني بكير كتير"... لعنة الطرق خطفت حياة مهندس الطيران
A+ A-

طريق عام نيو رياق ارتوت أمس بدماء شاب قبل أن يحقق حلمه الذي تخطى الأرض، ووصل الى السماء، فقد رحل طوني ساسين قبل أن يكمل دراسته في هندسة الطيران في حادث مروع بعد منتصف الليل، خطفه الموت تحت جناح الظلام خجلاً من فعلته بحرمان عائلته من صغيرها والقضاء على مستقبله.
عند الساعة الواحدة والنصف صباح اليوم، تغيّر مصير عائلة ساسين وتلطّف القدر بعائلة لالو بعد أن اكتفى شبح الطرق من أخذ طوني (22 عاما) والرحيل بعيداً من دون صديقه كمال الذي كان برفقته. بلدة حوش الأمراء مصدومة من هول ما حصل، فابنها طوني كان "شعلة" تضيء أي مكان وجد فيه، أخلاقاً ومرحاً وهدوءًا، "إلى الآن لا أحد يعلم ما حصل، لا بل لا يصدق أحد الخبر المشؤوم والخسارة الكبيرة الغير المتوقعة لطالب السنة ثانية هندسة طيران في جامعة البلمند، والذي كان ينوي السهر مع أصدقائه، فإذا به تنتهي حياته ويأتي خبر وفاته"، بحسب ما قاله مختار البلدة الذي اضاف "كان طوني يقود سيارة كمال كون الأخير كان منزعجاً".


 


فقيد الجميع
"الحزن يخيّم على البلدة، فطوني فقيد كل بيت فيها، وليس فقط والده الرجل المحبوب صاحب محل بيع الألبسة الرجالية في المنطقة، ووالدته الموظفة في أوجيرو- زحلة، وشقيقته سيلين وشقيقه روي المتواجدان في كندا، بل إن الجميع يعتبرونه ولدهم، نظراً لقربه من الناس وضحكته التي لا تفارق وجهه فهو شاب "عيّيش، شببلكي"، أحب الحياة الى درجة كبيرة لكنها غدرته وطعنته قال المختار.
لم يكن ساسين ولالو وحدهما في الأمس، بل كما شرح والد كمال "كانوا ثلاث سيارات، طوني يقود سيارة ابني من نوع بي ام 328، ولم يكن مسرعاً، بدليل أن صديقه الأول تجاوزه بسيارته، وعندما تجاوزه صديقه الثاني كان طوني قد اصطدم بالحاجز الاسمنتي، لكن لم يتوقع أنها سيارته، عند وصوله الى المنزل الذي يقصده الجميع انتظر قدوم طوني وكمال لكن بعد أن مرّ وقت قليل استدرك أن الحادث الذي شاهده على الطريق كان مع ساسين وابني".


 


أين طوني؟
استخدم الدفاع المدني معدات الانقاذ الهيدروليكية لسحب طوني وكمال، ونقلا الى مستشفى تل شيحا، أدخل لالو ابن بلدة "المعلقة" والطالب سنة رابعة هندسة اتصالات ومعلوماتية في جامعة الأنطونية الى العناية الفائقة "الضربة أتت على صدره وظهره، كما أنه يعاني من رضوض في كافة أنحاء جسمه لكن نحمد الله أن وضعه مستقر"، بحسب والده لكن كما قالت عمته "هي السرعة، لولا السرعة لما كان الحادث بهذه القوة، فالسيارة لم يعد معروفاً طرازها من قوة الضربة". وشرحت "كان ابن أخي يقود، طلب منه طوني أن يستلم القيادة وعلى الرغم من أنه معروف عنه الهدوء لا نعرف ماذا جرى معه، ابن شقيقي لا يعلم إلى الآن أن صديقَه توفيَ، يسأل للاطمئنان عنه ولا تفارقه عبارة أين طوني".
حلّقت روح طوني في السماء قبل أن يتمكن من قيادة الطائرة والطيران ولسان حال كل من عرفه وأحبه "لوين يا طوني بكير كتير"، وعند الساعة الخامسة من بعد ظهر الغد سيحتفل بالصلاة لراحة نفسه في كنيسة مار الياس الحي في بلدته.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم