السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ضباب في سماء الشويفات..."التوافق" بين جنبلاط وارسلان اضمحل!

المصدر: النهار
رمزي مشرفية
ضباب في سماء الشويفات..."التوافق" بين جنبلاط وارسلان اضمحل!
ضباب في سماء الشويفات..."التوافق" بين جنبلاط وارسلان اضمحل!
A+ A-

"اشتدي يا أزمة لتنفرجي"، فبالرغم من أجواء التوافق التي وُضعت في أجوائها الإنتخابات البلدية في مدينة الشويفات، إلا أن السماء الشويفاتية يلفها الضباب الذي يصل سواداً في بعض المحطات. توافق أو لا توافق، هذا هو العنوان. هل هناك من توافق بين رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان؟ هذا هو السؤال الرئيسي الذي يسود الساحة الشويفاتية. فالتوافق الذي أشاعته المواقف خلال الأسابيع القليلة الماضية اضمحل اليوم بالترافق مع المحاولات الحثيثة لتشكيل لائحة توافقية. والتوافق الذي كان سائداً مع بداية إنطلاق التحضيرات للإنتخابات البلدية كانت دونه عقبات في التفاصيل حيث تكمن مشكلة المشاكل.


تحركات النائب طلال إرسلان لم تنقطع لجمع أقطاب العائلات في لائحة توافقية بغض النظر عن الانتماءات مع حفظ حقوق كل مكونات المدينة وأطيافها. اجتماعات ولقاءات متواصلة شهدتها السرايا الارسلانية في الشويفات التي باتت منذ اللحظة الأولى وحتى هذه اللحظة مقصد الجميع. لتظهر الصورة لائحة غير نهائية حتى اللحظة، في وقت بدا فيه الحزب التقدمي الاشتراكي كالنائم على "السبعة ونص"، لا أحد يعرف ماذا يُخبىء. من هنا بدا الانفصال واضحاً بين الفريقين.
ومع إقفال باب الترشيحات منتصف ليل الأربعاء – الخميس توقف عداد تقديم طلبات الترشيح على 53 على عضوية مجلس بلدية البشويفات، فيما سُجلت طلبات 28 للمختارين والمجالس الإختيارية موزعين على الشكل الآتي: (9 مرشحين في حي الأمراء)، (12 مرشحين في حي العمروسية) و (8 مرشحين في حي القبة). على صعيد المختارين والمجالس الإختيارية فقد تمّ زيادة مقعدي مختار لبلدية الشويفات توزعا على حي الأمراء وحي العمروسية ليصبح عدد مختاري الشويفات 9 ( أربعة في حي العمروسية) – (ثلاثة في حي الأمراء) – (اثنان في حي القبة). تجدر الإشارة الى أنه بحسب لوائح الشطب فهناك 12929 ناخباً في الشويفات بأحيائها الثلاثة سيختارون 18 عضواً للمجلس البلدي و9 مخاتير.


التوافق المبتور


ففي وقت بدأ التداول فيه باسماء لائحة وُلدت في السرايا الارسلانية وفيها وجوه مقربة من الحزب التقدمي الإشتراكي وهي مكتملة الأعضاء إلا أنها غير رسمية وقابلة للتغيير في بعض من أعضائها وهي مؤلفة من الدروز: زياد نجيب حيدر، ناصر رياض أبو نعيم، هيثم منير الخشن، هشام رفيق الريشاني، نضال الجردي، حسان أبي فرج، نسيب رامز مشرفية، خالد أسعد سعيد بو عرم، سعيد غازي السوقي، طلال وجيه صعب، وخالد أسعد القاضي.
أمّا المسيحيون على اللائحة: (خمسة روم أرثودكس) شديد الياس حنا، فادي توفيق كرم، أمين الياس جريديني، ميشال موريس الحداد وجورج رياض شقير. (منصور شفيق المحير - ماروني) (خالد ابراهيم نوفل - سني). في هذا الوقت كان هناك عدد من المرشحين المنفردين أو ممن يشكلون نواة لائحة أو أكثر غير مكتملة والذي لم يشأ الحزب التقدمي الإشتراكي على تبني أي منها، إلا أنه أقرّ بوجودها وبحيثية أعضائها، بالرغم من أن أصحابها من المنتسبين والمناصرين له. مما يدل أنّ اللعبة الإنتخابية قد تأخذ المنحى التنافسي بإمتياز.


أمام هذا المشهد يطل "المجتمع المدني" الذي يبدو مرتاحاً أكثر على وضعه من الوضع الذي كان عليه في إنتخابات 2010، لا سيما بعد الجرعة التي تلقاها من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط في آخر إطلالة تلفزيزنية له حين قال ما معناه:" هناك مجتمع مدني في الشويفات فليكن له الدور". ويعمد "المجتمع" الى الإطلالة من عدة نوافذ أبرزها ملف مطمر الكوستابرافا، الذي ظل يتصدى له حتى اللحظة الأخيرة. وقد شكّل لائحة مؤلفة من 14 عضواً من أصل 18، وهي تجمع عدداً من عائلات الشويفات من خلال الجمعيات الأهلية، ورفض مصدر في لائحة المجتمع المدني أن يُعلن عن المكان الذي ستُعلن منه اللائحة بل اكتفى بالقول "ستكون مفاجأة".


الديموقراطي اللبناني


رئيس دائرة الشويفات في الحزب الديموقراطي اللبناني منير الريشاني قال ل"النهار": "حتى اللحظة هناك معركة انتخابية بامتياز وليس هناك من توافق على شيء. المعركة ليست سياسية وليست حزبية بل بلدية من أجل إنماء المدينة، معركة بقرار من عائلات الشويفات والهدف هو البلدية".
ورأى أنه من المحتمل أن يكون أكثر من لائحة مؤكداً أن التنسيق كان ضبابياً في ما بين الحزب التقدمي الاشتراكي ومكونات "المجتمع المدني" في المدينة بادىء الأمر إلا أنه ترسخ هذا التنسيق أخيراً في ما بينهما في المرحلة الأخيرة ليكون توافقاً واضح المعالم".
وحول رأيه عما إذا كان من لقاء قريب بين الزعيمين وليد جنبلاط وطلال أرسلان حول انتخابات الشويفات، قال: "ليس هناك من ملامح للقاء كهذا أقله في المدى المنظور".


التقدمي-الاشتراكي


من جهته قال وكيل داخلية الشويفات – خلدة في الحزب التقدمي الإشتراكي مروان أبي فرج لـ"النهار": "نحن كحزب نمد يدنا للجميع ولم ندخل بشراكة في المحاصصة في العائلات. إلا أننا مع أصحاب الكفاءات لا المحسوبيات ونتطلع الى كل من يستطيع العمل والى من يتنفس حرية، الى الجميع والى المجتمع المدني وكل صاحب كفاءة من أي جهة أتى ليعمل من أجل مدينة العلم والنور والشباب الطالع لا من أجل المصالح الخاصة والذاتية".
واضاف:"بعض العائلات فرزت مرشحين واخرى نفرز منها مرشحين. نحن كحزب نعمل من أجل راحة المدينة. نعم لقد أصبح للحزب الديموقراطي مرشحوه ونحن سنصوت على اساس الكفاءة والقدرة لصالح الشويفات وأهلها".


"نقزة" المسيحي


تؤكد أكثر من جهة لدى الزعامتين الأرسلانية والجنبلاطية أن "أي خرق للأعراف بالنسبة للحضور المسيحي هو سقوط للمجلس البلدي". وتُضيف مصادر لـ"النهار" في إطار هذا الموضوع أنه في حال وجود أي تنافس أو عدم توافق يجب تحييد الشارع المسيحي منعا لخرق الأعراف والتقاليد، مع العلم أن مسيحيي الشويفات ليسوا بعيدين من أي طرف بمن فيهم المجتمع المدني. وإن أي لائحة غير مكتملة الأعضاء بدون مرشحين مسحيين ستشكل نقزة لدى الجميع، علما أن هناك مرشحين منفردين مع المجتمع المدني".
وتؤكد المصادر نفسها أن مرشحي الروم الأرثودكس على اللائحة التي قد تكون توافقية والتي ظهرت نواتها هم من رحم وشبه إجماع أبناء الرعية. أما بالنسبة إلىالمرشح الماروني (منصور المحيّر) فإنه مرشح من حي الأمراء الذي أتى به العرف الذي يقضي بالمداورة مع حي القبة بالنسبة إلى هذا المقعد".
أما منصب المخترة في حي العمروسية، فليس من منافس مسيحي للمختار أمين شقير الذي ترشح مجددا لهذا المنصب.
"النهار" إستوضحت كاهن رعية الروم ألأرثودكس الياس كرم حول الموضوع فإكتفى بالقول:" لا يقدر المسيحيون الحفاظ على الأعراف وهم في بيوتهم". في إشارة الى دعوة واضحة للمشاركة في الإقتراع".


تجدر الإشارة الى أن حفل الإستقبال الذي أقيم في كنيسة المدبر بمناسبة عيد الفصح شهد حضوراً لكافة أطياف المدينة والمرشحين فيها جميعاً بمن فيهم مرشحو "المجتمع المدني".
حتى الساعة لا تُعتبر اللائحة المكتملة التي وُلدت في السرايا الأرسلانية بالرغم من ضمها لعدد من الوجوه المحسوبة على الحزب التقدمي الإشتراكي توافقية في إنتظار الأيام القليلة القادمة التي ستحدد عما إذا كان هناك توافق حقيقي جدي في الشويفات، بين الحزبين النافذين على الأرض التقدمي الإشتراكي والديموقراطي اللبناني الى جانب مواقف الأحزاب الباقية من هذا التوافق. إلا أنه في كلتا الحالتين، فإنه لا يمكن فصلالوضع في الشويفات على مناطق أخرى في الجبل والتي من المحتمل أن ينسحب الوضع برمته اليها إما توافقاً أو بالعكس لتبقى الخشية من أن ينتقل الصراع في ما بين العائلات على إدارة البلديات الى صراع لتصفية حسابات سياسية يقلب الطاولة ويُعيد خلط الأوراق، فهل يا ترى سيُبدّد تلك المخاوف أي لقاء قريب قد يجمع جنبلاط – أرسلان؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم