السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مصير مسلمي لبنان والشرق الأوسط في حال وصل ترامب الى البيت الأبيض

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
مصير مسلمي لبنان والشرق الأوسط في حال وصل ترامب الى البيت الأبيض
مصير مسلمي لبنان والشرق الأوسط في حال وصل ترامب الى البيت الأبيض
A+ A-

ثلاث نقاطٍ أساسية تشكّل هواجس عالمية حيال أداء رجل الأعمال والمرشح الجمهوري #دونالد_ترامب الحالم في الوصول الى البيت الأبيض. الأولى نظرته العدائية تجاه المسلمين. والثانية تعامله الفوقي مع دول العالم أجمع بدءاً من أميركا اللاتينية ومروراً بأوروبا ووصولاً الى الصين بحثاً عن مكاسب ماديّة مقابل ما يعتبره خدمات أمنية وعسكرية تقدّمها الولايات المتحدة. أما النقطة الثالثة والأبرز، تلخّصها الإشكالية التالية: "ماذا يريد ترامب فعلاً من ترشّحه وماذا سيفعل في حال وصل الى البيت الأبيض"؟
لا يأخذ الخبير في الشؤون الأميركية السفير السابق لدى الولايات المتحدة رياض طبّارة، مواقف ترامب وأحلامه على محمل الجدّ، ويقول في حديثٍ لـ"النهار": "ترامب يعلم في قرارة نفسه أنه لا يمكنه أن ينفّذ أي شيءٍ من كلّ الوعود الاستعراضية التي يطلقها. غايته الوحيدة الوصول الى البيت الأبيض. ولكن المشكلة التي تطرح نفسها هنا، هي أن لا أحد يعلم ماذا في رأس ترامب، وما يمكنه أن يفعل في حال صار رئيساً للولايات المتحدة الأميركية".
نسأله: "كيف تقرأ السياسة الخارجية التي يمكن ترامب أن يتبعها حيال منطقة الشرق الأوسط بما فيها لبنان؟". يجيب: "لا أعتقد ان لدى ترامب سياسة خارجية في الأصل. وهو قاد غالبية مراحل حملته الانتخابية من دون وجود مستشار للشؤون الخارجية. ما يحصل أن هذا الرجل يتكلّم أشياء متضاربة مع بعضها ولا يمكن أن تحقق". وعن مسألة منع المسلمين من دخول #الولايات_المتحدة، يؤكّد أن هذا الاجراء لا يمكن أي رئيس جمهورية ان يتخذه بمفرده. عليه أخذ موافقة الكونغرس الذي بدوره لن يعطيه أي صلاحية في هذا الموضوع حتى ولو كان منتمياً الى الحزب الجمهوري.
"لماذا تراهن على أن الكونغريس لن يوافق على مطاليبه التي شكّلت محوراً أساساً في تكوين شعبيّته ومشروعه الانتخابي؟". يقولها بثقة: "لأن أعضاء الكونغريس لديهم حساباتهم الخاصة. منهم من لديهم ناخبون وداعمون لاتين او إسلام او ليبراليون في مناطقهم، اضافةً الى المصالح الخاصة للسيناتور". يعوّل طبّارة أيضاً على دور المحكمة العليا في الولايات المتحدة التي تقيم الدعاوى في حال شرع ترامب في تنفيذ مبتغاه الخيالي لأنها تعتبر أن ذلك لا يتماشى مع الدستور الاميركي.


هذه المعطيات مجتمعة تعطي استنتاجاً واحداً، ودائماً بحسب طبّارة: "أغلب كلام ترامب مبالغ فيه لأنه كلام شعبوي جعله يفوز بنسبة من الأصوات لكنه غير قابل للتطبيق. وبالتالي، فإن تصريحاته في غاية الخطورة قولاً لكنها على أرض الواقع محض سراب".
بدوره يرى السفير اللبناني السابق في الولايات المتحدة والخبير في شؤون السياسة الأميركية عبدالله بو حبيب في حديثٍ لـ"النهار" أن ترامب شخص لا يمتلك تاريخاً في السياسة الخارجية. ويقول: "هو رجلٌ ضليعٌ في إدارة الأعمال. وبالتالي لكونه مديراً للأعمال سينظر في مصالحه الخاصّة قبل الشان العام. حتى إن السياسة الخارجية لا تؤثّر على مجرى الانتخابات بل هي امتدادٌ للسياسة الداخلية، حيث يوجد لوبي يهودي ولوبي البترول قبل شخص الرئيس ذاته".


لا يحبّذ بو حبيب المبالغة حيال موقف ترامب حيال المسلمين ويضعه في خانة التضييق عليهم وليس المنع: "هو لم يقل أنه سيمنع المسلمين ولكنه قرر عدم إعطائهم تأشيرات الدخول بالطريقة السهلة ولكن بعد اجراء المقابلات والتدقيق في الهويات والخلفيات للتأكد من ان لا يوجد أي علاقة ارهابية. هو لن يذهب الى حدود المنع، بل لن يمنعهم سوى اذا تبين له انهم اعداء للولايات المتحدة".
ويستعرض مثالاً يراه مناسباً لتجسيد شخصيّة ترامب القائمة على أسس البحث عن المصالح الشخصيّة، الا وهو الغزل المتبادل بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: " تغزل ببوتين وبوتين أُعجب به وقال إنه يستطيع الاتفاق مع بوتين على نقاط عدة".


لبنان ليس ولن يكون اولوية اميركية؟
يجمع كل من بو حبيب وطبارة على أن لبنان ليس ضمن أولويات الولايات المتحدة، على الأقل في المرحلة الحاليّة، وبالتالي فإن وصول ترامب الى البيت الأبيض لن يغيّر شيئاً في المعادلة سوى في حال تقلّبت الظروف الأمنية ودمجت بالواقع الاقليمي.
"العلاقات اللبنانية الاميركية محورها اليوم مساعدة الجيش على التصدي للارهاب"، يشير بو حبيب. نسأله عن دور مستشاره لشؤون السياسة الخارجية الأكاديمي وليد فارس فيرى في مسيرة هذا الرجل أنه مستشارٌ لافرقاء سياسيين عدة في الولايات المتحدة كان آخرهم دونالد ترامب. لكن ذلك برأيه لا يعني أنه مقرّب من المرشّح الجمهوري بل مجرّد عضو في فريق عمله لأن المقربين من ترامب قلائل وهو ليس لديه ماكينة انتخابية قريبة منه.


ترامب يريد تحويل الدولة العظمى الى دولة تجاريّة
يتفق السفيران السابقان لدى الولايات المتحدة على مبدأ أن دونالد ترامب رجل أعمال يسعى الى كسب صفقات ماليّة من دول العالم حيال ما يعتبرها خدمات حماية تقدّمها دولته العظمى الى دول العالم أكان في #الشرق_الأوسط أم أوروبا ووصولاً الى الصين. حتى إنه يفكّر في الاستفادة ماديّاً من جارته المكسيك وبناء سور فاصل بين البلدين على نفقة الحكومة المكسيكية واقتطاع المبالغ المترتبة من أموال المكسيكيين العاملين على الأراضي الاميركية ومصادرتها في حال رفضت الدولة الجارة بناء السور. وفي هذا الإطار، يذهب طبارة ابعد من ذلك ويشير الى أن "ترامب يحاول اجبار الدول الكبرى على دفع خوّة اي مبالغ مالية مقابل حمايتهم في اوروبا. ومع الصين أيضاً التي تمتلك فائضاً في الميزان التجاري حيث ينوي معاقبتها اقتصادياً في حال لم تخضع لمطالبه. وهذا ما اخاف جميع الدول وأثار قلقهم".


وعن علاقته بدول الخليج العربي يلفت الى أنه "قد يطلب منهم دفع مبالغ مالية مقابل تواجد القاعدة الاميركية في السعودية، على رغم أنها موجودة هناك دفاعاً عن المصالح الأميركية في المنطقة". بدوره بو حبيب يعتبر أن "لا مانع لترامب أن يعطي دول الخليج السلاح والطائرات ولكن مقابل مبالغ ماليّة. وهو لا يرى الولايات المتحدة كقوة عالمية بل من يقاربها من ناحية تجارية. في النهاية هو رجل أعمال ولن يفكّر في مشروع للدولة لا يعود عليه بالمنفعة الخاصّة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم