الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عرسال: جمر الخلافات والوضع الأمني تحت الرماد...و"المستقبل" يحاول التوفيق بين "الحجيريين"

المصدر: بعلبك – "النهار"
وسام اسماعيل
عرسال: جمر الخلافات والوضع الأمني تحت الرماد...و"المستقبل" يحاول التوفيق بين "الحجيريين"
عرسال: جمر الخلافات والوضع الأمني تحت الرماد...و"المستقبل" يحاول التوفيق بين "الحجيريين"
A+ A-

 


يقترب موعد الانتخابات البلدية في محافظة بعلبك–الهرمل لتكون بلدة عرسال علامة فارقة في المحافظة حيث ستعيش الاستحقاق تحت حراب سيطرة المسلحين الارهابيين على قسم من جرود البلدة، فاهتمام 15840 ناخباً هناك يتركز على سلامتهم في الثامن من ايار.


ربما يعرف المرشحون العراسلة جيداً الشخص الذي سيدلي لهم بصوته بيد أن الكثير من الناخبين العرساليين غير متأكدين إزاء القضية التي ستدور حولها الانتخابات، والامور الرئيسية التي سيجري التنافس حولها في ظل حال حظر التجول التي فرضها المجلس البلدي الحالي على اللاجئين السوريين من ظهر السبت حتى صباح الاثنين.


أصبح الناخب العرسالي امام أمرين: إما ان يبقى على الرصيف متفرجاً من دون ان يقدر على التغييير في حال تحققت مخاوفه من حصول أمر أمني لإفشال الانتخابات مع كثرة التجارب واللسعات الامنية التي لدغت الاهالي وبات يخشى منها. ما يعني شغوراً كبيراً في المجلس البلدي وعدم قانونية هذه المجالس والمخاتير لانتهاء ولايتها، حيث تصبح البلديات منحلّة وبتصرّف المحافظين أو القائمقامين، ما يؤدي إلى زيادة الأعباء على كاهلهم وإلى رفع مستوى "المناكفات" السياسية والعائلية داخل البلدة ذاتها.
او الامر الثاني فيكمن في ان يخوض معركة الانتخابات في ظل الدعاء بان تنجح القوى الامنية في بقاء الامور هادئة في هذا اليوم المصيري للبلدة.


ويتساءل الأهالي حول دور المجلس في الوضع الحالي ويجهدون الى انتخاب اشخاص يستطيعون ادارة عرسال ومعالجة مسألة اللاجئين الذين فاق عددهم اهالي البلدة، والوضع الامني في البلدة مع وجود بعض المسلحين داخل المخيمات فيها وان كان بشكل غير علني.


فهل يتوقف مصير عرسال إلى حد كبير على نتائج الانتخابات في حال تغيير الرئيس والاعضاء؟


ثلاث لوائح شكلت لانتخاب مجلس مؤلف من 21 عضواًمع اعتماد مبدأ المرشح الاقوى الذي اعتمدت في تشكيل تلك اللوائح، ولكل لائحة خصوصية من حيث الحسابات العائلية والسياسية. اللائحة الأولى والمكتملة التي شكلها رئيس البلدية الأسبق ونائب الرئيس الحالي باسل الحجيري المحسوبة على مناصري بعض أحزاب قوى الثامن من اذار وتضم مرشحين أقوياء نسبياً فيما الثانية غير مكتملة ومؤلفة من 18 عضواً يرأسها الرئيس الحالي للبلدية علي الحجيري "ابو عجينة" وسيعلن عنها في دارته عصر اليوم مؤكداً انه مدعوم من تيار "المستقبل".


فيما الثالثة التي شكلها حسين رشيد الحجيري الذي كان منسق تيار "المستقبل" سابقاً في البلدة ومرشحاً سابقاًللانتخابات النيابية 2009 فقد أتت من الرافضين للمرشح باسل الحجيري وعلي الحجيري "ابو عجينة"، واتخذت الطابع الحيادي. فهو على صلة طيبة مع كل الاطراف في البلدة، اضافة الى التأييد الواسع من الاهالي خصوصاًمن ينادون بالتجديد. واللافت مع تشكيلها انضمام مرشحين اقوياء لها كانوا ضمن لائحة "ابو عجينة " مما خفض أسهم المرشحين الآخرين وغير وجه اللعبة الانتخابية في البلدة.


وكان آل الحريري دخلوا على الخط بعد ذهاب " أبو عجينة" الثلثاء الفائت الى المنسقية في بيروت وقدم طرحاًللتوافق بين اللوائح حيث عاد "ابو عيجنة" الى البلدة وبرفقته احد مستشاري الرئيس سعد الحريري احمد رباح لدمج لائحة "ابو عجينة" مع لائحة حسين الحجيري خصوصاً ان لائحة الاخير تضم 3 أفراد من آل الفليطي لاقوا ثقة أغلبية العائلة أي 1800 صوت غير أن التوافق لم يحصل حتى اللحظة.


ويحاول "ابو عجينة" جاهداً لايجاد مرشحين اقوياء ضمن لائحته بعد شعوره أنه الأضعف بالرغم من انه الاقوى بأصوات الحجيري من جهة "جبه" المعروف بـ"ابو علي"، قرابة 5300 ناخب، وينقسم آل الحجيري الى ثلاثة أجباب وكل "جب" ضمن اللوائح الثلاث.
فاللوائح تمكنت من جذب ايضاً مرشحين اقوياء من العائلات الاخرى كعائلة عودة والفليطي، كما ان أحد الفاعليات في البلدة يرى ان دعوة "ابو عجينة" في تصريح سابق له بعدم قيام انتخابات في البلدة نتيجة الظروف الامنية سببها القلق من خسارته المعركة الانتخابية.


كما ان فشل مبادرة تيار "المستقبل" بدمج لائحتي الحجيريين " ابو عجينة وحسين" فشلت لسبب آخر، وهو ان توجه مناصري التيار في البلدة لاختيار مرشحيهم يختلف عن توجه القيادة في بيروت مع رفض الكثير من العائلات لـ "ابو عجينة" بشخصه، ووضع " فيتو " عليه. والتوافق مع " ابو عجينة " يرفع اسهم باسل الحجيري ولائحته في وقت نأت "الجماعة الاسلامية " بنفسها عن الدعم العلني لأي لائحة نظراً للتعقيدات التي تعيشها البلدة.


رئيس البلدية الحالي علي الحجيري عزا لـ " النهار" عدم اكتمال لائحته لعدم التسبب باحراج الكثير من المرشحين في عملية التشطيب، لذلك ترك اماكن شاغرة لاختيار الاهالي واعلن عن عدم نجاح مبادرة آل الحريري للتوافق بينه وبين حسين الحجيري رئيس اللائحة الاخرى متكتماًعن الاسباب مؤكدا انه يلقى دعم القيادة في بيروت.


فيما المرشح حسين الحجيري اكد انه من خلال استقلاليته يريد ان يكون قريباً من الناس "فوضع عرسال معقد وصعب، ونحن فريق من هذه البلدة ليس لنا اي توجهات سياسية ونريد الخروج من الأزمة التي تعانيها البلدة، والبلدية الحالية ضعفت في الوقت الاخير. كما اننا نلجأ الى ان تندمج عرسال بالمنطقة التي هي فيها، وهذا من ابرز اهدافنا والتي هي هدف الاهالي ايضاً الذين عانو الأمرين".


ونظراً لواقعها الأمني، قررت وزارة الداخلية والبلديات اعتماد مركزين للاقتراع، مبنى معهد عرسال الفني ومدرسة جوهرة الآداب مع انتشار 2300 عنصر وضابط من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وضعوا لاتخاذ التدابير الامنية حتى اتمام الاستحقاق على خير. وكان الجيش قد بدأ بتنفيذ التدابير من خلال دوريات مؤللة مكثفة تجول البلدة.


جمر الخلافات بين المرشحين والوضع الامني تحت الرماد، ومن الصعب التكهن بنتيجة الانتخابات، وما بين طرفة عين وانتباهتها يغيّر الله الأمور من حال إلى أخرى.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم