الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

ماذا يشوّه صورة أبرز قوّة عسكرية وديبلوماسية في العالم؟

المصدر: (أ ف ب)
ماذا يشوّه صورة أبرز قوّة عسكرية وديبلوماسية في العالم؟
ماذا يشوّه صورة أبرز قوّة عسكرية وديبلوماسية في العالم؟
A+ A-

يشكّل انتقاد واشنطن هواية مفضلة لدى الشعب الأميركي الذي يعتبر أنّ عاصمة بلادهم تشكّل رمزاً للخلل الأداري، والدليل على هذا الوضع قطار الأنفاق في هذه المدينة.


وتسود الفوضى في قطار الأنفاق أو الـ"متروريل"، كما يسمّى محلياً، الذي يستقلّه أكثر من 700 ألف شخص كل يوم في العاصمة الأميركية، وهو بالتالي أكثر شبكات المترو نقلاً للركاب في الولايات المتحدة.


وتتعطّل باستمرار كلّ تجهيزاته حتى الجديدة منها، ما يحوّل الرحلة فيه إلى مغامرة طويلة الأمد.


وبعد سلسلة من الحوادث التي وقعت في الفترة الأخيرة (حرائق وانبعاث دخان)، بات الكثير من الركّاب يتساءلون إذا ما زالت شبكة القطارات هذه التي ليست قديمة العهد (40 سنة) آمنة.


ولعلّ أكثر الخطوط عرضةً للفوضى، هو ذاك المعروف بالخط الأحمر (ريد لاين). ويقول توم برودمان وهو موظف في شركة اتصالات "عندما أعلم أنّني سأستقلّ المترو، أخبر زوجتي بالمحطات التي سأمر بها، تحسّباً لأي سوء، والخط الأحمر بالتحديد هو بمثابة كابوس".


أما جون كنينغان، وهو موظف في أحد المصارف، فغيّر موقع عمله بكل بساطة، كي لا يضطر إلى ركوب المترو.


وبات الاستياء سيّد الموقف في أوساط سكان واشنطن الذين لا يفهمون كيف تفتقر العاصمة التي تُعدّ من أبرز مراكز القوة العسكرية والدبلوماسية في العالم إلى شبكة آمنة لقطارات الأنفاق تسير بشكل جيد.


وفي 16 آذار، أوقفت الخطوط كلّها لـ29 ساعة، لمعاينة الأسلاك الكهربائية. ولم يُعلم الركّاب بهذا التدبير سوى قبل ساعات قليلة من بدء تنفيذه.


لكن الوضع لم يكن دوماً كذلك. فعندما وضعت شبكة القطارات هذه في الخدمة عام 1976 في سياق مراسم باذخة، كانت تصاميمها تُعدّ متطوّرة جدّاً وتشكّل مصدر فخر للأمة برمّتها التي كانت تحتفل بمرور مئتي سنة على قيامها.


لكن الوضع قد تغيّر بعد 40 عاماً. وفي ظلّ توسّع الشبكة تماشياً مع زيادة عدد سكان في العاصمة، بدأت المشاكل تظهر وباتت الأموال المخصصة لحلّها تتقلص.


ولا تضم الشبكة سوى خطين متوازيين، خلافاً للشبكات الكبيرة المؤلفة من خطوط عدة. وقد اتخذ هذا القرار بدايةً لادخار المال. وعندما تتعطّل إحدى السكك، يسير القطار بالاتجاهين بالتناوب على الخط المتبقي. وتشتدّ وطأة هذه المشكلة في عطلة نهاية الأسبوع، وقد ضاق السكان ذرعاً بالوضع.


وتضاف إلى هذه المعاناة، مشكلة ثانية مرتبطة بإدارة الشبكة التي تقع ضمن ثلاث ولايات قضائية في العاصمة الفدرالية وولايتي ميريلاند وفرجينيا. ويضمّ مجلس إدارة المجموعة القيمة عليها ممثلين من الهيئات الثلاث، لكن هذا المجلس يعاني من قلة خبرة أعضائه في مجال النقل، ما يعقّد عمليات اتخاذ القرار ويصعب تحديد المسؤوليات.


أما المشكلة الثالثة، فهي تعني التمويل، إذ لا توجد أي موازنة لتغطية النفقات التشغيلية السنوية لشبكة القطارات هذه التي تبلغ 1,8 مليار دولار.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم