الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

مروان طيبي مرشح "بيروت مدينتي" لـ "النهار": أهالي بيروت لديهم فرصة تاريخية للتغيير

يارا عرجة
مروان طيبي مرشح "بيروت مدينتي" لـ "النهار": أهالي بيروت لديهم فرصة تاريخية للتغيير
مروان طيبي مرشح "بيروت مدينتي" لـ "النهار": أهالي بيروت لديهم فرصة تاريخية للتغيير
A+ A-

ولدت "بيروت مدينتي" من رحم النواة الصغيرة مع جاد شعبان ومنى فواز وغيرهم من الأفراد الذين أرادوا تحقيق حلم التغيير في المدينة العزيزة على قلبهم بيروت. فدعوا رفاقهم لتوسيع لقاءاتهم، قبل التوصل أخيراً لمشروع "بيروت مدينتي" وتأسيس جمعيتها العمومية بأعضائها المئة، والتي يحق لكلّ منها ممارسة الفيتو أمام أيّ منتسب أو مرشح. الهيكلية الديموقراطية هي لون هذه المجموعة التي لا تعمل من أجل كسب الثروة أو جذب الأضواء، لكن تسعى لإدخال بيروت ولبنان في عهد سياسي جديد. كثر يراهنون على فوز "بيروت مدينتي" التي من المتوقع أن تحصد بضعة مقاعد، لأنّ معركتها بالأساس معركة أصوات. ولكن على الرغم من ذلك، لم يستسلم أعضاء "بيروت مدينتي"، لا بل تحدّوا أنفسهم أكثر واجتهدوا كرمى "لعيون بيروت"، فكثفوا نشاطاتهم، وخلقوا مساحات نقاش مع المواطنين لإثبات ذواتهم وليجعلوا من التغيير والأمل عدوى متناقلة بين اللبنانيين. تمكّنت "بيروت مدينتي" من اقتحام قلوب الآلاف في مار مخايل وقصقص وغيرهما من المناطق، باستثناء  طريق الجديدة حيث يوجد محبّو الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله سعد الحريري. طريق الجديدة من الدوائر الثالثة التي بإمكانها حسم المعارك لصالح "لائحة البيارتة"، وبغض النظر عن النتائج فإن "بيروت مدينتي" مستمرّة من أجل تحقيق المزيد من النجاحات والمضي قدماً بلبنان.


الفرق بين "بيروت مدينتي" والأحزاب
يعتقد عدد كبير من اللبنانيين أنّ "بيروت مدينتي" نشأت كردّ فعل على أحزاب سياسية معيّنة، وهدف حملتها إقصاؤها وتهميشها. وفي هذا الإطار، يوضح المرشح عن "بيروت مدينتي" مروان طيبي لـ "النهار" بأننا "نحن ضدّ منظومة سياسية فيها الاحزاب. هذه المنظومة كلها تعمل على صعيد وطني ولكنها في صراع دائم، وتخبط مستمر، فلم تتمكن من التوافق على المصلحة العامة، بل على المصالح الخاصة. فمشروع الرملة البيضاء خير دليل على توافق السياسيين وأنه ليس للمصلحة العامة ولكن لمصالح شخصية، ثمن الأراضي 120 مليون دولار لا يحقّ البناء عليها. نحن بحسب خططنا، الـ 120 مليون دولار تفيد لتحسين الطرقات والنقل العام واستعادة الحيّز العام. طريقة حكم الأحزاب للبلد بنظرنا فاشلة أدت إلى الإهمال والفساد. فمنظومة الأحزاب غير مخوّلة للعمل في البلديات. الأحزاب اليوم تبرهن بأنها تفكّر بنفسها وليس بالمواطن، بعكس "بيروت مدينتي" التي ترغب في إعادة المصلحة العامة والعمل السياسي إلى الشأن العام، فنحن هنا لإدخال البلدية في القرن الحادي والعشرين. يعرّف طيبي عن فريق "بيروت مدينتي" قائلاً: "نحن مجموعة كبيرة من الناس، فيها فريق عمل متكامل ومتناسق. حاولنا قدر الإمكان ضمّ جميع أنواع الاختصاصات، لجميعهم عدد كبير من الخبرات في مجالات عدة نستفيد منها لأننا نعمل من أجل المصلحة العامة. فهناك منى حلاق وهي مناضلة من أجل بيت بيروت، هناك سيرج يازجي وهو عمل على دراسات في المفوضية الأوروبية هدفها المحافظة على التراث وقد قُدِّمت للبلدية ولكن لم يكترث أحد بها، هذا إضافة إلى نجيب الديك رئيس تعاونية الصيادين وهو لديه حلول لجميع المشاكل على البحر، وكذلك أمل شريف وهي ذات خبرة يومية بالمشاكل التي يعانيها المقعدون يومياً. أما ابرهيم منيمنة فيتمتع بثقافة سياسية كبيرة، كما يتمتّع جميع أعضاء "بيروت مدينتي" بخصائص تميّزهم عن غيرهم. يهاجمنا بعضهم على برنامجنا معتبرين انه من الصعب إنجازه، ولكن له مراحل تطبيقية عديدة وبسيطة: تزييح الطرقات مثلاً فائدة وهي تسهيل حركة النقل. المواضيع ليست وهمية ولكن واقعية. كان الأعضاء في البلديات مسبقاً يرمون المسؤولية على المحافظ لأنه لم يتمّ العمل بمشاريعهم، وهذا بسبب طريقة العرض الخاطئة للمشاريع. ولكن إن قدموها بشفافية ووضوح أكثر ضمن مشروع كامل لاختلف الأمر. لـ "بيروت مدينتي" بُعد وطني، اليوم هدفنا وإطارنا واضح وهو انتخابات البلدية ،اذا لم تنجح "بيروت مدينتي" في الانتخابات، لا يحقّ لأهالي بيروت التذمّر، لأنهم لم يغتنموا فرصة التغيير التي سنحت لهم".


"بيروت مدينتي" وطريق الجديدة
من بين المناطق التي زارها أعضاء "بيروت مدينتي" للتحدث إلى السكان، الطريق الجديدة. روى مروان الطيبي ما حصل معهم قائلاً "ضغط علينا عند وصولنا إلى طريق الجديدة، حيث اعتقد السكان أننا هنا اعتراضاً على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري وضدّ سياسة تيار "المسقبل". ما حصل أنه كان يجب أن نُجري مساحة نقاش في أحد المقاهي منذ فترة، ولكن صاحبها رفض بلطف وأعاد لنا المال قائلاً "لن أتمكن من فعل ذلك، ابحثوا عن منزل لمناقشة الناس فيه. أنا لن أتمكن من مساعدتكم". توجهنا إلى قصقص لمناقشة الناس حيث كان هناك بعض سكان الطريق الجديدة، هذا مع العلم أننا أينما ذهبنا نلتقي أشخاصًا من الطريق الجديدة نناقشهم ويصغون لنا. توجَّه مجموعة من المتطوّعين لدينا إلى الطريق الجديدة يوم مهرجاننا الانتخابي، فمنعنا أناس عاديون من توزيع منشوراتنا في المنطقة، وقد تعرّضنا للشتم مع حصول احتكاك مع السكان، ونصحنا بعدم توزيع المنشورات في المنطقة".


أين أعضاء "لائحة البيارتة" من المواجهة؟
كان من المفترض أن يشارك بعض مرشحي لائحة "البيارتة" ولائحة "بيروت مدينتي" في ندوة تعقدها كليّة العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف بالتعاون مع صحيفة "لوريان لوجور"، ولكن علمت "النهار" أنّ لائحة "البيارتة" قد اعتذرت عن الحضور، مما أدى إلى انسحاب مرشحي لائحة "بيروت مدينتي" لأنّ مواجهتهم "ليست مع شربل نحاس لا بل مع أعضاء لائحة البيارتة" بحسب الطيبي. كما تبيّن أنّ مرشحي لائحة البيارتة أيضاً قد اعتكفوا أمس عن الظهور مع الإعلامي جورج صليبي في برنامجه على قناة الـ"نيو تي في" "الأسبوع في ساعة" بسبب ارتباط ما منعهم من الحضور. يبدو أنّ تغيّب أعضاء لائحة البيارتة عن حلقات النقاش مع أعضاء "بيروت مدينتي" هو بمثابة هروب من المواجهة، وهذا خير دليل على ضعف الأحزاب على الساحة اليوم وفقدانها الثقة بقوتها وأرضيتها، تاركين المواجهة إلى الثامن من أيار، حيث من الممكن أن تتبدّل الموازين على أرض الواقع في صناديق الاقتراع. ويشير طيبي إلى قوّة "لائحة البيارتة" التي تكمن "في أحزابهم، فهم السلطة، فيما تكمن قوتنا في الناس. أما ضعف لائحة البيارتة فيكمن في عدم تمكنهم من ايصال تفاصيل المشروع الانتخابي على عكسنا. نحن حررنا الناخب من عبء التصويت، لقد خلقنا البديل للمواطن، وصنعنا مشروعًا مبنيًّا على مجموعة من الأبحاث التي ستنهض ببيروت. هذا ونحن أيضاً فريق متجانس همّه تحسين الوضع للجميع وليس لشخص واحد فقط. الجميع واعٍ لما يحصل، وراغب في معرفة ما يقدمه هذا المشروع الجديد الذي تقدّمه "بيروت مدينتي".


في التاسع من أيّار ماذا تكون بيروت مدينتي؟
يوم الثامن من أيار حاسم لجميع المرشحين، فهو الذي سيحدد مسار أعضاء اللائحتين، ولكن بشكل خاص لائحة "بيروت مدينتي" الحاملة الوعد بالتغيير والتقدم. سواء فازت لائحة "بيروت مدينتي" بعدد كبير من المقاعد أم لا، يقول طيبي أنّ "بيروت مدينتي فازت اليوم. والانتخابات البلدية ما هي إلاّ مرحلة ستجعلنا نعود ونقيّم أنفسنا على أساس النتائج. وسنستنتج العبر من هذه الانتخابات وعلى أساسها سنكمل المسيرة. فما نحن إلاّ متطوّعين، سنستمرّ في العمل وسنبقى متكاتفين بعضنا مع بعض لخدمة بيروت ولو حتى في الظلّ. يقترح البعض علينا أن نعمل على شكل بلدية ظلّ. نحن إذا فزنا سنقوم بفتح القصر البلدي للاستماع لمشاكل الناس، سنفتح اللجان، سنسمح للأشخاص بحضور اللجان. بإمكاننا العمل على جميع الملفات التي نحن على علم بها حتى لو لم نفز، نحن نرتكز على تكافؤ المجموعة وليس الفرد". وأخيراً يدعو طيبي "الجميع إلى النزول إلى الاقتراع في الثامن من أيار. سيكون هناك من ضغط وازدحام أمام مراكز الاقتراع، لذا لا يجب التراجع ومن الضروري التأكد من اللوائح لأنه سيكون هناك من لوائح ملغومة".



"بيروت مدينتي" بداية صحوة من واقع سياسي مرير حلبته صناديق الاقتراع، وهي لن تقف عند الانتخابات البلدية بل ستشمل لاحقاً الانتخابات النيابية. لا شك أن المواطن يحتاج إلى عملية توعوية وتثقيف سياسي ليتحررّ من فكر التبعية وتأليه الزعيم والانطلاق نحو الأفضل. يجب التحلي بالشجاعة الكاملة لرفض التبعية والرغبة في المضي في شيء جديد ينهض بلبنان عالياً.


[email protected] 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم