الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل ينسحب "الوطني الحر" من "البيارتة"... ما موقف "القوات" وأي لائحة سيدعم بعدها؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
هل ينسحب "الوطني الحر" من "البيارتة"... ما موقف "القوات" وأي لائحة سيدعم بعدها؟
هل ينسحب "الوطني الحر" من "البيارتة"... ما موقف "القوات" وأي لائحة سيدعم بعدها؟
A+ A-

قبل خمسة أيام من المعركة الانتخابية البلدية والاختيارية في بيروت، لا يزال "التيار الوطني الحر" يفاوض على عدد المخاتير في الدائرة الأولى (الرميل، الأشرفية، المدور، الصيفي)، وتحديداً على المخاتير الـ12 في منطقة الأشرفية، حيث ترددت معلومات عن مطالبته بنصف العدد، معتمداً في مقاربته على الاحصاءات ونتائج انتخابات العام 2010 التي خسرها بفارق نحو 300 صوت، في الوقت الذي تسعى فيه الأحزاب الأخرى إلى ارضاء العائلات والشوارع الشعبية.
ولا تكمن الخطورة في فشل المفاوضات، بل في المناورة التي أحدثها "الوطني الحر" مع ربطه مصير مشاركته في #لائحة_البيارتة بنتيجة المفاوضات في الانتخابات الاختيارية، طارحاً بذلك إمكانية انسحابه من اللائحة في وقت تخوض فيه الأخيرة أشرس المعارك الاعلامية مع اللائحة المنافسة "بيروت مدينتي"، وبالتالي ينظر البعض إلى هذه الخطة بمثابة "الانقلاب" على الاتفاق-في حال حصل- لكنه لن يؤثر على مسار الانتخابات في شكل عمودي، خصوصاً أن "الوطني الحر" لديه مقعد في المجلس ويتشارك آخر مع الوزير ميشال فرعون، وفيما لا تزال قيادة "التيار" غير راضية عن حجمها في لائحة "البيارتة" يطرح السؤال: لماذا وافق "#التيار_الوطني_الحر" على المشاركة في اللائحة طالما هو غير راض، خصوصاً أن الانسحاب سيكون ضرره أكبر وغير بريء مقابل عدم المشاركة؟



وتصف مصادر "الوطني الحر" حجمها في لائحة "البيارتة" بـ"التمثيل المريب"، وكما يبدو أنه كان العونيون يريدون اتفاقاً واسعاً يترجم في البلدية والاختيارية، ففي اللائحة مقعد انجيلي (جو طرابلسي) لصالح التيار، ويتشارك آخر مع فرعون، و"قواعد التيار غير راضية عن حجم تمثيله وتحاول القيادات بذل الجهود لاقناع الجمهور"، وفق المصادر مضيفة: "دخلنا بمقعدٍ انجيلي واحدٍ، أما المقعد الكاثوليكي فسمّاه فرعون، وصحيح أن والد المرشح سليمان جابر مقرب من الوطني الحر لكن في نهاية المطاف من يسمي الشخص سيكون أقرب له، ونعتبر أن حصتنا تقتصر على مقعد واحد".
ولكل يوم يسبق انتخابات البلدية في بيروت نكهة، فتمتع يوم الثلثاء بطعم التوتر والترقب حول السؤال: هل يفعلها "الوطني الحر" وينسحب؟ تجيب مصادر الأخير لـ"النهار": "خلال ساعات الصباح كنا متفائلين، لكن بعد ظهر الثلثاء اختلفت الأجواء ولوحظت صعوبة الوصول إلى اتفاق وبات احتمال الانسحاب من لائحة "البيارتة" وارداً وسيتخذ القرار اليوم"، وفي حال اتخذ القرار فإن المقعد الانجيلي الذي يمثل جو طرابلسي سيصبح شاغراً في لائحة "البيارتة"، لكنه سيكون حاضراً في المعركة "بدعم لائحة (مواطنون ومواطنات في دولة) التي ينسقها الوزير السابق شربل نحاس" وفق ما قالت المصادر وتضيف: "سندعم لائحة نحاس وقد نكون ممثلين فيها".



الكوادر القواتية لا توافق التيار في طرح امكانية الانسحاب، ويقول مصدر قواتي مطلع لـ"النهار": "لا نرى أي علاقة بين انتخابات البلدية والاختيارية، فالأولى ترتبط بالسياسة وتناقش بين القيادات وهي على مستوى كل بيروت أما الثانية فتختلف من حيث توزيع القوى والهيئة الناخبة، فبيروت الأولى مثلاً ليست واحدة بل مقسمة إلى أربعة، ونحاول بذل جهدنا لتكون اللوائح جاهزة لكنها حتى اللحظة لم تجهز". وتعتبر أن "القضية لا ترقى إلى حجم طرح الانسحاب وربط الموضوع بالبلدية التي هي أيضاً ترتبط بأهداف تنموية".


ووفق المصادر نفسها فإن "الوطني الحر أراد أن يكون الاتفاق على المخاتير والبلديات، ونحن وافقنا ولا زلنا نبحث معهم حتى ساعات الفجر عملية تركيب اللوائح لكننا لم ننجح في ذلك حتى اللحظة، فماذا نفعل؟ هناك التزامات محلية لا يمكننا الخروج منها".
وبالعودة إلى الخلاف على عدد المخاتير في الأشرفية، ففي العام 2010 احتفظ التيار بـ 7 مخاتير في الرميل، لكن في الأشرفية (12 مختاراً) خسرت لائحته "بفارق 300 صوت" وفق المصادر التي تذكّر بأنه "جرت مواجهتنا حينها من كل الأطراف السياسية، وطالما أن الأرقام أثبتت هذا الحجم الصغير فكان من المفترض أن نتقاسم حالياً اللائحة في الاشرفية في ظل الحديث عن أنه تبقى لنا مقعد أو اثنين وهذا غير مقبول".
من جهتها، ترد المصادر القواتية بالقول: "لا يستطيع الوطني الحر تقاسم اللائحة أو الحصول على النصف، وبصرف النظر عن الاحصاءات نحن نقارب الموضوع بشكل مختلف، إذ نعتمد على حجم الفعاليات وعلى قاعدة أن انتخاب المخاتير لا تدخله العملية السياسية، فلا يمكننا أن نفرض على الناس ترشيح الحزبيين فحسب وعلينا مراعاة تمثيل العائلات والفعاليات في المنطقة وهذا لا يؤثر على تمثيل الوطني الحر فحسب بل على القوات أيضاً"، كما تعتبر أن "الاعتماد على مقاربة العام 2010 خاطىء، فالوضع الانتخابي مختلف، كما ان حلفنا فيه أطراف أكبر"، وتضيف: "نستطيع انتخابياً أن نكسب كل المقاعد لكن ليس هذا ما نريده، فالمختار لا دور له في السياسة، وكيف يكون مفتاحا انتخابيا برأي البعض في حال تمت تسميته من الحزب؟".
واستغربت المصادر الحديث عن انسحاب بسبب خلاف على المخاتير وتقول: "لم نسمع بكل انتخابات لبنان أي مشكلة على المخاتير، فهي دائماً في الموضوع البلدي، لأن انتخابات المخاتير ترتبط بالوضع المحلي وبالشارع والزقاق والعلاقة مع الأهالي".



خلاصة الأمر أن انسحاب "الوطني الحر" من لائحة "البيارتة" ستكون ضربة تحت الحزام لباقي الأحزاب وخصوصا لـ"القوات"، وبالتالي بامكان "الوطني الحر" النزول منفرداً بلوائحه في انتخابات المخاتير والأمر نفسه بالنسبة إلى القوات والعائلات في الأشرفية وكل يصوّت وفق رأيه والبقاع في اللائحة الائتلافية للمجلس البلدي للحرص على عدم قطع شعرة معاوية.



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم