الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أراد آلان ابن الـ 13 عاماً التقاط صورة قرب النهر فوقعت الفاجعة

المصدر: "النهار"
اسرار شبارو
أراد آلان ابن الـ 13 عاماً التقاط صورة قرب النهر فوقعت الفاجعة
أراد آلان ابن الـ 13 عاماً التقاط صورة قرب النهر فوقعت الفاجعة
A+ A-

أراد التقاط صورة مع أقربائه، فكانت الأخيرة في حياته، اذ ابتلعه نهر بسري في اعماقه، قبل أن يتمكن #الصليب_الأحمر من انتشاله. خمس سنوات قضاها في لبنان من دون أن يواجه مياه البحر والأنهار، ربما لأنه كان يشعر أنها ستغدره وتغلبه، لكن يوم الأحد حاول آلان لقمان كسر خوفه، خرج مع عائلته في زيارة الى منزل ابن عم والده في مرج بسري فوقع ما خشاه، كان النهر يتربص به وما ان اقترب منه حتى سحبه وخطف حياته.
قرار قاتل
لم يمت لقمان (13 عاما) من نيران الحرب المتأججة في بلده والتي اجبرته على ترك بلدته عفرين في محافظة حلب قبل خمس سنوات واللجوء الى لبنان، بل من مياه باردة سحبته من وسط رفاقه بهدوء قاتل، وعما حصل شرح ابن عم والدهنظمي لـ"النهار" ٌ قائلاً" هذه هي المرة الأولى التي يزورنا فيها آلآن، فرغم تردد عائلته واشقائه الى منزلنا كان يرفض هو مرافقتهم اذ كان يخشى من المياه ويفضل البقاء في بيروت، لكن نهار الأحد الماضي تفاجأنا به يكسر خوفه ويرافق عائلته، وصل عند حوالي الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، تناول الغداء و قرر والاولاد ان يقصدوا النهر للعب وهنا وقعت المصيبة".


لحظة غادرة
لم يمض على وصول لقمان دقائق حتى ابتلعه النهر وكأنه كان بانتظار هذه اللحظة منذ زمن، وشرح نظمي" وقف لالتقاط صورة سقطت رجله في المياه، وقع في النهر"، واستطرد ان " المياه ليست عميقة لكن في النقطة التي وقع فيها كانت تصل الى نحو مترين، خاف الاولاد من هول المشهد سارعوا الى المنزل الذي يبعد نحو 700 متر عن الموقع لابلاغنا، بدلاً من محاولة انقاذه، دخل ابن شقيقي وهو يصرخ طالبا منا المسارعة لانتشاله، ، اتصلت بالصليب الاحمر، وتوجهنا الى المكان، وبعد وصول فريق الانقاذ بعشر دقائق عثر على آلآن نقل الى مستشفى جزين الحكومي، حيث فتح مخفر البلدة تحقيقاً بالحادث".


عُرف السبب
في الأمس دفن آلآن في منطقة #داريا، وقال نظمي" كشف الطبيب الشرعي على جثته واثبت التحقيق ان وفاته كانت غرقاً، تسلمنا الجثة، وواريناه الثرى بعيداً عن ارضه" . ولفت الى ان "والده في حالة صدمة، فهو من هرّب أولاده الاربعة ثلاثة فتيان وفتاة من القذائف والمدافع منذ بدء الحرب السورية، كي لا يصيبهم مكروه، سكن في منطقة العدلية في بيروت، وعمل ما في وسعه لتأمين لقمة عيشهم وحياة كريمة لهم، أراد أن يخرجهم الاحد من المنزل كي يرفهوا عن أنفسهم، لم يتوقع أن يخسر ابنه بهذه السهولة، فالمشهد انتهى في ثوان ليترك أثره في عائلة طوال الحياة، اشقاؤه سيفتقدون ضحكته وهدوءه وخوفه عليهم، وبعد ما حصل تفهموا لماذا كان يخاف من المياه ولماذا رفض كل هذه السنوات مرافقتهم الى اي مكان يقصدونه فيه نهر او بحر!".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم