الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

مفاجأة من العيار الثقيل حصلت في انتخابات بلديّة بيروت

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
مفاجأة من العيار الثقيل حصلت في انتخابات بلديّة بيروت
مفاجأة من العيار الثقيل حصلت في انتخابات بلديّة بيروت
A+ A-

لا أحد توقّع أن يجتمع الساسة اللبنانيون جميعاً في لائحةٍ بلديّةٍ واحدة على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم المذهبيّة والحزبيّة. انها لائحة "البيارتة". البعض سمّى ما حصل بحكومة المصلحة الوطنية المصغّرة. آخرون وجدوا فيها خطوة ايجابية في سبيل الإنماء بعيداً عن تناحرات السياسة، خصوصاً أن أعضاءها لاقوا وعوداً بدعم العمل الانمائي. منهم من وجد أن في العناق السياسي المستجد محاولة لتقويض لائحة #بيروت_مدينتي التي ترشّحت في وجه أقطاب السلطة دون استثناء. لكن المفاجأة الكبرى التي حملتها تطورات انتخابات بلدية بيروت، تمثّلت في تحالف تياري #المستقبل و #الوطني_الحرّ في مشهدٍ لم نألفه في الآونة الأخيرة.


ردّاً على الاتهامات التي تطالها، ترفض لائحة البيارتة كل ما يقال وتضعه في اطار تقويض عزيمتها. تتسلّح بقوّة الإجماع السياسي الذي فوّضها العمل لصالح إنماء بيروت. حديث رئيسها الأستاذ جمال عيتاني لـ"النهار"، نابضٌ بتصوير مرحلة ما بعد الفوز: "لائحة البيارتة ليست مسيّسة وأكثر ما يؤكّد ذلك أن رئيسها ليس سياسيّاً. انا تكنوقراط ولست منضوياً في اي حزب سياسي". وهو يحرص في مستهلّ حديثه التأكيد على خبرته في مجال الهندسة وادارة الشركات لمدّة 30 سنة، وقد استلم مجالس ادارة شركات عدة. يقول إنه لا يتحرك خطوة من دون ان يكون لديه خطة عمل متكاملة، وليس لمدّة سنة او سنتين او ثلاث سنوات وحسب، بل عبر مجموعة خطّط فوريّة قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد على حدٍّ سواء. يعود بالذاكرة الى انجازاته في مجلس الإنماء والإعمار حين فعّل خطّة شاملة للمياه في لبنان. يتغنّى باتفاق القوى السياسية حول لائحته ما يميّزها ويكسبها صفة الاستثناء والقدرة على جمع الشمل لا التفرقة. "زرنا الجنرال ميشال عون الذي أبدى دعمه للائحة، وقال اننا لن نتدخل في شؤونكم كسياسيين لكننا سنعطيكم الغطاء كي تعملوا لمصلحة انماء بيروت واقتصادها".


يتداخل الحديث بين التحديات الشخصية والتحديات التي تنتظر "البيارتة" في وجه خصمهم المندفع أيضاً: "بيروت مدينتي". اتهاماتٌ عدة طاولت لائحة عيتاني مفادها أنّ مشروعه الانتخابي منقولٌ عن مشروع الخصم. تراودت هذه التصريحات على لسان عدد من المرشحين لعضوية بلدية العاصمة في مهرجان "بيروت مدينتي" الانتخابي في الحمرا يوم الأحد المنصرم. يردّ عيتاني مؤكّداً أن "حاجات البيارتة ومدينة بيروت واضحة وجليّة. برنامجنا ليس سوى انعكاس لحاجات العاصمة. الموضوع ليس بحاجة إلى اختراع الذرة لمعرفة حاجات المدينة. وبرنامجنا أكثر شمولية وطموحنا أكبر من أي برنامج انتخابي ثانٍ. وقد طرحنا مواضيع عدّة وعلى رأسها أزمة القمامة". ويتساءل: "من لا يعلم أن هناك مشكلة نفايات في بيروت؟ ان من يستطيع تنفيذ خطّة على الأرض وبلورة حلّ نهائي للنفايات هو الفريق الذي يستحق أن يمسك ادارة بلدية بيروت".


نسأله: "ماذا عن الاتهامات التي تطالكم كلائحة بأنكم تمثّلون القوى السياسية مجتمعة بما فيها "التيار الوطني الحرّ"، والتي أبت التكتّل في وجه لائحة "بيروت مدينتي" بعد استشعار قوّتها على الأرض؟". يجيب: "لأول مرّة ينجح المجتمع المدني في العمل يداً بيد ويكون لديه دعم من السياسيين في لبنان. وهذا أفضل من أن نكون في مواجهة السياسيين، وقد رأينا المواجهات بين #المجتمع_المدني والسياسيين والتي لم تؤدِّ الى اي نتيجة. اليوم اتفق السياسيون على تحييد بيروت عن السياسة واعطوها غطاء سياسي ليسمحوا للبلدية أن تعمل انمائيّاً واقتصادياً. وهذا لا يعني ان اللائحة لدينا مسيسة". وعن اللغط الحاصل حول دعم بعض السياسيين للائحة "بيروت مدينتي"، يلفت الى أن النائب وليد جنبلاط يهمه أن يتفاعل المجتمع كلّه بعضه مع بعض. وعندما وجد أن لائحة "البيارتة" تضم المجتمع المدني وممثلين عن الأحزاب السياسية ضمن العائلات البيروتية طرح اسماً لتمثيل الطائفة الدرزية واعطاه الدعم والغطاء للتركيز على العمل الانمائي في مدينة #بيروت، وان كل ما يتمناه هو التركيز على العمل الانمائي وعلى الشفافية وعلى التطوير في مدينة بيروت.


توافق "الوطني الحرّ" و"المستقبل" خطوة نحو الإنماء؟
لعلّ الحدث الأكثر إثارة التي حملته انتخابات بيروت البلدية عام 2016 كان التحالف والتوافق غير المنتظر بين "التيار الوطني الحر" من جهة وتيار "المستقبل" من جهة ثانية. وفي هذا الإطار، يرى المرشّح عن "التيار الوطني الحر" في لائحة البيارتة سليمان جابر في حديثٍ لـ"النهار" أن "كل الأطراف توحّدوا على برنامج بلدي معيّن. من هذا المنطلق قررنا أن ندخل الى البلدية ونعطي لأنفسنا هذه الفرصة التي تعطى لنا للمرّة الأولى". نسأله: "كيف ستقنعون أنصاركم في التيار التصويت للائحة يدعمها تيار "المستقبل" الذي يعتبر اليوم خصمكم سياسيّاً؟" يجيب: "اتفقنا أن السياسة وراءنا وقد تعهدت لنا العديد من المرجعيات السياسة الكبيرة انها لن تتدخّل في اي شيء وهذا أتى على مسمع من جميع الأطراف المشاركين في لائحة "البيارتة". نحن نعمل انماء وبلدية ولا نعمل سياسة. ومنذ اليوم الأول الذي وضعنا فيه اللائحة كنا في صدد التكلم عن البرنامج البلدي. نعلم أن الحمل ثقيل ولكن نؤكّد أننا لسنا تكملة للمجالس البلدية القديمة". ويضيف: "زيارة اللائحة الى الرابية كانت ايجابية حيث أعلن العماد ميشال عون دعمه لها.


يؤكّد جابر على ضرورة استثمار الاجماع السياسي حول لائحة البيارتة انمائيّاً. وهو لا يحبّذ الدخول في مواجهة مع أحد، بل يؤكّد على الايجابية في الأفكار والصدق في الطموح. برأيه أن جميع المرشّحين في النهاية يتطلعون لخدمة مصلحة بيروت والجميع يتنفس الهواء نفسه ورائحة النفايات نفسها. وعن التقارب في البرنامج الانتخابي بين لائحتي "البيارتة" و"بيروت مدينتي" يؤكّد " أننا لم ننسخ برنامج أحد وعلى ثقة أن ننفذ برنامجنا. يحاولون ان يلفقوا الينا سمعة سيئة لكننا لسنا امتداداً لأحد المجالس السابقة". وعن أول مشروع سيبادرون به كلائحة البيارتة الى تنفيذه في حال الفوز في الانتخابات يشير الى أن "أول ما سوف نقوم به هو تنفيذ المشروع لحلّ موضوع النفايات. وهي خطّة عصرية اطلعنا عليها وهي سهلة التنفيذ. هذا إضافةً الى خطة للكهرباء سهلة التنفيذ أيضاً سنعرضها على مجلس الوزراء".


"لتبقى بيروت لأهلها"
إضافةً الى نقاط الاستفهام التي عقّبت عليها اللوائح المنافسة، كان لافتاً الانتقادات التي حمّلها البعض للائحة "البيارتة" نسبةً لشعارها: "لتبقى بيروت لأهلها"، والذي اعتبره البعض شعاراً استفزازيّاً. وفي هذا الإطار، يشير عيتاني الى أن "هذا الشعار يخصّ كل انسان يعتبر ان بيروت له. اما من يأتي ليستفيد من بيروت ولا يفيدها فلن يتبنى هذا الشعار. عندما تترعرع في عائلتك، اول شيء تهتم به هو زوجتك واولادك وعندما تطمئن انهم جيدون تستطيع بالتالي ان تخدم جيرانك ومجتمعك". بحسب عيتاني، تستوعب بيروت اليوم 40 في المئة من سكان لبنان. وبرأيه أن هذا التفصيل لا أحد يستطيع أن ينكره. وهو يعوّل على مسألة تطويرها كي تستقطب عشرات الآلاف من السياح سنوياً ولكن في الوقت نفسه هناك أولوية اساسيّة للذين يسكنون بيروت ويتهجرون من منازلهم لأنهم لا يستطيعون أن يسكنوا أو يعملوا في منطقتهم.
أمّا جابر، فيرى أن "الموضوع يعطى أكبر من حجمه على الأرض. في النهاية أهل بيروت هم البيارتة أنفسهم. لكن الخصوم في اللوائح الانتخابية المنافسة يسوقون حملةً ضدّ الشعار لغايات انتخابية بحتة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم