الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كان يجب أن يكون السبت يوماً عادياً حتى وقع المحظور مع سارة

سلوى أبو شقرا
كان يجب أن يكون السبت يوماً عادياً حتى وقع المحظور مع سارة
كان يجب أن يكون السبت يوماً عادياً حتى وقع المحظور مع سارة
A+ A-

مزجت اسطنبول بين الحضارة العثمانية والحلم الأوروبي لتصبحَ قبلة السياح، فشهدت البلاد إقبالاً من شعوب المنطقة العربية الذين وجدوا #تركيا الملاذ الآمن الوحيد في ظل الحروب الدائرة في سوريا وليبيا واليمن، وتدهور الوضع الأمني في تونس ومصر و#لبنان.


تراجع عدد السياح بنسبة 12.8%


شهدت البلاد بين عامي 2014 و2015 بحسب إحصاءات نشرتها القنصلية العامة التركية ازدياداً في عدد السياح الخليجيين الوافدين إلى تركيا بنسبة 45.8% خلال الربع الأول من العام 2015 ليصل إلى 138 ألفاً و973 سائحاً مقارنة بنحو 95 ألفاً و272 سائحاً خلال نفس الفترة من عام 2014. في حين أنَّ آلاف اللبنانيين قصدوا هذا البلد لقربه من حيث المسافة ولعدم الحاجة إلى الحصول على تأشيرة لدخوله ما يخفف العبء المالي على المُسافر. إلاَّ أنَّ أرقام الإحصاءات الحديثة الصادرة عن وزارة السياحة التركية أفادت بأنَّ عدد الأجانب الزائرين للبلاد تراجع بنسبة 12.8% على أساس سنوي في شهر آذار من العام 2016 إلى 1.65 مليون زائر، وهو الانخفاض الأكبر خلال عشر سنوات.


وقد تراجع عدد السياح الأجانب الوافدين إلى تركيا جراء تحذيرات الدول الغربية لرعاياها بضرورة تجنُّب السفر إليها في ظل المخاوف الأمنية والتفجيرات التي طاولت مدناً تركيةً عدَّة. وإلى جانب القلق الأمني بات على السائح التنبُّه إلى الاحتيال والخداع والسرقة التي انتشرت في البلاد بعدما أصبحت الحرب الدائرة في سوريا مساراً لانتقال آلاف المقاتلين عبرها من أوروبا إلى #سوريا، كما انتقال مئات الهاربين من المعارك السورية إلى أراضيها.


احتيال متعمَّد


لطالما سعت تركيا إلى إبراز صورة جميلة عن #اسطنبول وبقية المدن التركية التي تحتضن إرثاً تاريخياً، إلاَّ أنَّ هذه البلاد التي أشعرت كثيرين بالأمان خلال السفر إليها، تغيَّر واقعها بعدما باتت البلاد مفتوحة للملايين ما دفع بالعابثين بالأمن والمافيات إلى استغلال ذلك.


يعود لبنانيون وعرب كُثر بعد سفرهم إلى تركيا بحسرة وخيبة أمل، وقد حصلت "النهار" على نماذج حوادث طالت عدداً من السياح. فقد سُرق عبدالله المواطن الخليجي خلال تجواله وأصدقائه في شارع الاستقلال بالقرب من ساحة "تقسيم". لم يخبر أحداً لئلا يحدث بلبلةً بين أصدقائه. لكنَّ اليوم التالي شهد سرقة زميلته سارة خلال وجودها في سيارة أجرة كانت تنقلها من منطقة "غراند بازار" إلى الأوتيل الذي تقيم فيه. تخبر "النهار" بأنَّ "سائق التاكسي طلب منا مبلغ 80 ليرة تركية في اللحظة التي صعدنا فيها إلى السيارة، لم يشغِّل العداد عكس السائقين السابقين الذين تجولنا وإياهم في السنوات السابقة. فقلنا له: "أنزلنا الآن فالمبلغ كبير"، قاد بنا مسافة 6 دقائق وتوقف فجأة ليطلب منا النزول في المكان الذي أراده. نزلنا ومن ثمَّ مشيتُ قليلاً وتفقدت حقيبتي لأجد أنَّ محفظة النقود اختفت من الحقيبة. لا أعلم ما حدث ولا كيف تمكَّن من سرقتي. صرختُ وطلبت من المارة أن يرشدوني إلى مركز الشرطة فكان كل واحد يرشدني إلى اتجاه مختلف عمن سبقه. هذه المرة الأخيرة التي سأزور فيها تركيا، بعدما وصلت الفندق طلبت التواصل مع الشرطة، فقالوا بما أنَّ جواز سفري وأوراقي جميعها معي، فما من إثبات على أنني فقدت الأموال النقدية. وبأنَّ عليَّ معرفة اسم الشارع ورقم السيارة. وهذا ما لم أتنبَّه إليه لحظة وقوع الحادثة". مبالغ كبيرة سرقت منهما في وقتٍ كانا راغبين في صرف هذه الأموال في تركيا على التسوق وتناول الأطعمة التركية في المطاعم الكبرى ما يعني أنَّ السيولة كانت ستُفيد شركات وموظفين كثراً، إلاَّ أنَّ السرقة أفادت سارقين اثنين غدرا بهما كلٌ على حدة.


إلى السرقات، سعى البعض للجوء إلى عمليات احتيالية غير ناجحة، فقد طلب سائق الأجرة من بسام بعدما وصل بالقرب من الأوتيل مبلغ عشرين ليرة تركية. كان بسام يحمل مبلغ 15 ليرة تركية فيما صديقه يحمل مبلغ 50 ليرة تركية. فدفعا الخمسين، ليتلفَّت إليهما تالياً سائق الأجرة متهماً إياهما بإعطائه 5 ليرات تركية فقط لا غير. وبعد جدال حاد، تراجع السائق عن احتياله معيداً إليهما الخمسين ليرة ومكتفياً بالـ 15 ليرة.


في المطعم أيضاً، طلب جاد الفاتورة التي كانت قيمتها 30 ليرة تركية فدفع مبلغ 100 ليرة، أعيد إليه 30 ليرة تركية فقط لا غير. جاد لم يتنبَّه إلى مراجعة الفاتورة حالاً، بل بعدما غادر. كذلك، طارق سُرق هاتفه الخليوي من على طاولة المطعم من دون أن يفهم سرَّ خفَّة يدي السارق. لذا، ننصح السائح بإبقاء نصف الأموال معه والنصف الآخر في الفندق. والتنبه إلى حركته وأغراضه كل لحظة، مع ضرورة تصوير رقم سيارة الأجرة قبل الصعود إليها وأسماء الشوارع التي يمرُّ فيها في حال حصول أية حوادث مماثلة لتتمكن تالياً الشرطة من الوصول إلى السارق عبر الكاميرات المنتشرة في الأحياء.



لسنا نستعرض هذه الحوادث بغية تشويه السياحة في تركيا، بل للفت انتباه السلطات التركية وسفاراتها إلى أنَّ حوادث مماثلة تدفع كثيرين إلى تجنُّب زيارة بلدهم مجدداً خصوصاً بعد تضاؤل عدد السياح الغربيين، ليبقى بإمكان السياح العرب تنشيط #السياحة في البلاد بعيداً من الوقوع ضحية السرقات وعمليات النصب والاحتيال المتعمَّدين عن سابق إصرار وتصميم.


 


 [email protected]


Twitter: @Salwabouchacra


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم