السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الحريري: مستعدّ للقيام بأيّ شيء لانتخاب رئيس

المصدر: "النهار"
هدى شديد
الحريري: مستعدّ للقيام بأيّ شيء لانتخاب رئيس
الحريري: مستعدّ للقيام بأيّ شيء لانتخاب رئيس
A+ A-

يعرف الرئيس #سعد_الحريري وهو يتحرّك في اتجاه روسيا وتركيا بعد فرنسا من أجل اعادة تحريك الملف الرئاسي في لبنان، أنّ مفتاح الانتخابات الرئاسية هو في مكان آخر. ويعرف أنّ العلاقة الإيرانية - السعودية هي ممر إلزامي الى بيئة حاضنة للانتخابات الرئاسية اللبنانية. ولكنه متيقٰن بأن المملكة العربية #السعودية ليست هي مَن يقف حجر عثرة امام انتخاب رئيس. لأنه عندما رُشِّح النائب #سليمان_فرنجيه لم تكن المملكة تفرض مرشحها، كما لم يكن العماد ميشال عون مرشحها عندما رشحه حليف المملكة رئيس حزب القوات اللبنانية #سمير_جعجع. وبما أن الحريري ذهب وفريق "الرابع عشر من آذار" الى أقصى ما يمكن تقديمه لفريق "الثامن من آذار"، بإعطائه الحق الحصري بالمرشح الرئاسي، ورغم ذلك لم يفرج عن هذا الاستحقاق، فمعنى ذلك ان #ايران قد لزّمته لـ #حزب_الله الذي لا يرى الآن مصلحة بانتخاب رئيس.


يقول المطلعون على المحادثات التي أجراها الرئيس الحريري مع المسؤولين الروس، بأن روسيا مهتمة جداً بوضع حد للفراغ الرئاسي في لبنان، وبادرت للقيام بالاتصالات اللازمة في هذا الصدد. وكذلك في باريس، يبذل المسؤولون الفرنسيون جهداً متواصلاً لفتح ثغرة في الجدار الرئاسي، الا ان أيّ مسعى مع الجانب الإيراني يقابل بسلبية من تخلى عن قراره وجيّره الى "حزب الله".


الرئيس الحريري الذي فاجأ الجميع بترشيحه النائب فرنجيه، يقول لسائليه بأنه مستعدّ للقيام بكل شيء من اجل انتخاب رئيس، ولا يمكن أحداً ان يتخيل الى أي حدّ يمكن ان يذهب من اجل تحقيق هذا الهدف. الا أنه بات واثقاً بعد كل ما شهده هذا المسار من ان "حزب الله" ليس بوارد الافراج عن الاستحقاق الرئاسي رغم ما يشكل له هذا الموقف من إحراج، لأن أولوياته الإقليمية الخارجية تتقدّم لديه في الوقت الراهن على أي أولويات داخلية. فكل ما يهمّه راهناً في الداخل هو الحفاظ على الحدّ الادنى من الهدوء والاستقرار ليتفرغ لمعاركه الإقليمية لا سيما مشاركته في الحرب السورية. ويذهب الحريري أبعد مما أعلنه عن أنه سيكون أوّل المهنئين للعماد عون في حال التوافق على انتخابه، بقوله إنه كان ليرشحه لو أنه يضمن بهذا الترشيح ربح انتخاب رئيس للجمهورية، وليس خسارة الورقة التي يمسك بها من دون أي مقابل. ولذلك يجيب الحريري سائليه: "ليتوافقوا على مرشح في الموضوع الرئاسي وسأكون مشاركاً في الجلسة ومشجعاً في تسهيل كلّ ما يمكن ان يؤدي الى انتخاب الرئيس". وعندما يُسأٓل إذا كان سيصوّت لعون في حال تم التوافق عليه وانسحب له فرنجية، يجيب: "لن اكشف ماذا يمكن ان افعل وليفعلوا وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه".


المطلعون على موقف الرئيس الحريري ينقلون عنه استياءه من الشلل العام الذي اصاب مؤسسات الدولة جراء الفراغ في سدّة الرئاسة. وهو إذ يعبر عن ارتياحه لإنجاز الانتخابات البلدية، لا يرى في المقابل أنّ هذا الاستحقاق سيرتدّ سلباً على القوى السياسية بإقدامها مرتين على التمديد للمجلس النيابي الحالي بذريعة "استثنائية الوضع الامني"، وهو يوضح أنّ السبب في التمديد للمجلس ليس الوضع الأمني بل ضرورة تجنيب البلد تعميم واقع الشلل، بحيث أن استقالة المجلس كانت تعني تلقائياً استقالة الحكومة وانسحاب الفراغ على مستوى كلّ المؤسسات الدستورية. والمطلعون على موقفه يعتبرون أنّ عدم ضمان إجراء الانتخابات النيابية في موعدها هو السبب الحقيقي وراء التمديد القسري للمجلس النيابي، وأيّ انتخابات نيابية لم تكن لتؤدي في واقع الحال الى تغيير في تركيبة المجلس بأكثر من خمسة الى عشرة نواب من هنا أو هناك.


في النتيجة، هذا هو واقع الجمود المستحكم على كل المستويات داخلياً وخارجياً، ومع ذلك، لن ييأس الحريري من طرق أبواب الخارج وابتداع المخارج في الداخل، الى ان تفتح ثغرة في باب الحلّ.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم