الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الفصح في طرابلس... عودة الروح

المصدر: "النهار"
طرابلس- رولا حميد
الفصح في طرابلس... عودة الروح
الفصح في طرابلس... عودة الروح
A+ A-

ألقى عيد الفصح لدى الطوائف الشرقية بأجواء تفاعلية ناشطة استعادت فيها #طرابلس مكانتها مدينة تاريخية واسعة الآفاق، والاتجاهات، والرؤى. ويمكن القول أن حركة موسم الفصح أشارت إلى أن حواجز الخوف والتحفّظ السابقة قد سقطت، وأن جميع الطرابلسيين جديرون ومتمسكون بالعيش المشترك.


أكثر ما يؤشر إلى الأمل الجديد تمثل في كثافة الرواد الذين أمّوا كاتدرائية القديس جاورجيوس في شارع الكنائس، وتنقلوا منها إلى كنيسة القديس نيقولاوس الأصغر حجمًا، أيام الشعانين، وأسبوع الآلام، والجمعة العظيمة وقداس القيامة بشكل لافت، حيث غصت الكاتدرائية الواسعة بالمصلين،الذين وفدوا من كل أحياء المدينة، ومن المناطق المجاورة، ومارسوا طقوس الفصح بكل أبعادها، وتأثرت بحركتهم الأحياء المحيطة بالشارع، إن لجهة الحيوية التي أضفتها المناسبة على الأجواء، أم لجهة الازدحام الكبير الذي تسببت به طوال الأسبوع، خصوصاً يوم الجمعة العظيمة، وكأن الجميع في موقف انتظار للحياة السابقة الجميلة، ويشعرون الآن أنه قد أذنت لحظتها.
وتجد السيدة أنياس لطيف في زخم الاحتفالات عودة "المدينة إلى حقيقتها، ونحن حريصون على مدينتنا، ومن صلبها، ورغم كل ما مرت به، لم نغادرها كما فعل غيرنا". واضافت "من الطبيعي أن تعود المدينة الحديثة إلى واقعها السابق، مدينة ناشطة، وناهضة، ومفعمة بالحياة، لأن الطارئ عليها هي الأحداث التي طال أمدها، وما الحياة المشتركة والتفاعلية إن بين أبنائها، أو مع بقية أرجاء الوطن، إلا الوجه الحقيقي لها".
ولعبت الكاتدرائية دورا هاما في تفعيل التقاليد الأرثوذكسية، والسير بخطى فخامة الطقوس البيزنطية، حيث تقام الاحتفالية بكل ما فيها من أبهة، وتتصاعد من الكاتدرائية في هذه المناسبة الأنغام الكورالية، تتردد أصداؤها إلى مسافات بعيدة في المدينة، يساعد في ذلك بناؤها الهندسي الذي يراعي ترداد الصوت، ويفعِلالألحان المنبعثة من الصلاة.
ورصدت لطيف "قدوم كثيرين من المؤمنين من خارج المدينة، خصوصاً من عكار، والضنية، وزغرتا، والكورة، الذين طالما آثروا أن يشاركوا بإقامة شعائر العيد في طرابلس، وتحديداً في كاتدرائيتها التاريخية، مار جرجس".


تقاليد وحلوى
وعلى صعيد التقاليد الشعبية، فقد انشغل الجميع في صناعة الحلويات، وتحضير البيض السليق الملون. ففي الميناء بطرابلس، تسكن منى ميخائيل في غرفة سفلية من حجر معقود، حولّتها إلى ما يشبه المزار، وفيها صور للسيد المسيح، والعذراء مريم، واحدة نادرة مصنوعة في القدس، وأخرى من إحدى المدارس التي غادرت المدينة.


وقالت ميخائيل إنها صنعت المعمول وأقراص التمر، وهي كل عام تجتمع مع عدد من السيدات، ينتقلن بين بيوتهن لصناعة حاجة كل بيت بصورة مشتركة"، وفي رأيها أن "الأيام السابقة كانت أجمل، والأمل أن نعود إليها في السنة القادمة".
وذكرت أن التحضير للحلوى يبدأ أول أسبوع الشعانين، ويذكر ابنها سبيرو أن "الحلوى الذي صنعته الوالدة قد نفق قبل العيد، لأن حلوى الوالدة مرغوب من الناس، وكلما مرّ عابر، وسألها عن الحلوى، قدمت له مجموعة من صناعتها".


وفي منزل ابرهيم توما، أدخلت زوجته القادمة من بلدة حامات الكورانية، أكلة شهيرة في الأرياف "كبة الراهب" المصنوعة بطريقتين، الأولى حبات من العجين المغلي مع العدس والثوم وبعض النعناع، والثانية، كباب من عجينة كبة الراهب محشوة بالزبيب، ومشوية على النار، تضاف إلى صحن كبة الراهب الأولى.


أحياء الزهرية، والميناء، ومختلف البيوت المسيحية في عجقة التحضير للعيد، ولا يغيب عن أي منها ضيافة بيض الشوكولا، إضافة إلى الحلويات المصنعة في المنزل. والمميز في بيت أدوار كيال ما صنعته سيدة المنزل من أقراص الحلوى، وتشكيل غصن على شكل شجرة بأشكال من البيض الملون.
أما منزل سبيرو عريرو، فآثرت زوجته جوزفين الاقتصار هذا العام على ضيافة شوكولا العيد، وانتقل العيد من المنزل إلى بيوت الأولاد والأحفاد.


قداديس القيامة
وشهدت كنائس المدينة وكاتدرائياتها خدمة القيامة، واختلف توقيتها بين كنيسة وأخرى، ففي طرابلس ترأس راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أفرام كرياكوس خدمة الهجمة عند الخامسة صباحاً، في كاتدرائية القديس جاورجيوس، عاونه لفيف كل من الآباء ابرهيم سروج وجبرائيل ياكومي وابرهيم دربلي وبرثانيوس ابو حيدر، حيث أقيمت خدمة القيامة في الدار خارج جدران الكنيسة، وسط حشد شعبي لافت.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم