الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

يا عمّال لبنان تراجعوا من الزواريب وعودوا إلى السّاحات

المصدر: "النهار"
إيلده الغصين
يا عمّال لبنان تراجعوا من الزواريب وعودوا إلى السّاحات
يا عمّال لبنان تراجعوا من الزواريب وعودوا إلى السّاحات
A+ A-

فيما يتوقّف القطاعان العام والخاص في #لبنان عن العمل في الأول من أيار عملاً بمذكرة رسميّة سنويّة تكرّس هذا اليوم عطلة لعيد العمال، تحتفل دول عدة حول العالم بهذا اليوم في وقت مختلف، كما لا تحتفل أخرى وبينها #دول_عربيّة. غير أن الاختلاف في إحياء الذكرى، ينسحب تشابهاً في استمرار انتهاك حقوق العمّال، فنجد أن أصحاب العيد الفعليين، من عمّال المصانع والمطاعم والمنازل وسواهم، يواصلون عملهم بحكم حاجتهم الملحّة للعمل وتحكّم صاحب العمل وسطوته. وتتّجه أنظارنا اليوم إلى التظاهرة العمالية الشعبيّة التي دعا إليها الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين من أجل تصحيح الأجور وإقرار #سلسلة_الرتب_والرواتب، وإن ستتمكن من كسر الركود الذي تعانيه النقابات العماليّة.


أين نحن اليوم من تاريخ الحركات العمّالية النضاليّة العالميّة؟ وأين #عمّال_لبنان من زواريب التشتّت والضياع؟


لبنان بين 1925 و2016
احتفل للمرة الأولى بعيد العمّال في لبنان في 1 أيار عام 1925 في قاعة #سينما_الكريستال، وأنشئت يومها نقابة "عمال التبغ". وتشكّل سنة 1944 الاتحاد العام لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، وفي 1946 صدر #قانون_العمل اللبناني، وفي 1962 تأسست جبهة التحرر العمالي، وفي أول ايار 1970 احتفلت بعيد العمال الحركة النقابية اللبنانية. وبين ستينات وتسعينات القرن الماضي كانت الأحزاب اليسارية والنقابات العمّالية تنظّم مسيرات كبرى في هذا اليوم لتقتصر حالياً على مسيرات رمزيّة، مع انحدار ملحوظ في نوعيّة العمل النقابي وتشتّت النقابات على أيدي أهل السلطة وتمييع مطالبها وتحزيبها وتسييس مراكز القرار فيها. 


استعادة مجزرة "هايماركت"
تاريخياً، نجد أن فكرة "يوم العمال" بدأت في #أوستراليا عام 1856 حيث حدّدت النقابات يوم العمل بثماني ساعات. توالياً، انطلقت الشرارة الفعليّة للعيد في #الولايات_المتحدة مطلع أيار 1886، حيث قتلت الشرطة عمالاً مضربين في ساحة "هايماركت" في شيكاغو. إزاء خشية الرئيس غروفر كليفلاند من تحوّل ذكرى 1 أيار إلى فرصة لإحياء قضيّة "هايماركت"، جرت العادة على الاحتفال بالعيد في الاثنين الأول من شهر أيلول ويصادف هذا العام في الخامس منه. أما في #بريطانيا فانطلقت بعد الثورة الصناعية حركةٌ قادها روبرت أوين، أحد مؤسسي النظام الاشتراكي البريطاني، صائغاً الشعار الشهير "8 ساعات للعمل، 8 ساعات للحياة الخاصة، و8 ساعات للنوم". وفي #فرنسا تمّت الدعوة للمؤتمر الأممي للعمال عام 1889، ونتج منه دعوة للمظاهرات المتزامنة في 1 أيار من العام التالي، للمطالبة بالحد من ساعات العمل.


لماذا هذا العرض التاريخي؟
هذه الوقائع والنضالات التي أصبحت رمزاً عالمياً لفاعليّة العمال ووحشيّة رأس المال والسلطة، لا تعني أن النضال اليوم بأحسن أحواله وأن #العامل ينام مطمئن البال. فقد عانت الحركة العماليّة أثناء #الحرب_الأهلية_اللبنانية ولا تزال، وزادت من شرذمتها التراخيص لاتحادات ونقابات جديدة لتصل الى 52 اتحاداً ونحو 600 نقابة، بما أثّر في نوعية ووحدة تلك النقابات بوجه السياسيين والأحزاب والطوائف. وإذ برزت في السنوات الأخيرة #حركة_التنسيق_النقابية ولحقها التيار النقابي المستقل ونقابتا عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان و#مياومي_الكهرباء، فتراجعت إلى الظل تجمّعات أخرى مثل #الاتحاد_العمالي_العام، وأثبتت نقابات أخرى أنها عصيّة على الرتابة والتراجع مثل نقابة #عمّال_المطابع.


قد يخفق هذا العرض ببعض التواريخ، إذ لا مراجع تلخّص مسيرة الحركات العمّالية سواء في لبنان أو العالم، واعتمدنا فيه على موسوعات ومقالات متفرّقة ومحاضرات لباحثين ومحامين. وربما يعود ذلك إلى هيمنة #رأس_المال، انشغال المؤرخين بمواضيع أكثر سخونة من عرق العامل وانفراد #الأحزاب_اليسارية بعرض نتائج حركاتها في مواقعها وإصداراتها. غير أن لهذا العرض أن يصيب في استرجاع انبثاق الحركات النقابيّة والاتحادات العماليّة، بغرض الإضاءة على محطات تحوّل هذا العامل من صامتٍ كادح إلى مناضلٍ ومنتزعٍ لحقوقه. وأغلب الظن أن الهدف الضمني لِما تقدّم هو هزّ الضمير والساعد العماليّين للعودة إلى الساحات والوضوح والتفلّت من هيمنة المحازبين السلبيّين والميليشياويين والمذهبيين.


[email protected] 
Twitter: @ildaghssain


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم