الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

دانيال عربيد: "باريسية" عربون شكر على ما عشته في فرنسا

دانيال عربيد: "باريسية" عربون شكر على ما عشته في فرنسا
دانيال عربيد: "باريسية" عربون شكر على ما عشته في فرنسا
A+ A-

"باريسية" لدانيال عربيد، حالياً في الصالات اللبنانية، فيلم يغوي. عناصر كثيرة فيه مستمدّة من خصوصيات دانيال عربيد، وظّفتها في إطار نصّ متخيّل. بيد ان ما يغوي في الفيلم فعلاً، هو الموقع الذي ينظر منه شخوصه إلى الحوادث التي تتعاقب في حياتهم. كثيرة هي الأفلام عن نظرة أوروبيين الى الغرباء، ولكن من النادر أن نتّبع قصة من وجهة نظر المهاجر الوافد ومن خلال عينه الملقاة على واقع ليس واقعه؛ واقع يبتعد عنه كلما تقرّب منه، يلفظه قبل أن يروّضه عقب صراع طويل بينهما. باختصار، ثمة كرّ وفرّ مشبّعان بالقسوة والتشرّد نشهدهما، قبل أن تستقيم الأمور وتستقر على حقيقة وواقع جديدين.


"باريسية" يطرح قصة لينا (منال عيسى) التي تغادر إلى باريس. لينا مراهقة يجتمع فيها الذكاء والسذاجة، بيد أنّ شجاعتها تمدّها بطاقة على الاستمرار. الفيلم يحكي تجربة تحوُّلها الى باريسية وانتمائها الى مدينة العالم، حيث كلّ أنواع المهاترات والقضايا والشعارات من الأكثر طوباوية الى الأكثر انخراطاً بالواقع. لكن هذا الفيلم هو أكثر من ذلك بكثير. والكثير هنا يعني حتماً عدداً من التفاصيل تتمحور حول تجربة الصمود في عراء عاصمة أوروبية تطلب منك حداً أدنى من التكيّف الاجتماعي ومعرفة "حجمك" كي لا تُداس وتُسحق وتُهان.
كيف تقوّمين تجربة "باريسية"؟
- لم أحصل على المال الكافي لإنجازه. "معارك حبّ" و"رجل ضائع"، فيلماي الأولان، شاركا في كانّ ضمن "اسبوعا المخرجين"، وحصدا جوائز عدة. "بيروت بالليل" حصد نحو 750 ألف مشاهد عبر "آرتي". حين كتبتُ سيناريو "باريسية"، قيل لي إنّها قصة شخصية لا تمثّل الجميع. "إنّها قصّتكِ"، صاروا يردّدون، "السينما للجميع، لا ليُخبر كلٌّ منّا قصّته". لم يستوعبوا بدايةً وجود ثلاث قصص حبّ في الفيلم، عوض الاكتفاء بواحدة. لم أرد لقصة الحبّ أن تطغى على الفيلم، ولا أن يصبح عبارة عن قصة حبّ. أردته عن العلاقة مع البلد، وكيف يمكن الكاميرا أن تنقل صورته. تصبح عينا البطلة بمثابة كاميرا تنقل مشاهدات وافدة جديدة إلى مكان جديد. تجري العادة في الأفلام الفرنسية أن يسعى المهاجر إلى التعريف بنفسه. مَن هو وماذا يريد، وكيف يقدّم نفسه؟ لينا لا تُظهر نفسها. الجميع من حولها هم مَن يعرّفون عنها. يمرّ وقتٌ طويل من الفيلم قبل أن يعلم المُشاهد أنها لبنانية وما هي خلفيتها. أردتُ تصوير فرنسا، لا المهاجر إليها. يصبح الأمر كأنه تصوير معكوس لما ينتظره السيستام
منذ متى كنت تفكرين في إنجاز هذا الفيلم؟
- سأتكلّم بصراحة. هذا الفيلم هو ردّ فعل على "بيروت بالليل" الذي لم يكن سوى فيلم تلفزيوني، بعدما غطّت "آرتي" التكاليف. لم يكن فيلماً كلاسيكياً كالمعروض عبر التلفزيونات، ورغم ذلك، شعرتُ كأنني كذبتُ على نفسي. لم تجرِ الأمور على ما يرام، حتى مع فريق العمل. أفضّل في العادة الغوص في القصّة، والشعور كأنني أنا التي أمثّل، أو كأنّ تصوير الممثلين هو صدى لتصوير نفسي، فأنسى أنني المخرجة. ماذا يعني الإخراج؟ هو أن تمعن في التركيز وضبط ما حولك، وفي الآن عينه تشعر بأنك تطير. أو أن ترى أمامكَ المُشاهد الأول وأنتَ تدخل في أعماق الفيلم. أحبّ كثيراً أن "أعيش" الفيلم وأنسى وظيفة الـ"كونترول". في "بيروت بالليل"، أمضيتُ شهراً في وضعية الـ"كونترول". لم أعش الفيلم. حسناً، لقد أنجزته؛ بعضهم أحبّه وبعضهم لم يحبّ، لكنني عبره أدركتُ أنني أستطيع أن أفبرك من أجل أن أعيش، وأعرفُ ذلك. أما كمخرجة، فلم أجده يشبهني. لم أعش فيه.
ما مدى حضوركِ الشخصي في "باريسية"؟ إلى أيّ حدّ تجدين نفسكِ فيه؟
- أكمل مرحلة "معارك حبّ" و"رجل ضائع" الذي كان عن رجل، لكني وجدته يتكلّم عن نفسي. أردتُ "باريسية" على هذا النحو، لكنه راح يتغيّر بينما كنتُ أكتبه. كانت مرحلة الكتابة سريعة، ووجدتُ أن البعض لم يفهمه، فأعدتُ كتابته لاحقاً. لم تكن إعادة كتابة بالمعنى الحرفي للكلمة، بقدر ما كانت عملية صيانة أو ماكياج.
هل يمكن اعتبار "باريسية" تصفية حساب مع ماضيكِ؟
- قد يكون تصفية حساب مع لبنان، من دون أن يكون كذلك. آلمتني كثيراً كمية الشتائم من كلّ صوب بعد "بيروت بالليل". "باريسية" ردّ فعل على ما طالني من مضايقات، ولا سيما من الشباب الذين لم يعرفوا الحرب، فتراهم يمضون الوقت عبر "فايسبوك" ويشتمون. كان التصوير صعباً، شعرتُ بأنني تلوثتُ، وأشاء أن أنظّف نفسي. وشعرتُ أيضاً بأنني عشتُ وضعيات كان لا بدّ من الخروج منها. وهي حال كلّ مخرج تقريباً، حيث قد يقع على ممثل يصعب التفاهم معه.
لماذا اخترتِ فترة التسعينات؟ جمالياً، ماذا أضافت هذه الحقبة إلى السيناريو؟
- أحبّذ العلاقة مع الوقت، فأستطيع أن أرى أفضل. المسافة ضرورية لأتمكن من التصوير بوضوح. في "باريسية"، أردتُ تصوير الصدمة التي ترافق الوصول إلى البلد. بداية، تكون في ذروة حضورها، ولا سيما في السنتين الأوليين، ولاحقاً تختفي بفعل العادة، فتصبح الحال عينها تقريباً، سواء أكنتَ في بيروت أم باريس أم البرازيل. هذه صورةٌ عشتها في التسعينات، وأردتُ، إضافة إليها، فيلماً له أسلوب، فأدخلتُ الموسيقى، الموضة، طرق التفكير، حتى ثنائية اليمين واليسار. كان الفيلم بريئاً أكثر. تعمّدتُ إظهار ذلك، لتكون باريس مرآة الشابة الوافدة إلى أرض جديدة.
في الفيلم ما يُذكّر بالسينما الفرنسية التي تولي أهمية للشخصيات أكثر من اهتمامها بالمواقف. أراه فيلماً فرنسياً بالأسلوب والهوية. لا يمكن اعتباره لبنانياً قط...
- أنهلُ من السينما الفرنسية في شكل لاواعٍ كوني أسكنُ في فرنسا. أحتاج إلى أن أكون في الوسط لأنجز فيلماً. ذلك يتوقّف على مضمون الفيلم وأسلوبه، فثمة أفلام لا يمكن إنجازها إلا من مسافة.
هل من أفلام فرنسية شكّلت لديكِ مرجعية مباشرة؟ كأفلام فيليب غاريل مثلاً؟
- لا. تروفو بعض الشيء، إنما ليس فيليب غاريل. شاهدتُ له أفلاماً، ولا يروقني. ولم أشأ أن أصير شبيهة تروفو. كلّ ما أردته هو إكمال قصة لينا. كانت في سنيّها العشر في "معارك حبّ"، واليوم هي في الثامنة عشرة. هذا كلّ ما في الأمر. إن وضعتَ أفلامي بعضها إلى جانب بعضها الآخر، فستلحظ ان هناك ما يجمعها.
أشعرُ ان عنوان الفيلم بالفرنسية ("خوف من لا شيء") يحتمل معنى عكسياً. الخوف هنا ضرورة تجاوز كلّ شيء للوصول إلى الحرية. أن تتخلّص منه لتتحرّر...
- نعم. تتخطّاه وتُكمل سيرها. تشعر بالخوف ولا تقف. أحدٌ ما يمشي ويُكمل البناء.
هل عشتِ هذه التجربة ولا تزال حاضرة فيكِ؟
- نعم، التجربة في داخلي، وهي موجودة في السيناريو خصوصاً. أردتُ كتابتها لأقول ان السيناريو يتحدّث عن كثيرين، وليس عني فحسب. لا أكترث أثناء إنجاز الفيلم بمحاكاة الكامن في نفسي. يعنيني كيف يبدأ بي وينتهي بكَ، وفي الحالين، يبقى الفيلم بيننا. الأمر يشبه الشخصية. حين أعطي النصّ للممثل، لا أقول له امشِ من هنا إلى هناك، وتكلّم على هذا النحو. يغدو 50 في المئة من الدور ما يقدّمه الممثل، و50 في المئة الفانتاسم الذي أراه.
هذا يعني ان اختيار الممثل بالغ الأهمية لكِ.
- نعم. مهمٌ جداً. ينبغي أن تجمعني بالممثل صداقة، فأفهمه ويفهمني. هذا ما حصل مع منال عيسى. شعرتُ أنها مثل شقيقتي الصغرى. في داخلها تلك الرغبة الملحّة بأن تكون حرّة، رغم أنّها تأتي من عائلة لبنانية شبه محافظة. أجرينا الكاستينغ على نحو 600 شابة من أماكن عدّة، بينهنّ مغربيات. أردتُها شابة غريبة عن فرنسا وفي الآن عينه قريبة منها. منال كانت في الوسط، في فرنسا وخارجها. ولدت فيها ونشأت في لبنان، وفي حرب تموز 2006، عادت إليها مع أبيها.
تتكلّمين على فانتاسم وجدته في منال ولم تجديه في فتيات آخريات. هل كان حاضراً فيكِ قبل أن تغادري إلى فرنسا؟
- لا أدري ما الذي كان في داخلي. ما عرفته هو انني بينما كنتُ في مرحلة الكاستينغ، لم أرد منح الدور لأحد لم تطأ قدماه فرنسا. حين غادرتُ إلى فرنسا، أردتُ العيش حرّة، والتفرّج على العالم بكلّ ما أوتيتُ من قوة. هنا، شعرتُ بالاختناق. ليس لأن لبنان يترككَ كذلك، بل لأن الأمر يتعلق بمجتمع مغلق وعائلة في حال معاناة. قد يحدث ذلك في أي مكان آخر، حتى باريس، فتجد نفسك تختنق. تشعر بذلك تحديداً في سنّ الثامنة عشرة. في النهاية، هذا الفيلم يتحدّث عن الشباب.
ثمة تيمات عدّة في الفيلم. لا نستطيع القول إنه يتناول موضوعاً واحداً...
- أبرز التيمات تتحدّث عن الشباب، وأن يكون عمرك 18 عاماً وتلحّ عليك رغبة بأن تشعر بالحرية.
لمنال علاقة معيّنة بالحرب. كأنها عاشتها وظلّت تتكئ على ظلالها. هي على الأرجح علاقة أصوات.
- لم ترَ منال الحرب. وصلت في سنّ الثامنة عشرة إلى فرنسا. سمعتْ، كما كنا نسمع، أصواتاً عن المعارك. لم تكن الحرب تُرى، وخصوصاً لمن سكنوا في الملاجئ. الحرب صوتية. تختبئ جراء الصوت ولا تعود ترى شيئاً. لا أتكلّم على المقاتلين، بل على الشعب.
موضوع الجنس مهمٌ جداً في الفيلم. هو طريق للعبور نحو الحرية عبر التصالح مع الجسد ورغباته. أخبريني عن ذلك. عموماً الجنس موجود في كلّ أفلامكِ، إنما بطريقة مختلفة.
- نعم، هذا صحيح، ولكن ليس بقصد الاستفزاز. لا أمضي الوقت في التفكير في كيفية استفزاز المُشاهد. يعنيني أن أقول "لا". المسألة ليست استفزازا. بل عصيان. الجنس في أفلامي طريقة تصوير. المهم عندي كيفية نحت الأجساد وجعلها موجودة. لا كيف أعرّيها. أودّ أن أمنح الشخصيات جسداً. في العالم العربي لا نمنح الأجساد، حتى بالسينما. في كلّ مكان، ثمة حسية، وفي الشرق تحديداً، لكنها مخفية. الجنس في أفلامي ليس جنساً بالمعنى الهادف لإحداث ضجة. هو محض مقاربة جمالية عن الجسد.
الفيلم أيضاً عن الخيبة، فالبطلة تتعرّض لخيبات عدّة...
- أردته فيلماً ايجابياً، عن الموسيقى والصخب والسهر والحبّ والجنس. لذلك لم يفهم البعض ما قصدته. كانت تجربتي الشخصية قاسية مع العالم، إنما ما وصلتُ إليه اليوم يستحقّ الفرح، فأنا مستمرة وأتقدّم، ورغم كلّ شيء لم أنكسر.
السهر، تبادل الحديث، التضامن مع الآخرين، وخلافاتهم... كلّها أجواء باريس. هل عاينت المشهد، أم لجأتِ إلى التوثيق للتعرّف إليه؟
- عشتُ هذه الأجواء بالطبع. الشخصيات الثلاث مأخوذة من أناس أعرفهم، فأضفتُ إليها بعض الفانتاسم. أحدهم تناولتُ العشاء معه، لكنّه لا يزال راسخاً في البال. أعرفُ الشخصيات، وأتركُ للفيلم أن يكمّلها. كأنّ الأمر أشبه بمن يرسم، فيستعير أذناً من هنا وعيناً من هناك. إنها في النهاية عملية دمج.
لعلّكِ لم ترحمي كثيراً المجتمع الفرنسي.
- البعض يرى ذلك، والبعض الآخر يعتبر انها صورة الفيلم. أردتُ أن أقول لفرنسا شكراً. الفيلم بالنسبة إليّ عربون شكر على ما عشته هناك. الأفلام عامة، تُظهر المغترب عاجزاً عن التأقلم والاندماج بالفرنسيين. هنا أظهرتُ الصدمة أولاً ثم التقبّل، فوجد مَن رآه انّ المقاربة جديدة لم يجرِ التفكير فيها من قبل. ليس الفيلم عن صراع الحضارات. إنّه قصتي وقصص آخرين غيري، منهم فرنسيون وصلوا إلى باريس أيضاً.
لا تظهر باريس في الفيلم كثيراً، أقصدتِ ذلك؟
- أعود بالزمن إلى التسعينات حيث الكادر كان محدوداً. تطلّب التصوير 30 يوماً و60 ديكوراً. لم تتوافر لديّ الإمكانات المطلوبة. أنجزته بمليون أورو، أيّ بمبلغ أقلّ مما كلّف "معارك حبّ". من هنا تعلّمتُ كيفية صناعة أفلام ليست باهظة. في ساعتين تقريباً، وبإمكانات محدودة، تداخلت ثلاث قصص حبّ، أظهرت تراكمات البطلة ومدى التغيّرات التي طالت شخصيتها.
هل تجدين ان من الممكن إنجاز الفيلم نفسه بعد حوادث فرنسا، أم أنّ شيئاً تغيّر؟
- سأنجزه نفسه، مع فارق أنه سيحمل اليوم معنى آخر للفرنسيين. سيروقهم أن يُعرب أحدهم عن سعادته لأنه في فرنسا. سيشعرون ببهجة لعدم نكران الجميل، رغم أن البعض يضيق ذرعاً بأعداد الوافدين. عموماً، المعادلة معقّدة. يعنيني أن الجمهور شاهد الفيلم وأحبّه، وتلقيتُ مراسلات من عشرات المخرجين الفرنسيين مسّهم الفيلم، فلم ينظر إليّ أحدٌ بامتعاض كما لو أني منافسته.
لمَ لم يشارك في كانّ؟
- لا أدري. أعتقد أن تييري فريمو لا يحبّ أفلامي.
ماذا عن الأقسام الأخرى؟
- شاركتُ في "اسبوعا المخرجين" مرّتين، ولا أجد حاجة إلى مزيد من المشاركات. رغم ذلك قدّمته، فظلّ شهراً في قسمين. حينذاك، كنتُ في مرحلة المونتاج، فشاهدوه قبل نسخته النهائية. أعتقد أنّ وجود فيلم آرنو دبلشان الذي يتناول موضوعاً مشابهاً لـ"باريسية"، حال دون وجود فيلمي في "اسبوعا المخرجين". لو كان في المسابقة الرسمية، لتمّ اختياره كما أعتقد. ما أودّ قوله أن الفيلم راق الجمهور، من دون إمكانات مادية كبيرة ومن دون المشاركة في كانّ.
يعنيكِ إذاً النقد وآراء الآخرين؟
- بالطبع، ككل مخرج. يهمّني النقد، ويهمّني في الآن عينه الجمهور. في النهاية، أنا لا أنجز أفلاماً للنقاد، بل للجمهور الذي يتلقّى الفيلم بعفوية من دون حسابات. السينما للجمهور.
هل من مشاريع تعملين على إنجازها؟
- أردتُ طيّ الصفحة المتعلّقة بلبنان وعلاقتي معه، والتفرّغ للحديث عن التجربة الفرنسية، فلديّ الكثير لأقوله. أعمل على إنجاز فيلمين في فرنسا، أحدهما يُفترض البدء بتصويره في تشرين الأول، يتعلّق بروائية فرنسية كتبت قصّة حبّ مع روسيّ في التسعينات، على أن تتولّى البطولة، إن تمّ الاتفاق، إحدى أهم الممثلات في فرنسا. سيكون فيلماً ثقيلاً لو يُنجز كما كتبته. آمل ذلك.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم