الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

هل دخل "حزب الله" مساراً انحدارياً؟

علي حماده
هل دخل "حزب الله" مساراً انحدارياً؟
هل دخل "حزب الله" مساراً انحدارياً؟
A+ A-

هل من المصلحة تقديم تنازلات لـ"حزب الله" في هذه المرحلة؟


هذا السؤال مطروح أكثر من أي وقت مضى. ففي ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة، ماذا سيفعل من يقدمون التنازل تلو الاخر لـ"حزب الله"، أكان على صعيد الاستحقاق الرئاسي أم على صعيد العمل الحكومي، أم حتى على صعيد المنطق الذي يقول انه من المناسب الدخول اليوم في تسوية شاملة مع الحزب تداركا لمزيد من التنازلات في المستقبل، على اساس ان الحزب لا يزال في مرحلة صعود، ويمكن ان يرفض مستقبلا ما يقبل به اليوم؟.
هناك وجهة نظر مغايرة للمنحى الحالي الذي يبدو ان معظم قوى ١٤ سابقا تعتمده، ويعتمد على التسليم بغلبة "حزب الله" الامنية والعسكرية، وتركيبته الفولاذية، واحتفاظه بقوة تمثيلية شيعية شبه تامة، في مقابل قوى متنوعة ومشتتة تعاني أزمات متلاحقة على مستوى قواعدها الشعبية، فضلا عن لامبالاة الخارج الاقليمي والدولي بتمدد الحزب المذكور في لبنان على حساب القوى الاخرى المكونة للنسيج اللبناني.
وجهة النظر المغايرة تستند الى قراءة خارجية وداخلية تستنتج منها ان "حزب الله" ليس في مرحلة صعود، بل انه على العكس من ذلك، فقد دخل منذ مدة مرحلة انحدارية متواصلة. فمن التورط المديد في الصراع السوري، وتكبده خسائر فادحة تتجاوز بحسب تقديرات اوروبية دقيقة ألفا وخمسمئة قتيل، وستة آلاف جريح من دون تحقيق انجازات حاسمة قادرة على تغيير موازين القوى قبل التدخل الروسي، الى تورط خطير في اعمال امنية صنفت ارهابية في العديد من الدول العربية، واطلاق تلك الدول حملات مطاردة لمناصري الحزب او المتورطين معه، وتصنيفه ارهابيا في المحافل العربية والاسلامية وملاحقة ناشطيه، فتصاعد الحملة الاميركية المؤذية لتجفيف مصادر تمويله في لبنان وخارجه، ومحاصرة إعلامه عربيا ودوليا، وصولا الى بروز اشارات عن قرب صدور ملحق للقرار الاتهامي عن المدعي العام في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، المصنفة إرهابية من مجلس الامن، واخيرا وليس آخرا تراجع إمكان توظيف الايرانيين للحزب لإشعال حرب اقليمية مع اسرائيل على غرار حرب ٢٠٠٦. ف"حزب الله" ينام على مخزون كبير من الصواريخ في حين تلاشت القضية، وسقط شعار ما يسمى "المقاومة " ... بعدما بات اسم الحزب وتصنيفه متلازما مع تصنيف تنظيم "داعش" على قاعدة ان الارهاب ليس مقتصرا على "داعش" السني بل انه يشمل "حزب الله" الشيعي ايضا.
لا أحد خارج لبنان يحفل بحجم "حزب الله" التمثيلي، ولا بتمدده في لبنان على حساب القوى الاخرى. صحيح أن المجتمع الدولي لا يرغب في رؤية لبنان مشتعلا أسوة بسوريا، ولكن "حزب الله" لا يملك، بحسب القراءة المشار اليها آنفا، الكثير من الاوراق الابتزازية. حتى أمن حدود اسرائيل الشمالية لم يعد مطروحا، مع إدراك إيران والحزب أن أي حرب قد يفتعلها الحزب ستكون حربا دولية - اسرائيلية شاملة لسحقه. من هنا يسأل أصحاب وجهة النظر المغايرة: هل من الحكمة تقديم تنازلات لحزب دخل مرحلة انحدارية حقيقية؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم